الخارجية اليمنية من اليماني إلى الحضرمي
1:57:14 AM 2019-09-30 منذ : 1882 يوم
الخارجية اليمنية من اليماني إلى الحضرمي
كانت مهمة السفير خالد اليماني هي التوصل إلى التوقيع على اتفاق"السويد"وإلى هنا انتها دوره ، وجاء السكرتير أول محمد السنحاني الحضرمي لينسف ما تبقى من مبادئ السياسة الخارجية رأساً على عقب ،وهوا بهذا التصرف حدد نهايته في الخارجية اليمنية مسبقا ، إنها لعبة صراع المصالح ونفوذ حزب الإصلاح الإخواني في تدمير اليمن أرضا وإنسانا.
استمعنا لكلمة الحضرمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين ،فإذا بها خارج عن الأعراف الدبلوماسية وخطوط العلاقات الدولية ،كلمة لايمكن وصفها إلا بالفشل الذريع تتعارض مع كل القيم والمفاهيم الدبلوماسية،وجائت متناغمة مع تسليم ثلاثة ألوية عسكرية تتبع للجيش الإخواني بكامل رجالها وعتادها في جبهة صعده للقوى الاتقلابية الحوثية
دولة الشرعية تتحفنا يوميا بالعجائب، انها الشرعية الرخوة ،جل وزرائها من هذا النمط، لا يوجد فرق بين الوزير الميسري الفاسد ، والوزير الحضرمي الفاشل، يكفى أن كليهما جاء إلى المنصب عن سوء اختيار وعدم تدقيق، والاثنان الفاسد ، والفاشل يؤدى استمرارهما إلى تدمير مصالح الدولة وتدهور المؤسسات التى تقع تحت إشرافهما، والأخطر أن يأتي الفاشل لينسف في أول ظهور له المبادئ والأسس التي تقوم عليها السياسة الخارجية اليمنية
تخيلوا من سكرتير أول إلى وزير خارجية،من إداري أو مربط حقائب، او سكرتير مكتب إلى سفير دولة ، ماذا ستقدم هذه الشخصية، وماذا يستطيع أن ينجز ؟ ماذا يمكن ان يقدم لصالح تطوير العلاقات الثنائية ورعاية مصالح وطنه ومواطنيه؟ وهي المهمة الاساسية والأولى لأي دبلوماسي أين كان لقبه أوموقعه .
لم تكتفي 'الشرعية الرخوة" بهذه الفضائح بل أقدمت على توظيف الأقارب وأولاد المسؤلين والتعيين الغير قانوني وتمديد الخدمة لمن تم احالتهم إلى المعاش وفقا لقانون الخدمة، وأصبح غالبية السفراء هم من خارج كوادر وزارة الخارجية ''المحكوم عليهم بسياسة خليك في البيت في صنعاء وعدن ''
أما السياسة الخارجية اليمنية وما تعنيه من تمثيل للوطن فهذا ليس في سلم الأولويات، ولا في حسبان من يرون ان الفرصة (المالية ) محدودة وزمنها مرتبط بهذه الأوضاع الذي يعيشها الوطن ،وقد شهدنا ذلك في كلمة ''المسمى وزير الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ،اي سياسة خارجية وأي وزير هذا بالله عليكم ؟
إن الدبلوماسية هي فن وعلم معا، وهذا العلم وهذا الفن يحتاج إلى دراية علمية ومؤهلات متخصصة ضف الى التجربة العملية، فلابد للدبلوماسي من معرفة المواضيع المتعلقة بالشؤون المهنية، وهذه المهمة كان يقوم بها ''المعهد الدبلوماسي اليمني" الذي من مهامه ان يهيئ الدبلوماسي كان سفيراً أو وزيراً سابقاً أو غيره من معرفة التالي:
1):تاريخ الدبلوماسية، ومعرفة الاتجاهات السياسية لمسار الاحداث في العالم ، القانون الدولي العام، والقانون الدولي الخاص، والاتفاقيات الدبلوماسية والقنصلية المنظمة للعلاقات الدولية، قواعد البرتكول والإتكيت، وأصول المراسلات الدبلوماسية التي تستوجبها علاقات الدول، هذا بالإضافة إلى فنون التفاوض الدبلوماسي، وكيفية مواجهة الأزمات، والثقافة العامة في الجغرافيا والعلاقات الاقتصادية وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام الحديثة، وعلى إن يجيد إحد اللغات العالمية، وإن يتحدث الدبلوماسي لغة الدولة التي سيبعث إليها. فأين نحن اليوم من هذه المواصفات.
حدث كل هذا بعد ان ابتعدت التعيينات عن التقاليد المتبعة في الخارجية اليمنية وتجاوزت قانون السلك الدبلوماسي المنظم للتنقلات والتعيينات.
شي مؤسف إن تنزلق الدبلوماسية اليمنية إلى هذا المستوى المتدني من الافعال ، بل الأخطر هو وصول التجاوزات حد الإساءة للعلاقات الثنائية مع دول التحالف العربي ومع دول الاعتماد وتلقي المذكرات الإحتجاجية من قبل الدول ، ضد ممارسات السكرتير الأول المسمى وزير الخارجية وضد بعض بعثاتنا الدبلوماسية فهل من منقذ لهذا الانزلاق الخطير لمسار الدبلوماسية اليمنية ؟.
المعذرة للإخوة في دول التحالف العربي ،فالسكرتير الأول ، لم يصدق بعد انه قد قفز من سكرتير أول في المراسيم إلى نائب وزير وبين ليلة وضحاها أصبح وزيراً للخارجية :
المسمى وزير خارجية اليمن يشكو للعالم إن'' التحالف العربي منع القاعدة و الدواعش من دخول عدن '' في أغسطس الماضي ،مبروك لاخوان اليمن وصول'' اباجهل'' لمنصب وزير الخارجية ،هذه البداية فاستعدو للقوادم.
اختتم مقالي هذا بما قاله الدبلوماسي والسفير المصري المخضرم ،ابراهيم الفقي ''ينقسم الفاشلون إلى نصفين ،هؤلا الذين يفكرون ولا يعملون ،وهؤلا الذين يعملون ولا يفكرون أبداً ''