إثيوبيا المتعافية بهاماتها،واليمن المنكوبة بقاداتها
5:26:53 PM 2019-10-12 منذ : 1870 يوم
إثيوبيا المتعافية بهاماتها،واليمن المنكوبة بقاداتها
الشعوب الحرة لا تصنع التطور والتقدم فحسب بل ايضا تصنع الهامات من الرجال العظام الذين يقودون عملية تطورها وتقدمها. وكمثال على ذلك هاهو '' أبي أحمد علي'' رئيس وزراء جمهورية اثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، القائد والسياسي المحنك، الذي صقلته جبال ووديان الجمهورية الأثيوبية الفتية، ليقود شعبه ليصنعا معا السلام العادل، وبالتالي النهوض الاقتصادي إلى مستوى من التطور في فترة وجيزه بعد أن كانت بلاده تئن تحت وطأة الفقر والتخلف والإحتراب.
هكذا استطاع هذا القائد الشاب أن ينقل بلاده من أوضاع الصراع والاحتراب إلى مراحل المأخاة والسلام. هكذا هي قاعدة التطور، فعندما تتوحد الارادة الشعبية مع القيادة الحكيمة تتحقق المعجزات التي قال عنها ابي أحمد بأنها لن تكون عائق أمام شعبه التواق للتطور والسلام. بهذه الكلمات التي أصبحت نهج اقتدى به الشعب الأثيوبي، تحققت المعجزة التي كان يطمح إليها، تحققت بقيادة قائده الشاب آبي أحمد علي، وبالتالي فمن حق هذا الشعب أن يفتخر بابنه البار أبي احمد، الذي ابهر العالم بحكمته وحنكته، مما لم يكن أمام الرأي العام العالمي الا ان يمنحه أعلى مراتب التقدير والعرفان بنيله شرف جائزة نوبل للسلام.
الآمال العظيمة تصنع القيادات العظيمة، هامات وقامات صقلتهم التجارب ومراحل الكفاح من اجل السلام والتنمية والحرية والكرامة. تلك هي اثيوبيا الأقرب إلى بلادنا والصديقة للعرب والمسلمين منذ القدم، فهي من شهد لها الرسول صل الله عليه وسلم بأن '' في الحبشة ملك عادل اسمه النجاشي ''.
يقول العرب أن القائد الإنسان لابد ان تكون قدماه على الأرض، يعيش مع قومه، يكابد أحوالهم ويعايش حياتهم ويعرف تفاصيل معاناتهم، لكي يستطيع قيادتهم وتغيير حياتهم إلى الأفضل. هكذا هو آبي أحمد الذي أنجبته اثيوبيا الحرة والطموحة إلى السلام والأمن والأمان، بعد أن مرت باصعب المراحل من الاقتتال والتخلف والإفتقار.
حزني على بلدي المحاذي لتلك الدولة الفتيه، ففي الوقت الذي كان فيه القائد آبي أحمد يخوض معركة انتشال شعبه من محنة الفقر والجهل والإقتتال، كانت قيادة بلادي اليمن تتآمر على شعبها لتزيده دماراً وإفتقاراً واقتتالاً. فظلوا قياداتنا من الطرفين ينهشون في جسم شعبنا الذي غلبته تلك الحروب، ليعيشون في القصور والفنادق وبالبذخ والترف المبتذل، او في تلك الكهوف المظاهية للقصور المحصنة، مع الشعور بالزهو والعنجهية المتكبرة.
وفي يمن الحكومة الشرعية، أو في ما يقابلها من جماعات الصرخة الحوثية، ما عليك كمواطن إلا أن تأدي ولاء الطاعة لأي منهما، مديحا وخنوعا أو تتحول إلى مخبر . ولكي تختصر المسافة كلها فاعرض نفسك للابن جلال هادي، او للجنرال علي محسن او عليك ان تردد الصرخة ليسمعها سيدك عبد الملك الحوثي. هكذا انت يالمواطن الحر والشريف التواق للسلام في بلادك، والكرامة والعزة لشعبك، والعيش الكريم لأولادك. فلا مفر أمامك إلا ما خطه لك هؤلاء المتشيطنون.
القيادات العظيمة هي من تمكن شعوبها من تحقيق السلام والتقدم والازدها. فالتهاني القلبية لدولة رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد علي، لنيله شرف جائزة نوبل للسلام. تهانينا لهذا الرجل الذي قاد شعبه الى بر الأمان، محققا السلام لبلاده وشهد له العالم بذلك.
عزائنا نحن اليمنيون في صبرنا وفي أملنا، وسنظل بانتظار ظهور قائد همام على نمط القائد آبي أحمد علي، ليخرجنا من ما نحن فيه من حروب ومحن وفقر ووهن. وسنظل متفائلون حتى ظهوره، وهذا لن يتحقق إلا متى استطعنا اقتلاع من هم يتحكمون بمصير البلاد والعباد
ولابناء وطني اليمن اقول اين نحن من هذه الهامات والقامات !! ألا يكفي ما نحن فيه؟ هل من مخرج لوقف هذه الحرب العبثية اللعينة ؟ آن الاوان ان ننظر للمستقبل واقتلاع تلك القيادات الهمجية التي او غلت بلادنا في الحرب والدمار والفقر والأمراض والتخلف
اختتم مقالي بما قاله ''آبي أحمد '' حين أبلغوه بنيله جائزة نوبل للسلام :
" أشعر بالتواضع والسعادة ... شكراً جزيلاً لكم. إنها جائزة تُمنح لأفريقيا، تُمنح لإثيوبيا، أتصور أن كل القادة الأفارقة الآخرين سيفكرون أنه من الممكن العمل على إجراءات لبناء السلام في قارتنا ".
هكذا هم العظماء.