الانتقالي في إطار الشرعية
10:32:46 AM 2020-12-19 منذ : 1411 يوم
الانتقالي في إطار الشرعية
سعدنا كثيراً في سماع مستجدات على الساحة اليمنية وهي الإعلان عن تشكيل الحكومة وفقاً لاتفاق الرياض
وسعدنا أكثر دخول المجلس الانتقالي الجنوبي في إطار الشرعية ووضع حداً للاضطرابات والأوضاع السيئة من خلاب توحيد الجهود.
وكوني مواطناً يقرأ سأتحدث حول مستجدات الأحداث في قراءة متواضعة،وأيضاً مجابهة اللؤم في الساحة وخاصة ثقافة التقليل من نجاح الحوار العقلاني وثمرة اتفاق الرياض، وأيضاً التصدي لخبث"بعض القوى التي تحاول اللعب عبر التناقضات... وأكدنا مراراً أننا بحاجة مآسة إلى خلقِ أرضية صلبة للانطلاق نحو إعادة شمال اليمن للحضن العربي والمشاركة في الأمن القومي العربي ورفض توغل المشاريع الأخرى التي لاتخدم المنطقة ،وكما تؤكد الأحداث أننا معرّضين إلى خطرٍ واضح من قبل مشاريع تحاول العودة بنا إلى الرِق والتخلف والابتعاد عن مكاسب ستة عقود في ساحتنا لمواكبة العالم المتقدم وأيضاً مشاريع هدامة، وتحدثنا طوال سنوات أن اليمن لايمكن تحكمه تيارات منفردة دون الأخذ بالاعتبار ميزان القوى والمتغيرات التي حدثت خلال تسع سنوات على الساحة وهي نتائج لسوء تقدير من قبل منظومات خرجت عن فهم"قوانين وضوابط الحكم الجمهوري وبعضها مؤدلجة في زمن التطور والحداثة وواحدية العالم والمصالح الذي لايقبل أيديولوجيا مخالفة لنظام العالمي...وتحدثنا كثيراً حول أن الحلول للقضايا العالقة في اليمن يُفترض أن تكون وفقاً لحوارات شاملة تحضر فيها الحكمة لأن استخدام السلاح مايعني الذهاب إلى المجهود خاصة بظل بروز قضايا جوهرية تسببت بصراعاتٍ دموية قدم جميع الأطراف تضحيات جسام وفي النهاية لا يثبت إلا"الحوار العقلاني وقلنا مراراً من خلال ثقافة الحراك الجنوبي الذي بدأ منذ2001 أن الاعتراف بالواقع السياسي والاستحقاقات مطلباً هاماً ولايمكن إقصاء الجنوب وشعبه من على أرضه أو إقصاء شمال اليمن وشعبه من على أرضه وليس من مصلحتنا إغلاق باب التعاطي مع شمال اليمن وشعبه لأن لدينا مصالح مشتركة،وماحدث طوال ستة عقود منذ انطلاق ثورتي سبتمبر وأكتوبر من اضطرابات وسفكاً لدماء مؤكد كافية للبحث عن الحكمة والعقلانية ولنا عبرة بقيادة وساسة ومنظومات مراحلها"ذهبوا وبقي الأرض والشعبين وقضايا عالقة تؤرق الجميع يرافق ذلك نتائج دولة فاشلة بسبب حسابات"فئوية ومناطقية وأطماع قبائل وطوائف بعيداً عن مفهوم الدولة،إذن بعد هذه الرحلة الطويلة والمآسي علينا أن نتحدث بثقافة اليوم والنظر للمستقبل وماهي متطلبات المرحلة لتوفير معيشة راقية وكرامة لشعبي اليمن؟.. لأن الصراعات أرهقت الجميع وأزعجت الإقليم العربي وتهدد كياناته وثقافته... وبالتالي سنتحدث حول ثمرات اتفاق الرياض للطرفين لأنه حدثاً هاماً.
ردود الأفعال:
تابعت لساعات ردود أفعال الساحة حول إعلان تشكيل الحكومة اليمنية وتنقسم إلى:
أولاً:ردود الأفعال الرسمية عربياً ودولياً
ثانياً:مواقف القوي السياسية عبر شخصياتها
ثالثاً:ردود الأفعال الشعبية والتي تمثلها مواقع التواصل الاجتماعي وهي واقع الشعوب اليوم ونافذته وتؤخذ بالاعتبار
رابعاً:كيف تعامل الإعلام مع الحدث الرسمي والمستقل،
خامساً:كيف تعامل طرفي الاتفاق مع الحدث وفقاً لشخصيات طرفي النزاع
سادساً:ماهي المآخذ حول تشكيل الحكومة اليمنية
سابعاً: المعوقات والمطبات التي ستواجه التنفيذ ومدى مصداقية الحكومة من خلال شخصياتها.
ثامنا:من يمثل الوطنية.
أسباب أدت إلى نتائج :
أولاً:كانت الحكومة نتائج أحداث 2019 بدءاً من أغسطس،حيث عصفت صراعات في المناطق الجنوبية التي استعادتها المقاومة الجنوبية وبدعم من التحالف العربي وبعد مضي أربع سنوات حاولت أطراف في الشرعية الالتفاف على القوى المُحرّرة والفاعلة وأيضاً القضية الجنوبية
ثانياً:كانت هناك مخرجات للحوار اليمني أقرّت المناصفة بين جنوب وشمال اليمن في حينه،وأكد ذلك واقع الحوار في صنعاء ولكن كانت هذه المخرجات(حبراً على ورق)ولايمكن تحقيق ذلك إلا بأدوات القوة على الأرض إذا جاز التعبير حول المرجعيات الثلاث،وكانت المتغيرات بشكل آخر تجاوز الاتفاقيات السابقة أدت إلى اضطرابات.
