عدن الغد:- تقرير(فتحي بن لزرق):أعلن عن تشكيل المجلس في الـ11 من مايو 2017 وعقب عامين على إعلان المجلس تحاول صحيفة "عدن الغد" تستقرئ خارطة قيادات المجلس نقاط الضعف والقوة التي يمتلكونها عقب عامين على إعلان المجلس.
أعلن المجلس عن نفسه قبل عامين من اليوم ورغم أنه أكد في بيانه السياسي الأول أنه سيتولى إدارة مناطق الجنوب وطرد الحكومة الشرعية التي تدعمها السعودية إلا أن شيء من ذلك لم يحدث.
على الجانب الآخر نجح المجلس في أن يكون واحد من أفضل المكونات السياسية تنظيما وحضورا على الساحة السياسية اليمنية ويعود ذلك بحسب مراقبين إلى حالة الدعم الكبيرة التي يتلقاها من دولة الإمارات العربية التي ترعى كل أنشطته.
شُكل المجلس من خليط من القيادات السياسية المختلفة ومثل لأول مرة في تاريخ السياسة اليمنية تحالفا عريضا بين قيادات من الحزب الاشتراكي اليمني وأخرى من حزب الرابطة.
جمعت بين الطرفين لعقود حالة من العداء الشديدة قبل أن تتمكن الإمارات من جمع الفرقاء ضمن مكون سياسي واحد.
إلى جانب الاشتراكي والرابطة ضم المجلس قيادات جاءت من أحزاب مختلفة بينها المؤتمر والإصلاح وقيادات مستقلة أخرى.
يضم الانتقالي خليطا من القيادات القادمة من تيارات سياسية مختلفة ويبدو إلى حد كبير أن الإشراف الإماراتي مكن المجلس من الحضور بشكل موحد طوال فترة عامين لكن احتمالية بقاء المجلس في حال ما سُحب الدعم الإماراتي عنه تبدو ضئيلة للغاية لكن آخرين يرون أن المجلس يمكن له أن يستمر لقوة سياسية تمتلكها عدد من قياداته.
عقب عامين من إعلانه نقدم لكم قراءة بسيطة للقيادات التي شكلت المجلس وصولا إلى نقاط قوتها وضعفها ومستقبلها السياسي.
عيدروس الزبيدي
يترأس عيدروس الزبيدي منذ إعلان المجلس الانتقالي برئاسته، ظهر عيدروس الزبيدي بقوة خلال الحرب الأخيرة في جنوب اليمن 2015 باعتباره قائدا لمقاومة مسلحة هناك اندلعت ضد تقدم للحوثيين سيطر على الضالع وغالبية مناطق جنوب اليمن.
ارتبط (الزبيدي) لسنوات طويلة بالجانب الإيراني ضمن فصائل حراك متعددة تعاونت مع إيران لفترة ما قبل الحرب لكن هذا الارتباط انفك لاحقا مع اندلاع الحرب ليتحول الرجل إلى حليف للتحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات.
ظل "الزبيدي" غائبا عن الحضور الإعلامي طوال سنوات طويلة في منطقة الضالع وأسس لكتائب مقاتلة كانت نواة لما بات يعرف لاحقا بالمقاومة الجنوبية في جنوب اليمن.
ورغم سطوة قوى الحراك الجنوبي في الضالع لسنوات طويلة إلا أن الرجل استطاع خلال أشهر قليلة فقط من إزاحتها مجتمعة من المشهد السياسي والعسكري في الضالع ليتصدر الأمر وحيدا.
بدت عدد من قيادات المقاومة والحراك الجنوبي هناك وبينها صلاح الشنفرة وخالد مسعد وشلال علي شايع وآخرون لا يملكون قدرة مجاراة "الزبيدي" أواخر العام 2015 حيث كان يبدو واضحا أن الزبيدي يشق طريقه بقوة إلى الأمام.
عين الزبيدي في الـ 8 من ديسمبر 2015 محافظا لمدينة عدن في حين عين رفيقه شلال علي شايع محافظا للمدينة نفسها.
جاء تعيين الزبيدي خلفا للمحافظ السابق جعفر محمد سعد الذي اغتيل بتفجير أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنه لاحقا .. وظل الرجل في منصبه لعامين لكنه أخفق إلى حد كبير في إدارة المدينة التي غرقت في حالة من الفشل الذريع.
كانت تجربة الزبيدي ربما مثالا للحضور الحراكي في مفاصل الدولة، مؤيدوه عارضوا الفكرة وأكدوا أن الرجل تعرض لحالة من الخذلان الشديدة من قبل الحكومة لكن الجميع اتفق على أن مرحلة حكمه لعدن كانت فاشلة بكل المقاييس.
عين الزبيدي رئيسا للمجلس الانتقالي عند إشهار المجلس في مايو 2017 وحتى اليوم.
نقاط قوة الزبيدي:
يمتلك الزبيدي نقاط قوة كثيرة لعل أولها تمكنها من خلق حاضنة شعبية كبيرة خصوصا في منطقة الضالع التي ينحدر منها.. نجح الرجل في خلق محيط عسكري وسياسي كبير مؤيد له خلال سنوات قليلة.
