المتظاهرون يريدون عراقاً عادلا ًووطنا قوياً ناهضاً
6:16:11 AM 2019-11-05 منذ : 1846 يوم
المتظاهرون يريدون عراقاً عادلا ًووطنا قوياً ناهضاً
مع تصاعد الاحتجاجات بالعراق ترجمة لرفض المتظاهرين لكل أشكال الفساد الذي ينخر كالسوس في البلاد، ومع الدعوات لعصيان مدني، فان الحكومة العراقية باتت مطالبة باسرع وقت باجراء اصلاحات جذرية في منظومتها السياسية والاقتصادية تلبية لحاجات المتظاهرين المشروعة في حياة كريمة بعيدا عن الفقر والجوع والمرض، وهي ابسط حقوق الإنسان.
ورغم سلسلة الإجراءات التي اتخذتها السلطات العراقية لإحتواء الاحتجاجات، فان هذه الإجراءت لم تفي باحتياجات الشعب الثائر، خاصة وان 22.5 منهم فقراء بحسب الاحصاءات الدولية، وتصاعد الاحتجاجات يكشف عن رفض اصحاب الحقوق المشروعة في وطنهم لأية محاولات لترقيع الاوضاع الاقتصادية الشائكة عبر وعود بالإصلاح أو إصلاحات جزئية محدودة تهدئ من ثورة الثائرين حتى يفضوا التظاهر، وتعود ريما لعادتها القديمة فساد ملأ السموات والأرض يدفع ثمنه شعب قدم أعرق الحضارات في التاريخ الإنساني.
والواقع يؤكد على عمق الفجوة بين الشعب والكتل السياسية، وعلى استمرار غياب العدل في توزيع ثروة البلاد، وكشفت صرخات المحتجين عن حقيقة غياب منصة ديمقراطية شرعية للمطالبة بالحقوق الدستورية المشروعة، لانه ببساطة شديدة النواب لا يمثلون من انتخبهم ولا يؤدون دورهم في توصيل طلبات الشعب للمسئولين.
والنتيجة الطبيعية هي اندلاع المظاهرات والفوضى واستخدام الأطفال في التظاهرات وتعريض حياتهم للخطر، بل ودفعهم للتطاول على الشرطة والجيش، في تجاوز انتهاك صارخ لمعاني الطفولة.
نعم هناك خوف من أن يسرق اصحاب الاجندات ثورة المحتجين ويقودوا البلاد للهلاك، كما أننا لانقبل بضياع هيبة الشرطة والجيش، بل ان سحب السلاح من الجميع وتسليح الجيش يعد ضرورة للاستقرار ومن أراد خدمة الوطن فلينتسب رسميا للجيش، لكن هذا لا يبرر قتل المتظاهرين السلميين فهذا عار لا يمكن محوه من تاريخ العراق.
إن استخدام القوة المفرطة بحق المتظاهرين السلميين أمراً لم يعد مقبولاً، وأنه حان الآوان للحكومة العراقية أن تقوم بالتطهير الذاتي من داخلها لاقتلاع سوس الفساد الناخر في اضلعها، أول خطوة في هذا التطهير هو كشف المتورطين بالفساد ومحاسبتهم بكل حزم، وبنظري فان الضرورة تقتضي ـ كما يطالب المتظاهرون ـ باعادة تصحيح الدستور بما يضمن حقوق الشعب حسب الكفاءة وبمعزل عن المحاصصة و التقسيم الطائفي.
وفي اعتقادي إن الحكومة مطالبة بوضع خطة قابلة للتنفيذ الفوري على الأرض للإصلاح السياسي الذي يقود إلى إعادة توزيع ثروات البلاد بشكل عادل بكافة المناطق، والإسراع في تنفيذ خطط متوازية لدعم الخدمات الصحية والتعليمية وكافة المرافق الضرورية.