ثالثاً:تؤكد أطراف في اليمن أنها تحمل مشروع اليمن الاتحادي وهو عبارة عن ستة أقاليم ويؤكد عليه الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء ويُنظّرون له ويؤكدون أنه صلب مخرجات الحوار اليمني وبدعم دولي،لكن تحركات الشرعية وخطابها كان بخلاف ذلك حيث ترفض إقليم عدن وحضرموت وسخّرت موارد الدولة ضدهما ومحاولة فرض القوة ومهاجمة المحافظات الجنوبية.
رابعاً:كان سلوك الشرعية السياسي مختطفاً من قبل قوى تنظيم الإخوان الإرهابي وهذا كشفته الأحداث، وكل تحركات منظومة الشرعية توحي أن مشروع تركيا في المنطقة العربية وجوده في صلب الشرعية اليمنية وهناك اختطافاً للقرار السياسي وثقافة إقصاء الأبطال في الميدان كان واضحاً،ويُعزز ذلك دعم قطر وتركيا بوضوحٍ.
خامساً:كانت هناك خلافات تعصف بالشرعية منذ تولى بحاح رئاسة الوزراء ونتائج إقالته أدت لتفرد بالقرار السياسي لشرعية والحكومة حيث تحولت من توافقية وقانونية ودستَزية إلى حالة قرارات جمهورية وتحييد الدستور والقانون والاتفاقيات السابقة وأصبحت حكومة مزاج أفراد وليس بالشكل الدستوري وبآت الجميع خارج الدستور.
سادساً:حدث أن الرئيس هادي تشبث بمفردة"الشرعية"وبروز اضطرابات واضحة بصياغة شكل منظومة الشرعية وتحوّلت إلى مزاج"أفراد وولاءت وعشوائية وميليشاوية وفساد مطلق، وهنا بدأ الخطر يداهم الجميع لأن شكل المنظومة خارج إطار الاتفاقيات والدستور والقانون وبآت مايحدث هبات وعطايا يتفضلون بها على القوى الوطنية والأبطال بالميدان
سابعاً:أحدث خطاب الشرعية ممثل بوزارة الإعلام اضطرابات واضحة وكشفت عن نوايا أطراف الشرعية المعطلة،وكانت إدارة إعلام الشرعية خارج المنطق وصاغت خطابها وفقاً لثقافة الإقصاء وشخصيات الخارج الهاربة التي تطمح إلى السيطرة على السلطة ورفض كل القوى الوطنية على الأرض وهي القوى على الأرض التي أحدث المتغيرات.
مكاسب المجلس الانتقالي السياسية:
بعد"المقدمة الطويلة سنتحدث حول ماهي المكاسب السياسية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال الأحداث والمتغيرات،وهل هذا يخدم جميع الأطراف في اليمن؟
أولاً :من خلال قراءة المشهد تصدر المجلس الأحداث والمتغيرات والتصدي لأطماع أطراف الشرعية التي حاولت تحريف منظومتها،ونتج عنه مكاسب للجميع رغم أن ماحدث دفع تكلفة المتغيرات خلال عام كانت كبيرة جداً،ودفعها شعب الجنوب وقواته التي أعطت قوة لتفاوض بين طرفي النزاع،وحدثت محاولات من قبل أطراف الشرعية التمرد بشكل خارج عن إطار"المتغيرات التي جاءت عبر رحلة خمس سنوات من الحرب، ولكن كانت فكرة الانتقال إلى مرحلة جديدة تستدعي ضرورة التضحية.
ثانياً:كسب المجلس الانتقالي الاعتراف الإقليمي والدولي وأيضاً حقق المناصفة والشراكة التي نصّت عليها مخرجات الحوار اليمني بين شمالاً وجنوباً.
ثالثاً:حقق للقوى الجنوبية الأخرى الدخول في الحكومة وفقاً لعوامل جديدة وحصدت عدد من الوزارات وهي قوة تُضاف إلى الموقف الجنوبي
رابعاً:خرج من الإحراج والخطر الذي كان يهدده بتوصيفه ميليشيا خارج القانون الدولي.
خامساً: وهو الأهم أصبح جزءاً من الشرعية اليمنية ومعترف به دولياً.
سادساً:المجلس الانتقالي ركل الكرة إلى ملعب(مجابهة الحوثي)من خلال تقوية مواقف القوى اليمنية وهي المشاركة في الشرعية والصراعات وأصبح الجنوب جزءاً من فرض متغيرات جديدة وإعادة شمال اليمن للحضن العربي وعودة شرعيته إلى العاصمة صنعاء إن أرادت قوى شمال اليمن ذلك.
سابعاً:دخل المجلس الانتقالي اللعبة السياسية، بشكل رسمي ومعترف به.
تنويه:على القوى الجنوبية الآن التوحد والتفرغ للحوار الجنوبي الجنوبي لأنه الأهم في المرحلة القادمة وقطع الطريق على المتربصين بنا.