أعيدوا شمال اليمن أولاً
5:54:00 PM 2019-07-06 منذ : 1968 يوم
أعيدوا شمال اليمن أولاً
ومنذ شهر وجدتُ هناك صراعات من خلال أحاديث مشاهير التغريد أو كتّاب الرأي من نُخب شمال اليمن والإقليم " منقسمة إلى ثلاث فرق.... وهذه الملاحظات لأولئك الذين رصدنا آراءهم وتحركاتهم:
الأول:ترى إن المعركة في الجنوب أولاً ومواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي والتصدي لتطلعات شعب الجنوب الذي استطاع إستعادة أرضه "واقعاً" وليس لهذا الفريق "حديثاً غير مايحدث في الجنوب.
الثاني: يرى إن إستعادة شمال اليمن من قبضة ميليشيا الحوثي المدعومة من قبل ملالية إيران والتي عقدت العزم على تهديد المنطقة برمتها وتغيير الثقافة السياسية الشعبية من خلال الندوات المكثفة التي تُعقد بإشراف إيران وفقاً لآلية تُديرها ثلاث وزارات تحت سيطرة الحوثي وهي وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام في صنعاء ، ووصلت هذه الدورات والندوات إلى مرحلة متقدمة من إخراج جيل يَصعُب التعامل معه مستقبلاً وخدمت هذه السياسة الثقافية( القوانين)صادرة من قبل أغلب الدول العربية في عدم قبول عيش اليمني في بلادهم وإن حدث وسط تكلفة باهظة ، وعدم وجود قانون اللجوء الذي كان بالإمكان وبمقدوره إنشاء تياراً مناهضاً للحوثي ، وهذا ما أجبر الأغلب من شمال اليمن نحو دعم الحوثي وبالتالي يرى هذا الفريق أولاً استعادة شمال اليمن من قبضة الحوثي وحلحلت الصعاب أمامه "ثم يأتي الحديث حول الحفاظ على اليمن الاتحادي وفقاً لمخرجات الحوار اليمني ، وأكد هذا الفريق إنه ليس من المعقول دعوة شعب الجنوب إلى وحدة بينما أرضية الجمهورية أختطفت ومفقودة ،بينما استطاع شعب الجنوب الحفاظ على أرضه بالحضن العربي وأصبح مدعوماً بسبب فشل قوى شمال اليمن.
الثالث: وهذا الفريق هو الأخطر الممزق بين التجاذبات الإقليمية والتيارات السياسية التي تحمل أجندة متنوعة ويتبع مصالح فئوية وذاتية وحزبية ودولية ومنهم" أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين العالمي ، وثقافته تتوافق مع أهوى ملالية إيران وفي تحالفٍ واضح مع قطر وإيران، ويُعتبر إفشال التحالف العربي ضرورة لنصرهم والسيطرة على جهة اليمن لأنها أخر أمل لهم في المنطقة العربية بعد مؤشرات فشل المشروع في أغلب الدول العربية ، ويعمل وفقاً لتجاذبات واستغلال منصات وأحداث تآفهة لإثارتها ، ومنشغل في محاولة شقّ التحالف العربي عبر تطفيش الإمارات وإخراجها من اليمن وبحال نجح في هذا سيكون التحالف العربي بحالة ممزقة ووصلوا إلى مرحلة تحقيق الأهداف وهذا يحدث واقعاً.
الإشكال في بقية الأطراف السياسية " الضعف وعدم إيجاد زوايا تنخرط فيها وبالتالي بعضها اكتفت في الانخراط في إطار " تيار الشرعية مظلة لتحقيق مصالح تحسين المعيشة وهؤلاء أصبحوا كثيراً وخاصة المقيمون في الخارج ، وشكّلوا حالة إضعاف الشرعية وتفريغها في الداخل لأن أروقتها اصبحت مزحومة ومثقلة بالكم وغير فاعل ومجرد ثرثرات إعلامية إن وجد .
وبين هؤلاء الأطراف تجاذبات وأيضاً ونقاط إشتراك هي التوحد ضد الإمكانيات الجنوبية وهذه الحالة كل أطراف شمال اليمن متفقون عليها ولايمكن إيجاد الخلاف حولها وأثبتت الأحداث والحوارات عبر شبكة الإنترنت واقعية إنقسام شعبي في الآراء حيث أكدت إن النُخب الشمالية قسماً والجنوبية قسماً بشكلٍ عام لا استثناء فيها .
لكن الطآمة الكبرى التي وقع فيها نُخب شمال اليمن إنهم وصلوا إلى مرحلة تقوية ميليشيا الحوثي وإفراغ التيارات المضادة من قوتها وبآت هزيمة الحوثي من المستحيل بظل الأداء الذي كشفته الأحداث خلال خمس سنوات ، ووصل اليمن إلى مرحلة الصراع الذاتي فيما بينهم بشكل يحمل مؤشرات الهزيمة النكراء التي أوصلتهم إليها الأطماع دونما يفكرون في إنشاء أرضية صلبة والانطلاق نحو إعادة شمال اليمن أولاً إلى مفهوم الدولة والجمهورية ثم مُناقشة القضايا الأخرى وكيفية إيجاد آلية ضامنة للمصالح الشعبية ، لأن الصراعات أصبحت متنوعة والأكبر فيها فقدان شمال اليمن وفراغ ساحة الأطراف الأخرى من أي عوامل لإستعادة الدولة ولا الجمهورية بحسب ما يبدون من قناعات ترفض خيارات الشعب وتتجاهل المأساة "وهنا الإشكال اليوم لدى نُخب شمال اليمن وكان الأجدر بهم إعادة الشمال أولاً ، والمؤكد وهن قوتهم اليوم أمام الحوثي .