تاريخ الغدر يتكرر والشواهد كثيرة
9:56:27 AM 2019-03-31 منذ : 2066 يوم
تاريخ الغدر يتكرر والشواهد كثيرة
هل التاريخ يعيد نفسه؟ لمن لايستوعبون أحداث الماضي القريب...يواجه وطننا اليوم تحديات خطيرة لعل أفضعها هي تلك التي تأتي من بعض أبناءه، فهي أخطرها تآمراً وأدناها فتكاً، كون هؤلاء القوم كل همهم وتفكيرهم محصوراً في حدود الوظيفة أو المصلحة أو الحسابات قديمة. إنهم لايفكرون في قوادم الأحداث ولا بحقيقة أن ''دولة الخبرة ''سوف لن تقبلهم ولن تثق بهم ولا تؤمن بأقاليمهم.
هذا تاريخها ونهج فكرها الذي أثبتته الأحداث التاريخية القريبة. نحن الجنوبيون أو ما يعرًفوننا به ب '' أصحاب منزل '' عبارة عن رعية ننفذ ولا نحكم ،أما هم فهم رجال الدولة وقادتها.
اخواننا من أبناء الجنوب في الشرعية هم أكثر عداوة للجنوب نفسه وعلى وجه الخصوص لمجلسه الانتقالي .. فهم يتجاهلون انهم أصحاب مرحلة قصيرة جداً، وإنهم يهيئون لمن سيأتي ليقتل ويحتقر ويجوع أبناءهم واحفادهم حاضراً ومستقبلاً.
لكم من التاريخ خير الأمثلة، فما حدث بسلطنة آل الرصاص وحاضرتها مدينة ''البيضاء '' في العشرينيات من القرن الماضي هو خير دليل، يبين كيف يفكرون وكيف يتعاملون مع الآخرين.
لقد كانت مدينة البيضاء سلطنة مستقلة تشكل الكيان الثالث في المنطقة، فهي لاتخضع لسلطة الإمام يحيي بن حميد الدين ولا للسلطات البريطانية حينها. وكانت تحتكم لسلاطينها وعلى رأسهم السلطان حسين بن احمد الرصاص. ونتيجة لحرب قبلية داخلية بين أل''الرصاص ''وال ''الحميقان قرر السلطان حسين ابن احمد الرصاص أن يستنجد بحماية الإمام يحي. وعندما قرر ذلك أزجل بيتا من الشعر مهددا به من يحاربه من القبائل من آل'' ألحميقاني'' وحلفائهم:
يا قلعة البيضاء ويارأس الدول ... قل للشوافع يا عماهم بالعماه.
لحنا نشرنا بانجيب الزيدية ...ذي ما تقول آمين في وقت الصلاة.
وباجتياح القوات الإمام لكل منطقة المشرق وإقامة سلطته في مدينة البيضاء وإخضاع المنطقة لسطوته فقد تنكر الإمام يحي للسلطان آل ''رصاص'' وغدر به ونكل بقبائله وببقية القبائل الآخرين ، وانتهى عهد آل الرصاص وسلطنتهم إلى يومنا هذا.
وفي تسعينيات القرن الماضي تنكرت نفس تلك القوات ل الرئيس علي سالم البيض بعد إن سلمهم دولة الجنوب كاملة عام1990م بمؤسساتها وثرواتها. كما تكرر هذا المشهد ونفس المصير لقيادات القوات الجنوبية التي ساعدتهم وادخلتهم أراضي الجنوب عام 1994م.
و في عام 2011م، يتكرر الموقف بعد إن تفجر الصراع بين اقطاب دولة ''الخبرة ''، وادى إلى المبادرة الخليجية ومجي عبدربه منصور هادي لفترة محددة، وهم بذلك لم يسلموه الدولة، بل أرادوا به إن يكون جسر مرور لهم تحايلاً على أحداث عام 2011م، وقد اعترف بلسانه ''إنهم لم يسلموه دولة''.
ومع ذلك لم يقبلوا به ولم يتحملوه، وسرعان ما أنقلبوا عليه ووضعوه رهن الإقامة الجبرية حتى هروبه إلى عدن وغزوهم للجنوب عام 2015م إنها نفس العقلية.
فعلى ماذا تراهنون ياقوم؟ فلن يقبل بكم'' الخبرة'' مهما عملتم واثبتتم ولاء الطاعة لهم.؟
أدعوكم دعوة أخ مخلص، بأن تعيدوا حساباتكم وترجعوا إلى وطنكم الجنوب وتلتحموا مع اهلكم في الجنوب ،فالجنوب هوا الهدف، وما معارك مريس والضالع الملتهبة اليوم إلى خير دليل على نوايا وأهداف ''الخبرة ومن يناصرهم ويقف معهم من أقطاب الشرعية '' تذكروا التاريخ جيداً والشواهد كثيرة أمامكم
ختاما :
متى من طول نزفك تستريح ؟
سلاما أيها الوطن الجريح !