قطر وأميركا نعم للمصالح وداعاً للمبادئ
1:52:28 PM 2019-07-13 منذ : 1961 يوم
قطر وأميركا نعم للمصالح وداعاً للمبادئ
قرأت كثيراً من المقالات على وسائل التواصل الاجتماعى، تعليقا على زيارة الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني للولايات المتحدة الأمريكية، وما أثار لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب من انتقادات داخل أوساط المجتمع الأمريكي.
المؤكد إن الإدارة الأمريكية تتعامل مع القضايا الإقليمية والدولية وفقاً لمعيار المصالح الوطنية، وما المعايير الأخرى التي ترفعها ما هي إلآ شعارات للترويج الإعلامي لا غير. فالمبادئ والأخلاقيات والقواعد السلوكية في العلاقات الدولية، وحتى على المستوى الوطني بما تعنية الديمقراطية وحقوق الإنسان أيضاً هي عباره عن شعارات تستخدم إعلاميا للاستهلاك المحلي، اما الحقيقة فهي إن المصالح هي من تتحكم بالمواقف السياسية للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما كشفته لنا زيارة الأمير القطر للولايات المتحدة.
وبصدده فان إفرازات تلك السياسة قد أكدت على التالي:
- إن الولايات المتحدة الأمريكية تتصرف طبقا لمصالحها، حتى لو تصادمت هذه المصالح مع المبادئ والأخلاق والمواقف المعلنة تجاه ازمات المنطقة، وهذا يؤكد صحة التعبير القائل (السياسة هي تعبير مكثف عن الاقتصاد).
- في كلمته التي ألقاها الرئيس ترامب في حفل عشاء أقيم تكريما للأمير القطري، '' وصف الرئيس الأمريكي الشيخ تميم بن حمد بأنه حليف عظيم للولايات المتحدة، ساعدنا بإقامة منشأة عسكرية رائعة، انفق عليها 8 مليار دولار "
- المعايير المزدوجة والمصالح هي الثابتة. فرغم كل ما يقال في الأوساط السياسية الأمريكية عن دور قطر في دعم الإرهاب، فهناك إعلانات مدفوعة الثمن تعمل على تحسين وتجميل وجه قطر في المجتمع الأمريكي، دون أي اعتبار للتحالف القطري الإيراني ، وهو ما يتناقض مع التصعيد الأمريكي تجاه الأزمة مع إيران.
- القيمة الإجمالية للشراكة الاقتصادية المتبادلة بين ام٥ريكا وقطر " ستصل إلى 185 مليار خلال عام 2019م '' بحسب ما أعلنه الشيخ تميم نفسه، وهذه هي رساله واضحة مفادها إن المصالح والمنافع بين البلدين هي الثابتة.
- الناطقة الرسمية باسم الخارجية القطرية أعلنت إن قطر تستثمر 24 في المائة من حجم استثماراتها في الولايات المتحدة الأمريكية ، وسوف ترتفع خلال العامين القادمين بنسبة 50 في المئة.
لا عجب في ذلك، فهذه هي سياسات المصالح. ف«المال القطري» الذي يوزع هنا وهناك ماهو إلا نتيجة لتفكير مريض، وأوهام يعيش اصحابها خارج احتياجات العصر ومنطق التاريخ. ما نراه إن قطر مع الأسف الشديد يرتبط اسمها بكل ما له علاقة بالفوضى والخراب والفتن في سوريا واليمن وصولاً إلى ليبيا ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في مصر العروبة.
ختاماً :
- إذا كان ترامب فعل ذلك، فهل نلوم دولة صغيرة واقتصادها مأزوم إذا قررت أن تتخذ موقفا لا يتصادم مع مصالحها، أو دولة صغيرة أخرى اتخذت موقفا عكسيا لكنه يصب أيضاً فيما تعتقد أنه مصالحها؟! إنه عالم اليوم ، الذي يقول فيه المثل الصيني '' حتى الأعمى يمكنه أن يرى المال ''.