وأقول للحكومة إن توفر لنا هذه الطلبات وإذا رأيتي أية مظاهرات فقولوا وقتها على المتظاهرين، مخرب أو بعثي أو مندس قل ماتريد. فالشعب العراقي يريد توفير متطلبات الحياة الاساسية والضرورية اليومية من مستشفيات حديثه وضمان صحي.
نريد مدارس محترمة وجامعات متطورة كما في دول العالم، وهذا حقنا لأننا نعيش في دولة نفطية فيها كل الخيرات، ونريد مصانع ومعامل لتصنيع احتياجاتنا البسيطة وهذه المصانع بالتأكيد ستوفر الالاف من الوظائف لأبناء الوطن.
ونريد بلدا زراعيا متقدما، خاصة واننا نعيش في بلد به نهرين وحضاراته قامت على الزراعة، ومن ثم يجب الإسراع في استثمار طاقة علمائنا بالجامعات لتطوير الزراعة واحداث نقلة نوعية فيها لسد الجوع والفقر و الإكتفاء الذاتي .
العراقيون جميعا ينتظرون الإسراع في اقامة دولة حديثة شوارعها معبدة ونظامية مثل الدول المجاورة تتوافر فيها محطات قطار ضمن المواصفات العالمية بما معناه تأمين وسائل نقل للمواطنين ، وحل مشكلة الكهرباء وتوفير المياه للمنازل معلمه و نظيفه كما يستحق المواطن العراقي .
وينتظر المتظاهرون سرعة إحياء وبعث السياحة بالبلاد لتأخذ مكانتها بين السياحة العالمية فبلد السبع حضارات والأقدم عالميا ولا تستغل السياحة بها هذا امر مستهجن فلنطور ادوات السياحة من آثار ومتاحف وغيرها من المرافق فقد تأخرنا كثيرا ،كما اننا نحتاج وسائل ترفيه للأطفال من حدائق و ألعاب ترتقي بالطفل العراقي المسلوب الطفولة ،كما أنه يحتاج لنواد علمية و رياضية، وأماكن يملأ بها فراغه بشيء نافع.
ويأمل كل مواطن عراقي أن يمتلك بيتا أمناً و ليس كبيوت التنك والعشوائيات، وأن يتقاضى راتباً يؤمن به احيتاجات معيشته بكرامة وعزة، على أن يتم تأمين الوظائف للعاطلين عن العمل و التدريب على المهن الخدمية و الحرفية لأن الوطن بحاجة النجار والحرفي حاجته للطبيب و المهندس ،وإن يتم التوظيف حسب الخبرة ومجال الاختصاص .
وختاما،نحن نريد دولة قوية فيها قانون يحمي الضعيف وينصره ويرجع الحقوق لأهله، وجواز سفر عالمي يكون محترم ومقدر من كل دول العالم بما يتناسب من سيادة العراق و امتلاكه زمام اموره و استقلالية قراره
أظن إنه إذا تحققت هذه المطالب الأساسية التي تحظى بها الدول المجاورة، فلن نجد متظاهراً واحداً يطرق الشوراع بل أنه سيعمل جاهداً على الحفاظ على ما حققته له الدولة من مكتسبات و انني بهذا المقال الذي امثل به نفسي و رأيي الشخصي متاكدة من إن حتى المسؤولين يعرفون إن هذا هو الصحيح و لكنني في النهاية أطالب المتظاهرين إن يبقوا على وطنيتهم ووحدتهم كما هم ينادون بعراق واحد موحد عربي كردي شيعي سني تركماني يزيدي صابئي مسيحي مسلم اخوة بالمحبة و السراء و الضراء كما ان يحافظوا على بلدهم و ممتلكاتهم بعيدا عن أعمال العنف و الشغب أو اتلاف املاك الوطن فأنتم خرجتم للإصلاح بل لإعمار العراق و ليس تدميره نشد على أيديكم بالإصرار لأخذ حقوقكم بالطرق السلمية و حذاري حذاري الانجراف خلف كائن من يكن من اَي دولة خارج العراق لتكون أجندتكم وطنية محلية