السعودية تحقق انتصاراتها بلا حروب
9:04:10 AM 2019-09-24 منذ : 1888 يوم
السعودية تحقق انتصاراتها بلا حروب
(اليوم السعودية):الهجوم على المرافق المدنية والاقتصادية للمملكة يعني إضرارا مباشرا بالأمن الإقليمي والعالمي، وينطوي على جريمة إرهابية بموجب القانون الدولي؛ لأن استهداف المدنيين ومرافقهم لا يدخل في أي حيز لصراع أو حرب، لذلك فما حدث مؤخرا في منشآت أرامكو السعودية يعني تلقائيا ضرب الاقتصاد العالمي والإضرار بالأمن الاقتصادي لشعوب العالم، فالمملكة لا تخسر وحدها وإنما يخسر معها ملايين الأبرياء الذين تعمل بلادنا من أجل توفير الطاقة لهم بأسعار معقولة يترتب عليها رخاء في معيشتهم وحياتهم بشكل عام.
أولئك الذين يمارسون الحروب بغير شرف، سواء الحوثيين أو نظام إيران، يقعون في الفخ بمعاداة العالم ومجتمعاته، وبالتالي ينقلون حربهم بصورة صريحة ومكشوفة لمعاداة المجتمع الدولي، وإذا كانت هناك رؤية بأن ضرب المنشآت المدنية يمكن أن يضر بالسعودية فذلك خطأ إستراتيجي؛ لأنه يمكن للمملكة إصلاح الضرر ومواصلة دورها التنموي في خدمة البشرية غير أن ما يترتب على ذلك نتائج واقعية يلمسها ويشعر بها الملايين حول العالم في كل حياتهم، والسبب أولئك المجرمون الذين يستهينون بأخلاق الحروب، ويرتكبون أبشع الجرائم بحق العالم.
المملكة أكبر من أن تتوقف أو تهتز لعمليات استفزازية وإجرامية تسعى لتوسيع نطاق الحرب التي يمكن أن تربحها بالقليل من الصبر وكشف الإجرام والإرهاب عابر الحدود ليجد العقاب والردع المناسب من كل دولة تتضرر مصالحها من استهداف السعودية التي يمكن أن تحقق انتصاراتها في هذا السياق دون أن تدخل في مناوشات مع مجرمين ثبت إجرامهم للعالم أجمع، حيث يمكن تحقيق الانتصار بكشف الحقائق ومواصلة مسيرة النمو دون الدخول في حروب مع واهمين وهاربين إلى الأمام من مآزقهم السياسية والاقتصادية والعسكرية.
أعداء المملكة يخسرون بمجرد الاستعداء، فلا يمكن لبلادنا أن تقف مع كيانات ودول تمارس الإرهاب والإجرام في حالتي الحرب والسلام، وليس كل النصر قائما على رد الفعل بحسب قانون نيوتن «لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه» ففي السياسة والحروب تختلف المعادلة بالسماح بانزلاق الأعداء إلى الهاوية مع كل رصاصة عشوائية ومتهورة واستفزازية، وحين تقدم المملكة أدلتها للمجتمع الدولي بعدوان إيران واتباعها المتطرفين فذلك يخرجهم من المعادلة السلمية ويجعلهم أكثر وحشية يلوذون بالعنف واختراق القوانين والمبادئ الدولية بحثا عن طوق نجاة.
تلك الهجمات التخريبية في محصلتها محاولة يائسة للخروج من عنق الزجاجة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وليست تباهيا يمنحهم الأمل بانتصار زائف، لذلك لا يمكن منحهم طوق النجاة برد فعل عسكري يتناسب مع الجرم، وإنما بالصبر وانتظار الوقت وعدم الاستجابة لهم فإن ذلك كفيل بتدميرهم وعزلهم رغم أنهم سيزدادون وحشية ولكن ليس في كل مرة يمكنهم أن يخربوا ويدمروا.
إنهم يتألمون وينهارون ويلعبون بآخر الكروت بسبب الضغط الذي يتعرضون له ويجعلهم في حالة اختناق تدفعهم لمثل هذه الأعمال اليائسة، وقد يحاولون مرة أخرى وبعدها ولكن في كل مرة يفرغون من طاقتهم الوحشية ويثبتون للعالم أنهم دون رادع أخلاقي وأنهم أكثر خطرا على أمن المجتمع الدولي وحق الشعوب في أن تتمتع باقتصاديات مستقرة يعمل هؤلاء على تخريبها بحثا عن مخرج، وحينها لن يجدوا من يدعمهم أو يقف معهم حتى تجار الحروب سيعيدون النظر في الاستمرار في لعبة مرفوضة وخاسرة، وذلك سيصل بنا في خاتمة المطاف إلى تحقيق نصر بلا حرب، قد يطول وقته ولكن تكلفته وخسائره أقل، وبعدها يصبح العالم أكثر أمنا واستقرارا بتخلصه من دول وأنظمة وكيانات متهورة وعدائية وغير منسجمة مع استحقاقات ومتطلبات السلام العالمي.