من عدن الجنوب إلى موسكو الشمال
11:35:17 AM 2019-03-20 منذ : 2077 يوم
من عدن الجنوب إلى موسكو الشمال
بزيارة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٩م الى عاصمة جمهورية الاتحاد الروسي موسكو، تكون العلاقات الجنوبية - الروسية التي اتسمت بالتميز والتطور قد اخذت بالتجدد بعد ان غيبت ردحاً من الزمن. بهذا التجدد فان العلاقات الجنوبية الروسية سوف تستند على موروثاتها السابقة، لاسيما وإن الجانب الروسي هو من بادر إلى دعوة الرئيس عيدروس الزبيدي ليقوم بزيارة رسميه
وليتباحث مع أعلى مستوى في الدبلوماسية الروسية ممثلة بالسيد بوغدانوغ نائب وزير الخارحية الروسي، تلك التي تحمل مدلولات ذا معاني أهمها إن المباحثات تتم بين طرفين وهذا هو مغزى ومدلول تلك الزيارة التي حرص الروس على منحها هذا الطابع.
فهي زيارة رسمية تتضمن تفهما رسمياً بمكانة المجلس الانتقالي ودوره على الساحة اليمنية وتأثيره في متغيرات الاحداث اليومية
وعلى ضوء هذه الزيارة الهامة أود هنا إن أوضح بعض من ملامح العلاقات الروسية الجنوبية على النحو التالي:
تميزت العلاقات الروسية الجنوبية بالثبات والرسوخ على قاعدة المصالح والمنافع المشتركة، ووصلت إلى أرقى وأرفع المستويات الشعبية والحكومية، متذ السبعينات من القرن الماضي حتى جاءت الوحدة التي أصابتها بالركود
تنوعت العلاقات بين اقتصادية وثقافية ومشاريع مختلفة جسور ،وسدود ،ومحطة الكهرو حرارية، وبناء مستشفى الصداقة ، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في مختلف التخصصات المهنية.
وساهم الخبراء الروس في اكتشاف النفط في محافظتي شبوة وحضرموت ،وكذا اكتشاف مناجم الذهب في وادي حضرموت.
وتجدر الإشارة إلى إن جامعة الصداقة الروسية تخرج منها 550 طالب وطالبة بحسب أخر إحصائية أعلنتها إدارة الجامعة ، عدا عن آلاف المتخرجين من مختلف الجامعات والأكاديميين العلمية والمدنية والعسكرية.
وقد ساهم الروس في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الجنوبية في داخل البلد وخارجها، وهي الأكثر تنظيماً وتطوراً في المنطقة حتى يوم الوحدة وغزو الجنوب في 1994م
نتطلع إلى إن تتمخض الزيارة التي يقوم الأخ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي لجمهورية روسيا الاتحادية بنتائج مثمرة من شانها ان تعيد تلك العلاقات الى مستواها، وان تبدى مرحلتها الجديدة من حيث انتهت مرحلتها السابقة.
ونتمنى إن تسفر عن إحياء الصداقة المتميزة بين الشعبين الصديقين وإعادتها إلى سابق عهدها.
اننا نتطلع إلى.خلق علاقات إستراتيجية مبنية على المصالح المشتركة ونأمل إن تجد قضيتنا الجنوبية حقها في المباحثات على طريق إعادة دولتنا الجنوبية.
وهذا ما نتمناه من الأصدقاء الروس في ضوء بيان المجلس الروسي للشؤون الدولية الذي سلط الضوء على إن محادثات السويد الأخيرة حول عملية السلام في اليمن تجاهلت إلى حد كبير مصالح جنوب اليمن ،
مبيناً إن المجلس الانتقالي الجنوبي أعرب أكثر من مرة عن استيائه من تجاهل اشراكه في عملية السلام، باعتباره قوة على الأرض والمخول من شعب الجنوب.
وكان السفير الروسي فلادمير ديدوشكين قد أعلن في السابع من أيلول/سبتمبر، عام 2018م إن جنوب اليمن هو منطقة مهمة في البلاد يجب تمثيلها - كما يجب - في أي تسوية سلمية قادمة. وقد لاقت تصريحات السفير ديدوشكين ارتياحا من قبل ابناء الجنوب
إننا نتطلع إلى إن تكون زيارة رئيس المجلس الانتقالي والاستقبال الرسمي الروسي الرفيع بداية هامة في مسار الاهتمام الدولي والإقليمي بالقضية الجنوبية وتفهم مطالب شعب الجنوب في عودة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أرضه من المهرة حتى باب المندب.