من المتورط في عرقلة جهود مكافحة المخدرات بأوطاننا العربية
4:39:52 AM 2019-09-26 منذ : 1886 يوم
من المتورط في عرقلة جهود مكافحة المخدرات بأوطاننا العربية
تفتك تجارة المخدرات بأنواعها بأكثر من 250 مليون نسمه يشكلون 5% من سكان العالم البالغين ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، وتتسبب في وقوع 200 ألف حالة وفاة مبكرة سنويا.
ويتجاوز عدد المدمنين بعالمنا العربي 10 ملايين شخص ويحتل المغرب المرتبة الأولى في انتاج نبتة القنب الهندي، بينما مصر تتصدرالمركز الاول بقائمة الدول العربية تعاطيا للمخدرات بنسبة 10% من عدد السكان البلغ نحو 90 مليوناً، وأن التعاطي قد يبدأ في سن التاسعة والعاشرة.
أما العراق فقد تحول من ممر لتهريب المخدرات الى بلد متعاطي له خاصة في صفوف الشباب بنسبة 80% .
تستثمر مافيا المخدرات الانفلات الامني والانهيار القيمي والتفتتت الحادث في عضد بلادنا العربية منذ الغزو الامريكي للعراق مرورا بثورات الربيع العربي وانتهاءا بما احدثه التمزق السياسي والطائفي والداعشي في مجتمعاتنا، مما جعلنا فريسة سهلة امام اغراءات جديدة لمافيا المخدرات وابتكارتهم اليومية في صناعة المخدرات التي تدر عليهم ارباحا طائلة تزيد عن 500 مليار دولار سنويا بحسب تقديرات المؤسسات العالمية.
لكني أتوقف بالذات أمام استهداف الاطفال وطلاب المدراس بالمخدرات في الدول العربية، حيث صارت ظاهرة ادمان المراهقين مخيفة في مصر والعراق والاْردن والخليج ولم تقتصر على الأغنياء بل امتدت أيضاً الى محدودي الدخل.
وهذا يعني أن هناك خطة ممنهجة لتدمير المجتمعات العربية بدءاً من النشئ الصغير وصولاً للهرم منها، بينما تفشل جهود المسئولين العرب في اجهاض تجارة المخدرات، رغم ان مكافحتها جزء اصيل من اختصاصات الامن القومي العربي، ولا تقل مكافحتها اهمية عن مكافحة إرهاب داعش.
وأود الاشارة الي انني كنت أقدمت منذ عدة سنوات على شن حملة ضد المخدرات في المدارس بخطة محكمة و مدروسة و شاملة تسبق الأحداث التي جرت لاحقاً لكني لم أتلق التشجيع، بينما كان من الصعب عملها دون دعم على الاقل معنوي، ربما كان المسئولون مشغولون بامور أخرى !!!
لكن تنامي انتشار المخدرات بأوطانناالعربية رغم جهود المكافحة يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، بأن مسئولين يتوروطون في نشر المخدرات ببلادنا، وانهم يستفيدون من ارباح تجارتها بشكل يعمي قلوبهم عن مصلحة الأوطان وأمنها.
ولعل التحقيقات التي اثبتت تورط رئيس مكافحة المخدرات بسوريا وكذلك تورط عدد كبير من ضباط في داخلية النظام السوري، وكذلك تورط سياسيين ومسئولين عراقيين وأصحاب نفوذ قي تجارة المخدرات تفسر لنا لماذا تفشل جهود مكافحة هذه الجريمة؟.
ولعلي أقف تحية للحملات التي تشنها الاجهزة العراقية التي كشفت فيها عن المسئوليين المتورطين بجرائم الاتجار بالمخدرات وأتمنى أن تشدد عليهم الأحكام القضائية حتى يكونوا عبرة لغيرهما وأظنّ أننا في أشد الحاجة إلى الاستفادة من التجربة الصينية، حيث أنهت الثورة الماوية إدمان المخدرات في البلاد، وانتهت زراعة الأفيون وتسرب المخدرات إليها.