الميسري ورقصة الديك المذبوح
12:12:43 PM 2019-10-27 منذ : 1855 يوم
الميسري ورقصة الديك المذبوح
مازلنا نقول إن اتفاق جدة والتوقيع عليه قريبا في الرياض انشاء الله يمثل حالة متقدمة جدا في نجاح المفاوضات السياسية، بإعتبارها الوسيلة الوحيدة للخروج من النفق المظلم لعلاقة الشرعية مع القضية الجنوبية. لولا انه وللاسف الشديد قد أنبرت اصوات وتصريحات لبعض من قادة الشرعية تعكس مفارقة عجيبة، وصل بها الأمر إلى الإيحاء بإن الحرب في اليمن ليس لتحرير شماله من القوات الحوثية، بل إن الحرب هي موجهة على الجنوب ذات الثروات النفطية والغازية والمواقع الإستراتيجية. وهنا يكمن مربط الفرس وتتكشف النوايا :
وزير الداخلية المهندس احمد الميسري يعلنها صراحة بانهم لن يعودوا إلى عدن إلا " بحدنا وحديدنا "، " فلدينا جيش جرار أوله في شقرة وآخرته في مأرب ". والمفارقة هنا ان وزير دفاعه الفريق محمد المقدشي هو الآخر يقول " لن نقتحم صنعاء عسكرياً، فصنعاء بيد أهلها، لكننا نهدف إلى إجبار الحوثي على التفاوض ".
هكذا هو المشهد السياسي لما بعد إعلان اتفاق جده والذي لا يوحي بان الشرعية المختطفة لديها القناعة بما تم الاتفاق عليه في حوار جده. فاول النيران ضد الاتفاق جاءت على لسان وزير داخلية الشرعية احمد الميسري .
هذا الموقف لا يخفى على الجنوبيين، بل هو موقف كان متوقع له. فالسلام يصنعه الرجال الحكماء، والحروب يدعوا اليها المستفيدون من استمرارها، هؤلاء من نراهم اليوم في المشهد السياسي لما بعد إعلان الاتفاق، إنه تكتل اخواني إرهابي مدعوم بالمال القطري، وهذا يعني ان الشرعية الإخوانية استنسخت من داخلها كيان جديد مهمته ودوره إفشال أي اتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي وشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
لم يكتفي متهوري الشرعية الإخوانية بهذا، بل راحو يطلقون سهامهم ويسيؤون لدول التحالف العربي التي أوَتهم وآثارتهم بالمال ووجدت لهم مناطق وأرض يتحدثون من عليها بعد هروبهم من قبضة المليشيات الحوثية بالعبايات النسائية.
وزير داخلية الشرعية أحمد الميسري يقول في خطابه من عتق عاصمة محافظة شبوة :
" لا نريد حكومة يتحكم بها السفير السعودي آل جابر أو ضابط إماراتي "، بهذا المنطق المبتور فانه يحمل في طيه ليس تهديد فحسب بل إنه هجوماً فض ومباشر من المدعو احمد الميسري ضد المملكة العربية السعودية، الدولة التي عينها وجهدها صوب وضع حد لتوتر الاوضاع العسكرية.
من هنا نقول ان توقيت خطاب الميسري يكشف على النوايا العدائية المبيته، ويوضح الادوار المتفق عليها لمواجهة ما بعد الاتفاق. تحركات الوزير الميسري وخطابه يذكرنا ب “ رقصة الديك المذبوح "، فيظنه البعض ينطلق من منطق القوة بينما هو تعبير عن ما يلفظه من أنفاس أخيرة، واقفا على حافة الهاوية والانتحار والسقوط المخزي.
هذا الخطاب هو عباره عن تفوهات لأحد عملاء دولة قطر المتخفية في الشرعية، يضعه في خانة الجماعات الإرهابية التي تكشفت كل اوراقها وتحالفها مع الشرعية المختطفة من اخوان اليمن. فالرد الوحيد لهذه الخلية القطرية المتخفية داخل حكومة الشرعية الإخوانية هو المثل القائل بان '' القافلة تسير والكلاب تنبح ''. هذا المثل هو بمثابة السيف الذى يُقطع به ألسن المحبطين للعزائم، الهادمين للقدرات، الذين يروا في نجاح التفاوض والتوصل إلى اتفاق جده، بمثابة قطع الطريق على مصالحهم وما اكثرها.
وهنا يأتي دور دولة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في بتر مثل تلك الألسن، من خلال العزم على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والإشراف المباشر على خطوات تنفيذه بنوده، وإنصاف الجنوب في استعادة مكانته وثرواته المنهوبة.