سيناريوهات ما بعد الحديدة
5:39:58 PM 2019-05-28 منذ : 2008 يوم
سيناريوهات ما بعد الحديدة
نجح الحوثيون في تجنيب قواتهم هزيمة عسكرية في الحديدة، هذا النجاح يحسب لفريقهم التفاوضي الذي استتغل الجانب الاغاثي والإنساني وكسب تعاطف المنظمات الدولية والانسانية ، إضافة الى وجود عوامل اخرى ساعدتهم على تحقيق هذا النجاح. وفيما اذا نظرنا الى تلك العوامل نجدها تتمثل في :
١) قدرة الفريق المفاوض على استخدام اساليب وتكتيكات في وقتها وفي محلها، مستفيدا من عدم كفاءة فريق الشرعية وعجزه في طرح البدائل. فالفريق الحوثي، وضع في اعتباره اهمية المراوغة والمماطلة كسبا للوقت الذي يسمح لهم بإعادة تموضع قواتهم في الحديدة
٢) اقتناع المبعوث الدولي بان فريق الحوثيين عملي اكثر من فريق الشرعية من حيث القدرة على الحوار والتفاعل والإستجابة والتواجد على الأرض مماجعل المبعوث الدولي وفريقه يتجاوبون مع الطرح الحوثي ، وهذا ما اكسب سجلهم قبولاً لدى أمين عام الامم المتحدة والمجتمع الدولي،
، واعتبار انسحابهم العسكري هو وفاء بتنفيذ إتفاق السويد، وبموجبه أصبحت الحديدة خارج المعادلة العسكرية ومحمية باتفاق دولي يصعب على الشرعية التنكر له
'' سيناريوهات متوقعة ''
محلياً:
- سيعمل الحوثيون على سحب قواتهم من الحديدة بالتدريج والتوجه بها جنوبا صوب الجبهات الجبلية، هذه الجبهات التي لهم خبرة في القتال فيها، إضافة الى قدرتهم على الحشد البشري وكذا استخدام الطائرات المتفجرة التي تقدمها إيران ، بهدف استنزاف التحالف العربي والقوات الجنوبية واغراقهما في حرب طويلة مستغلين العوامل الآتية لتحقيقها :
1 نقص القوى البشرية المقاتلة ، مقابل مخزون بشري حوثي هائل .
2 - الدعم الغير معلن من قيادات شمالية في الشرعية مؤيدة للزحف الحوثي على المناطق الجنوبية، وهي من سلمت المواقع في جبهة إب حتى الضالع للمليشيات الحوثية.
إقليميا:
- اخضاع مناطق الثروة النفطية الجنوبية شبوة حضرموت والمهرة لتصبح تحت السيطرة الاقليمية وفق حسابات ومصالح مدروسة
بهذا السيناريو تكون معالم التقسيم والخارطة الجديدة قد اكتملت والخاسر " الجنوب ''، الذي سيكون مثقل بمعاناته العسكرية والاقتصادية، وخاصة في مثلثه الاستراتيجي الجبلي المتمثل في الضالع، يافع ومكيراس تحت واقع حرب طويلة، مما سيتيح الفرصة لتوغل القوى الارهابية المتحالفة مع حزب الاصلاح الاخواني .
الحذر من غدر الشرعية :
- تسعى القوى الشمالية المتنفذة
في حكومة الشرعية الى إثارة الفتنة بين أبناء الجنوب، وعلى نشر الفوضى الغير مسؤولة، من خلال استنساخ مكونات جنوبية وهمية، مدعومة بالدعم المادي السخي. وفي هذا المسعى نرى تناغم قوى كثيرة محلية واقليمية لتحقيق هذه المساعي.
- ما صدر عن مجلس نواب البركاني ! وكذا ما صدر عن تكتل أحزاب دعم الشرعية، تكشف حقيقة نواياهم وتؤكد بأن اهتماماتهم منصبة باتجاه تحقيق هدف العودة إلى عدن كما كررها البركاني واليدومي، وليس العودة إلى صنعاء.
- تهديد وزير دفاع التبات المقدشي بوقف المرتبات والدعم العسكري للقوات الجنوبية، مؤشر اخر يؤكد على إن الهدف هو إضعاف القوات الجنوبية وشل قدراتها القتالية، رافقه توقف الحرب على الجبهات الشمالية لتسهيل تحرك القوات الحوثية .
دوليا:
- توتر الوضع الدولي مع إيران وانعكاساته السلبية على الإقليم، وقد رأينا بداياته '' تخريب السفن في المياه الاقليمية للإمارات العربية وضرب محطات ضخ النفط السعوديتين، ومثل هذه التطورات قد تؤدي إلى تغيير الاولويات المرسومة ومعها الخطط المعدة سلفا، ولكن من واقع رصد التحركات الدبلوماسية المتسارعة لن تقوم حرب عسكرية تقليدية وإنما حرب استخباراتية اعلامية ونفسية ،وفي المحصلة الأخيرة الدخول في مفاوضات إيرانية أوروبية امريكية تؤدي إلى تفاهمات واحترام مصالح كل الاطراف.
للقوى السياسية الجنوبية:
- لابد من قراءة الواقع بشكل مسؤول والخروج بتصورات عملية على ضؤ ما نشاهده على الأرض !!
- تحرير قعطبه من قبل القوات الجنوبية، عمل من شأنه ان يعزز من الموقف الجنوبي في حواره الصريح مع دول التحالف لمعرفة الجواب على السؤال المهم والاهم المتمثل في ''أين مكانة و موقع الجنوب في خططهم؟ '' ومن نحن بالنسبة لهم ؟ مع التأكيد إننا على استعداد للاستمرار في التحالف ومراعات مصالحهم التجارية والممرات البحرية وبحث مد انبوب النفط إلى البحر العربي عبر محافظة المهرة الجنوبية
-- من الأهمية بمكان عدم التوغل عسكريا شمالاً وجبالاً، بل ان نتخذ من قعطبة خط دفاع حدودي وعمق استراتيجي لمدينة الضالع الجنوبية
- أحد شروط تحقيق الانتصار الجنوبي يكمن في إعادة ترتيب البيت الجنوبي الواحد. وتحقيقا لذلك لابد من السعى إلى تقريب وجهات النظر وتقديم التنازلات مع عدم اغفال الحوار مع القيادات الجنوبية في الشرعية والمكونات الجنوبية الجديدة
- التركيز على شبوة وحضرموت والمهرة فالثروة والمساحة ومستقبل الجنوب هناك .
-- التوقف عن فتح جبهات جديدة قبل الاستعداد والتجهيز الكافي وخاصة بالنسبة لوادي حضرموت، مع التركيز في هذه المرحلة على مكافحة الإرهاب وحلفائه .
-- فتح قنوات حوار مع القوى المعتدلة في الحركة الحوثية، بما يؤدي إلى وقف حرب الجبال والمرتفعات، وضمان حدودنا الجنوبية فالحوثييون بضمانهم ميناء الحديدة سيسعون إلى تثبيت دولتهم، ووضعهم مرتبط بمستقبل العلاقات الإيرانية والمجتمع الدولي .