يا جبل ما يهزك ريح
9:46:52 AM 2019-03-12 منذ : 2085 يوم
يا جبل ما يهزك ريح
تداول كثير من المحلليين والمعلقيين خبايا ومعاني زيارة الأخ الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لبريطانيا بين مؤيد ومشكك في النتائج الرائعة لهذه الزيارة والتي حضيت باهتمام دولي وإقليمي ومحلي غير مسبوق بالنسبة للقضية الجنوبية.
لقد حَمِل الأخ الرئيس رسالة شعب الجنوب إلى عالم الدول العظمى، رسالة شعب تواق لعودة دولته المستقلة، موضحاً حجم المعاناة التي لحقت بمسيرته والمصاعب والتحديات التي واجهته منذ حرب 1994م إلى الغزو الحوثي عام 2015م، ثم الحرب المفتوحة مع الإرهاب القاعدي والداعشي ومن يموله يمنياً وإقليمياً ودولياً حتى اليوم.
لقد مثلت زيارته هذه رسالة واضحة مضمونها"إنّ الدولة الجنوبية القادمة هي دولة ديمقراطية مدنية تعددية يشارك فيها كل أبناء الجنوب، تلك الرسالة التي هي بمثابة الرد المفحم على التقولات الإخوانية المشككة في طبيعة الدولة الجنوبية القادمة.
لا ندّعي إن ّالحكومة البربطانية أعلنت موقفها تجاه تطلعات شعب الجنوب التي حملها إليها الأخ الرئيس عيدروس الزبيدي اعترافها ولكنها استمعت واستلمت رسالة شعب الجنوب، ذلك الشعب الذي تربطه بالشعب البريطاني علاقات تاريخية تداخلت فيها الثقافة والإدارة والقانون والنظام والتعليم والصحة، ويأسس على ذلك عودة تلك العلاقات لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين. هكذا جاء قول الأخ رئيس المجلس بوصفه"إن بريطانيا كانت دولة استعمارية في الماضي، لكنه يمكن لها إن تكون شريك لنا في المستقبل ''.
وبهذا يكون الجنوب قد كسب حليفاً دولياً قوياً في مسار السياسة الدولية، يمكن للجنوب إنّ يستفيد من علاقاته به تحقيقاً لمصالحه ولعودة دولته الحرة والمستقلة.
وكردود أفعال غير متوازنة لزيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لبريطانيا تابعنا محاولة تأسيس ماسمي بإئتلاف الجنوب اليمني الموالي للحكومة اليمنية في محاولة للتشويش على نتائج تلك الزيارة، وهنا نؤكد على إننا لسنا ضد أي تجمع وطني جنوبي يمتلك أرضية وشعبية في وطنه وموقفه واضحاً مع استعادة الدولة الجنوبية، ولكننا نختلف مع أي ائتلاف تستنسخه الحكومة اليمنية، خدمة لسياساتها والتفافا على قضية شعبنا"مصير هكذا"تجمعاً هو نفس مصير تلك الحكومة،وبسقوطها سوف يسقط وبزوالها سوف يزول حتماً.
هكذا أثبت لنا التاريخ"انظْروا إلى حقائقه ولكم في مصير المؤتمر الشعبي العام بعد مقتل زعيمه علي عبدالله صالح خير مثال وفي الحزب الإشتراكي اليمني خير دليل، وفي الحزب الوطني المصري الذي زال عن الوجود بزوال رئيسه حسني مبارك. إنّها أحزاب النظام وشعارها المصالح أولاً والسياسة ثانياً.
بفشل إنعقاد مؤتمر ذلك التجمع المسخ أصُيبت المواقع والقنواة الإخوانية ومنها الجزيرة وسهيل وبلقيس والشرعية والمسيرة اصيبت بالنكسة، وتداعت إلى توحيد مواقفها بشن حملة إعلامية مشتركة، داعون إلى زعزعة الوضع في مدينة عدن عاصمة الجنوب دون خجل.
لقد أراد المتنفذ اليمني إنّ يفرض على الحكومة الشرعية إنّ ترفض الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي كقوة امر واقع مدعوم من شعب الجنوب، بينما يفرض عليها الاعتراف بالمليشيات الحوثية"قوة أمراً واقعاً"عليها إن تتحاور معه وتتودد إليه لحفظ ماء وجهها، هذه هي الحقيقة التي نشاهدها على الأرض.
هذه هي السياسة القذرة، وهكذا سيكون مصير المكونات السياسية المدعومة من قبل الدولة بالمال والوظائف والامتيازات دون الاكتراث باحوال الشعب شمالاً وجنوباً الذي ينطحن بويلات الحرب ويئن من اوجاع الأمراض ومن ضنك العوز والجوع ومن الفوضى الامنية وتدهور الأحوال المعيشية وضياع المستقبل والذهاب إلى المجهول .
ختاماً:يقول إرنست رينان :السياسة حرب باردة والحرب سياسة ساخنة.