جرأة الإخوان في الغدر بالأوطان
9:06:16 AM 2019-06-24 منذ : 1981 يوم
جرأة الإخوان في الغدر بالأوطان
(جريدة اليوم السعودية):- الأربعاء الماضي كتب معالي وزيرالشؤون الإسلامية الشيخ عبداللطيف آل الشيخ في حسابه على تويتر: «الإخوانيون يستميتون للوصول إلى المراكز القيادية إداريا أو ماليا، ويدعم بعضهم بعضا، فالإخواني لديه جرأة عجيبة على تغيير بيئة العمل الذي يسند إليه، وتحويلها إلى خدمة الحزب وفكره ومصالحه، وإعداد كادر ليس له ولاء لدينه وقيادته ووطنه، وتلمس من فلتات لسانه أنه مملوء بالغدر والكذب والخيانة».
لقد كانت الحلقة الأولى من برنامج الليوان الذي عرضته قناة روتانا في شهر رمضان الماضي في غاية الأهمية، فقد دفعت رمزا كبيرا مثل عايض القرني إلى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها الصحويون والسروريون وجنايتهم على وطنهم. ورغم ما اتخذته الدولة من إجراءات حتى الآن ضد هذا التنظيم الإرهابي، إلا أنه من المهم أن يحظى موضوع وجود إخوان مسلمين سعوديين بنقاش وطني يتناول قصة هذا التنظيم وظروف ولادته وخطوات تسرطنه عبر عقود من الزمن في الجسد الاجتماعي والوطني، وكشف من ينتمي إليه من المواطنين انتماء تنظيميا أو فكريا، واستضافة وسائل الإعلام والصحف لمن تدور حوله الشائعات، وإجراء حوارات معهم ومطالبتهم بالإجابة عما يدور حولهم، وخصوصا أولئك الذين يشغلون مناصب ووظائف قيادية تعليمية ودينية أو لهم صلة بالتنظيم، وأن تطرح الأسئلة عليهم. لحسن الحظ أننا اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» لدينا فرصة سانحة ومواتية ولا يزال في الإمكان تحقيق ذلك.
يعود الفضل الأكبر في رفع الوعي إلى دعم الدولة لمجموعة من الكتاب والمغردين، الذين أسهموا في فضح أتباع التنظيم ومطاياهم، وكانت مواقف صانع القرار وتصريحات ولي العهد في مناسبات عديدة هي الركن الذي يأوون إليه، وثقة هؤلاء الناشطين أنفسهم بأن وراءهم من يحميهم، وأنهم جزء من تمهيد الطريق إلى المستقبل. وتأييدا لما ذكره معالي وزير الشؤون الإسلامية آل الشيخ فإننا في حاجة على الدوام إلى التنبه إلى تكتيكات الإخوان ومناوراتهم، ورفع مستوى الوعي بما يضمن تحقيق الأهداف.
إن أكثر المخاطر التي تحف بمجتمعنا هو تغلغل هؤلاء في المؤسسات الدينية والتربوية. إن المهمة الكبرى المنوطة بوزارتي التعليم والشؤون الإسلامية هي التأكد من براءة من كلف بهذه الأمانة من لوثة الإخوان والإخوانيات والسروريين والسروريات أو التعاطف معهم، أو مع أي عمل إرهابي، أو فكر ضال ديني، أو تأييده لأي عمل مخل بالأمن، أو مستهدف للسلم الاجتماعي، إضافة إلى التأكد من تاريخ المرشح للوظيفة وعدم وجود أي تصريح له في وسيلة إعلامية، أو محاضرة، أو خطبة، أو مشاركة أدبية أو ثقافية، يمكن أن يعتبر دلالة على انتماء أو تعاطف أو تأييد أو تأليب ضد أمن واستقرار وطنه.
وإجمالا فإن الوطنية فكرة ومبدأ يعلو ويسمو في الوجدان والعقل الاجتماعي والسلوك التنظيمي لجماعة الإخوان يتعارض إلى حد كبير مع الوطنية حيث يعمل على تشويهها والإضرار بها، لأن الوطن لديهم ليس بذات الخصوصية الوجدانية التي تتعلق بمعاني الولاء والانتماء والفداء، فالوطن لديهم رخيص وقابل للمزايدة، وذلك لا يستقيم مع الفطرة وصدق النشأة والحب لكل مواطن وقيادة تعمل بكل جهدها من أجل رفاهية وأمن وأمان وطنها ومواطنيها.