انهيار الشرعيّة في اليمن
2:46:41 PM 2019-06-25 منذ : 1980 يوم
انهيار الشرعيّة في اليمن
في اليمن هناك لعبة الأوهام،وهذه تحت إطار"الشرعيّة"من خلالها كشفت حجم القوى المتصارعة في الساحة اليمنية وانهيار الشرعية بما تحمل المفردات من معنى،ولفتت إلى إنّ القوى المعطّلة خارج إطار الخريطة اليمنية،واستغلت مصطلح الشرعيّة والانضوى تحت رايتها فقط لتحقيق مصالح ذاتية وتنفيذ خططاً خارج فكرة إعادتها إلى صنعاء.
الملفت"حاولت تشكيل نفسها على إنّ تكون صاحبة المكاسب من الحرب في كلّ الاتجاهات"وحين الحديث ستجد إنها تُطالب بعودتها وتتذرّع بأطراف التحالف العربي وتوصيفه بالمعيق،ولفتت إلى إنّ مراحل الصراع والاخفاقات تأتي من خلال هذه القوى التي شكّلتها الأحداث من خلال(المهاجرين)إلى خارج البلاد"بعضهم مستغلاً عمله من خلال التيارات السياسية"التي تتجاوز العقل لكثرها في اليمن.
وكشفت الأحداث إنّ مصطلح"الشرعيّة"ومن يعمل تحت ظلّها هُم مجرد فاعلونَ على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الصحافة ومنصات الإعلام بتنوعه،وتحوّلت إلى(الصوت العالي)بدون أفعال وهي ظاهرة المرحلة عالمياً"إنّ عالم الإعلام الرقمي شكّل العالم وبدأ من خلاله"بُروز"الأصوات الصاخبة والمشاغبة وثقافة الفهلوة أو أولئك الذين يُجيدُون بذخ المدح للوصول إلى مصالحهم الذاتية أو أصحاب المصالح.
ومن خلال"مشاهد الشرعيّة في اليمن"أتضح إنّ شخصياتها مجرّد فسيفساء وأشلاء الأصل منتهية الصلاحية بعضها لايستطيع الحركة وبعضها على الهامش مجرّد وظيفة واسترزاق،ويُضاف إلى عجز أدوات العمل التي تتعامل من خلالها القوى المنضوية بظلّ الشرعيّة المنهارة أصلاً،والأخطر فيها أصحاب الولاءات والأجندة(الخارجية).
والأسباب التي أدّت إلى ذلك ليس مخفية أو جديدة وإنما هي نتائج إسقاط المنظومة الحاكمة في اليمن بتاريخ 21سبتمبر2014م وبتواطؤ تيار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والذي ساعد على استقوى الدولة الزيدية العميقة والسيطرة على كلّ مؤسسات الدولة خاصة بعد الإعلان عن مخرجات الحوار الوطني تحت إطار"اليمن الاتحادي"إلى ستة أقاليم،وهذه الأفكار هي التي دفعت بإقليم آزال إلى التمرد لأن لديه قناعة إن هذه المخرجات خطراً على مصاللحه" لأن لديه قناعات إنّه حاكم جهة اليمن الفعلي وهو الوارث الأصل ويرى إنّه أصل العرب في الجزيرة العربية وكلّ شىء يعود إليه هكذا ثقافتهم حينما تقرأ جيداً أسباب الصراعات في جهة اليمن.
والسبب في انهيار الشرعية اليمنية يأتي وفقاً للآتي:
الأول:لم تكون هناك إدارة وطنية حقيقية وجآدة"عُقب انهيار الدولة تستغل الدعم الإقليمي والدولي والمقاومة،وتشكيل حكومة حرب(مصغرة)بعيداً عن المصالح وكان بالإمكان العمل على إعادة صياغة"ذاتها"وعملها من خلال الساحة التي أعادت لها أدوات اللعبة لمواجهة الميليشيا بعد خروجها وقت إسقاط العاصمة صنعاء.
الثاني:الاعتماد على أدوات"الإخوان المسلمين في اليمن والممثلة بـ"حزب الإصلاح اليمني"وهذه ما أدّت إلى انهيار فاعلية"الشرعية"أصلاً وكانت بدء المؤشرات حينما عملت على إقصاء حكومة التوافق الوطنية برئاسة خالد بحاح،وتحويل الشرعية إلى خارج إطار الدستور والقانون اليمني،وأصبحت مجرّد شرعية قرارات جمهورية أو وزارية"شكلية ومزاجية،وحين النظر إليها بالشكل الوطني ستجدها شرعية خارج القانون"ومناطقية مفرطة،حيث أصبحت محافظتي(تعز وإب)رغم إنّ مأرب ضمن هذا الإطار إلا إنّ لها أفكار أخرى أيضاً تُضاف إلى التناقضات،بينما هؤلاء لايملكون ميزان القوى الفعلي تاريخياً في اليمن مهما كان هناك كثافة سكانية كبيرة"والقصد(تعز وإب)التي تسيطر على مفاصل الشرعية.
الثالث:كمّ الفساد ودخول قوى المافيا وهي نفسها التي أدّت إلى انهيار المنظومة اليمنية والتي كانت تعمل بمراحل الرئيس السابق علي عبدالله صالح،وتلك المافيا أغلب سكان اليمن يعرف شخصياتها وهذه تدور مع مصالحها"للمُتاجرة والثراء"وهي الأقرب في أروقة الشرعية اليمنية.
