اليمن بين ركام الأزمات الإقليمية والدولية
5:10:55 PM 2019-07-05 منذ : 1970 يوم
اليمن بين ركام الأزمات الإقليمية والدولية
من قاهرة المعز من مصر العروبة حاولت البحث بين ركام الماضي ومستجدات الأحداث عن الأهداف والأبعاد لتفجير الأزمات بهذا التصعيد المتسلسل الذي نراه، والتنقل من قطر عربي إلى آخر .
كانت الأزمة اليمنية تحتل صدارة الأحداث حتى التوقيع على اتفاقية استكهولم بين الشرعية اليمنية والحركة الحوثية. اتفاقية تركت الأبواب مفتوحة للإجتهادات والتأويلات، مما أدى إلى تفسير بنود الاتفاقية بما يهواه كل طرف من اصحاب المصالح وأمراء الحرب في الصراع اليمني.
وفي هذا السياق تدخلت الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها السيد مارتن جريفتش، كي تضع حد للجمود والفشل، ولتعلن فرض وجودها ودورها، الذي جاء ليرضي طرف على حساب الآخر، ومن ثم إعلانها لمسرحية الانسحاب المعروفة من موانئ الحديدة، انسحاب لم نجد له اي تفسير لا في نصوص اتفاقية استوكهولم ولا في القوانين والمرجعيات الدولية والإقليمية .. والسؤال من المنسحب ؟ ومن البديل ؟ من الخاسر ومن المستفيد ؟
انتقال الأحداث من مربع إلى آخر تكتنفه أسرار لايمكن تفسيرها إلا في اطارها المكشوف والذي بات معلوم للقاصي والداني والمتمثل في '' استمرارية الحرب ومعها استمرارية مصالح اطراف النزاع على المستوى اليمني، وفي الوقت نفسه ضخ مزيداً من الأموال لصالح الدول الكبرى وتشغيل عشرات الآلاف من الأيدي العاملة ". هذا ما صرح به الرئيس الأمريكي ترام في قمة العشرين مؤخرا.
وفي غمرة هذه الاحداث رأينا اتفاقات وأزمات جديدة ومشاريع تقسيم وتوترات مدروسة تندرج في إطار خدمة الأهداف.
ويهمنى هنا تسجيل الملاحظات التالية :
- اجتماعات المنامة والتي أعلنت انطلاق بداية مشروع '' صفقة القرن '' مقرون بمزيدا من التصعيد في المنطقة.
- اشتعال حرب طائرات الدرون الأمريكية والإيرانية وصواريخ ''الكروز ''الإيرانية، إرهاب جديد يطال السفن التجارية والنفطية ويستهدف المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية الشقيقة.
- اجتماع ثلاثي لمستشاري الأمن القومي الروسي والأمريكي والإسرائيلي ،لقاء وصفه نتنياهو " بتاريخي وغير مسبوق لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط خلال فترة الإضطرابات ''، ماشهدته القدس حدث مهم يرسم خطط وأهداف تستهدف بلداننا بعيدا عن أي حضور عربي.
- تدخل تركي مباشر في الأزمة الليبية ودعم وتجميع القوى الإرهابية الإخوانية. وهذا يذكرنا ببدايات الحرب الأفغانية ودور الأفغان العرب في ثمانيات القرن الماضي.
- في كل الأحوال فإن شواهد ما بين ركام الأزمات القديمة والجديدة تؤكد اننا نقف أمام مرحلة جديدة للشرق الأوسط تعيد رسم الخرائط السياسية والاقتصادية المختلفة.
ختاما : يقول محمد حسنين هيكل رحمة الله عليه
هناك حركة موازين قوى تحرك الاحداث ليس فقط المصالح...الدول تتحرك بطموحاتها ومواردها.