الرابع:التجاذبات السياسية في المنطقة برمتها،وهذا هو الأخطر الذي دفع نحو تشكيل أدوات لعب الأدوار وهناك قوى منخرطة في أروقة الشرعية وهي الأقوى تعمل وفقاً لأجندة ثلاثي الشّر"قطر وتركيا وإيران"وهذا واضحاً للعيان ولم يَعُد مخفياً،والملفت إنّ هذا التيار الخطير لم يُحاسب ألبتة بينما يعمل على تكوين الجيش الوطني لخدمة هذه الأجندة.
الخامس:إنّ الشرعيّة اليمنية استهدفت المناطق المحررة وخاصة الجنوبية ورسم إستراتيجية التجويع وإمساك موارد الدولة ومرافقها وإعاقة إعادتها إلى العمل وهذه الإستراتيجية ترى إنها تمنع فكّ الارتباط الذي يعمل عليه"شعب الجنوب منذ عام 2001م،وكلّ أفعال الشرعيّة مسخّرة جنوباً بإشعال الحرائق،بينما مناطق سيطرة الحوثي ضمنت لها"الرواتب/المساعدات الدولية/موارد متعددة تصبّ في خدمة ميليشيا الحوثي/دعم الأمم المتحدة مفتوح الأجواء وبدون خطوط حمراء بظلّ الحرب.
السادس:هذا العامل كان الأخطر في انهيار الشرعية"وهو عمل قطر ضمن التحالف العربي وفجأة تتحوّل إلى ضد وعدواً ما جعلها تعمل فيما بعد على توسيع"الشرخ"لدى الشرعية واستخدمت أدواتها،وهي أدوات ليس جديدة حيث كانت لها أيدي في محافظة مأرب والجوف تعمل منذ عقدين وتقدّم لها دعماً بحسب الصحافة اليمنية سنوياً أكثر من خمسة عشر مليون دولار أمريكي،وأغلب عناصر الاستخدام هي التيارات الإسلاموية،وبعضها صنّفت إرهابية دولياً.
السابع:وهي لفت إنّ استغلال التقنية حوّلت عشرات الآلاف من الناس إلى تشكيل شبكات إعلامية بكلّ أشكالها سواءاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر منصات الصحافة والإعلام والقنوات،وأصبح العمل وفقاً لصوت والمنازعات،والهجوم الشكل بدون الجوهر،والإبتزاز،والتشويه،لتحقيق مآرب التيارات السياسية سواءاً الداخلية أو الدولية.
الثامن:تشكيلات منظمات حقوق الإنسان،هذه أصبحت تعمل لخدمة الأطراف المعادية لإعادة الشرعية والتحالف العربي وأصبحت فاعلة بشكل كبير دولياً وتسخدم لتحقيق مصالح التنظيمات الدولية وأيضاً أجندة دولية كشفتها اللعبة اليوم"بعد مرور خمس سنوات من مرحلة الحرب.
التاسع:سوء الإدارة الإعلامية لدى الشرعية وهذا الأصل متعمد لأن الأغلبية الساحقة المسيطرة على الإعلام بكل أشكالها هم الإخوان المسلمين ممثلين بحزب الإصلاح اليمني،وإسدى مهام وزارة الإعلام إلى شاب لم يستطيع إنشاء أدوات الإعلام الفاعل بشكله الحديث ،وخلال خمس سنوات لم يُشاهد العالم مؤتمرات صحافية تشرح مسرح العمليات وما ترتكبه الميليشيا من جرائم حرب، وكان يُفترض أن يكون هناك مركزاً إعلامياً للمؤتمرات الصحافية أقل ما يمكن كلّ ثلاثة أسابيع لمُخاطبة العالم والرأي العام وفقاً للأدوات الحديثة التي يتعامل من خلالها العالم وتكون مقنعة،وإنما حوّلت وزارة الإعلام إلى العمل تجاه ساحات أخرى تخدم بقى الميليشيا وتحقق مآرب ثلاثي الشرّ.
العاشر:إعادة إنتاج رموز المنظومة السابقة،وأصبحت اليوم من الصعب التخلّص منها وهي ما أدت إلى انهيار الشرعية،وبآت اليوم عمل الشرعية مجرّد شكل بدون جوهر لأنها خالية من أدوات القوة على الأرض وإنما تملك فقط التحكم بموارد الدولة فقط(ومصطلح شرعيّة دولية)،وهي لعبتها،بينما هذه الموارد ينخرها الفساد المانع لنصر،وأصبحت القوى المسيطرة على الأرض عبارة عن أربع كتل خارج إرادة الشرعية وهي:
الأولى:الساحة الجنوبية القوية..الثانية:قوة"الإخوان المسلمين"المدعومة من قبل ثلاثي الشر"تركيا وإيران وقطر"ومن وراء هذه الأجندة...الثالثة:قوة بقيادة نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح.. والرابعة:هي ميليشيا الحوثي التي تعمل وفق الأجندة الإيرانية ومن وراءها داعم...وبالتالي بعد مرور خمس سنوات من مرحلة الحرب وصلت جهة اليمن إلى مرحلة التعقيد الصعب جداً إلا بإستراتيجية جديدة تستطيع تفكيك كلّ هذه الأدوات وإعادة فكرة العمل الوطني العربي الصحيح.