تمثل الحاضنة الشعبية في الضالع والقوة العسكرية التي شكلها والتي تواليه بقوة واحدة من أهم نقاط قوته ففي حال انتهاء المجلس الانتقالي يستطيع الرجل لعب أدوار سياسية جديدة اعتمادا إلى حجم هذه القوة التي ترى فيها ممثلا قويا عنها.
نقاط الضعف
من أهم نقاط الضعف لدى رئيس المجلس الانتقالي عدم الكفاءة الإدارية أو السياسية، يجمع مقربون من الزبيدي ومتابعون للوضع ان الرجل نجح عسكريا في مواجهة القوات الموالية للحوثيين لكنه على المستوى الإداري لأجهزة الدولة فشل بشكل كبير.
مثلت قلة الخبرة وضعف القدرات لدى الرجل واحدة من اهم المشاكل المستعصية على الحل لذلك فان واحدة من اهم نقاط ضعف الرجل هي عدم الكفاءة السياسية والادارية في مناصب الدولة المدنية.
يمكن للرجل أن يكون ناجحا في القطاع العسكري أو الأمني لكن قدراته لا تؤهله للسير قدما في المناصب ذات المؤهلات الإدارية.
صالح بن فريد العولقي
صالح بن فريد العولقي هو واحد من أبرز رجالات المجلس الانتقالي، ظهر الرجل مؤيدا للمجلس عند تشكيله في الـ 11 من مايو 2017 وجمعت فعاليات عدة به بقيادات المجلس الأخرى.
سياسيا يعتبر "بن فريد" صاحب التجربة السياسية الأكبر على مستوى قيادة المجلس الانتقالي على الإطلاق.
الشيخ صالح بن فريد بن محسن بن فريد بن ناصر العولقي من مواليد عام 1943م في الصعيد، حاضرة مشيخة العوالق العليا الواقعة بين كل من سلطنة العوالق العليا وسلطنة العوالق السفلى وسلطنة الواحدي.
كان الشيخ صالح طموحا في إنهاء دراسته الجامعية خاصة بعد أن حصد عددا من المواضيع في شهادة الثقافة العامة بمستوييها العادي والعالي من جامعة لندن عام 1964م
ابتعث الشيخ صالح بن فريد العولقي إلى بريطانيا في دورة تدريبية بالكلية العسكرية في أولدرشوت وذلك في العام 1965م وكانت عودته في أوائل عام 1966م إلى معسكر شامبيون، وعين أركان حرب نائب قائد الحرس الاتحادي العقيد بون.
بعد غياب قسري طويل عاد الشيخ صالح بن فريد إلى اليمن في العام 1991م وفي أبريل 1997م تقدم الشيخ صالح بن فريد للانتخابات النيابية عن الدائرة 135 بالصعيد بمحافظة شبوة وأجمع الناس على انتخابه وجددوا ثقتهم فيه في الدورة الانتخابية التي تلتها ولا يزال نائبا برلمانيا.
ومع انطلاق الحراك الجنوبي كان بن فريد واحد من أوائل القيادات الجنوبية التي التحقت بالحراك الجنوبي.
ساهم "بن فريد" إلى جانب قيادات جنوبية عدة في محاولات التأسيس للمؤتمر الجنوبي الجامع الذي لم يكتب له النجاح.
ومع اندلاع حرب 2015 كان "بن فريد" واحد من أبرز القيادات التي خاضت الحرب ضد الحوثيين في محافظة شبوة.
ومع إعلان المجلس الانتقالي كان بن فريد واحد من أعضاء هيئة الرئاسة في المجلس.
وبدأ واضحا خلال الأشهر الماضية أن علاقة بن فريد بقيادات المجلس ليست على ما يرام فالكثير من التصريحات الصحفية تؤكد أن الرجل قرر الابتعاد كثيرا عن المجلس.
غاب الرجل منذ أكثر من عام عن فعاليات المجلس وأنشطته واجتماعاته بشكل كبير.
تقول دوائر سياسية داخل المجلس ذاته أن الرجل أبدى اعتراضه على الكثير من السياسات الخاطئة والممارسات التي تقوم بها قيادات أمنية وعسكرية مرتبطة بالمجلس لكن اعتراضه هذا لم يجد آذانا صاغية الأمر الذي دفعه للاحتجاب.
نقاط القوة
يملك صالح بن فريد العولقي الكثير من نقاط القوة السياسية فالرجل يعد الأول سياسيا من حيث الخبرة والتجربة، بدأ حياته السياسية خلال العهد البريطاني وصولا إلى مرحلة ما بعد الاستقلال والوحدة والحراك والحرب الأخيرة وتشكيل المجلس الانتقالي.
يملك الرجل في شبوة حيث مسقط رأسه حضورا قويا للغاية يؤهله للعب دور سياسي حتى بعيدا عن المجلس الانتقالي ذاته لذلك فإن حضور الرجل وبقائه السياسي يمكن له أن يتواصل.
ورغم أن الرجل عضوا في الهيئة الرئاسية للمجلس إلا أنه نجح فعليا الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع كافة الأطراف السياسية الأخرى مثل الشرعية أو الحراك الجنوبي وقيادات المقاومة.
نقاط الضعف
يملك بن فريد بعض نقاط الضعف داخل المجلس الانتقالي ذاته فعلاقته بقياداته لا تبدو على ما يرام الأمر الذي لم يمكنه مؤخرا من لعب دور سياسي هام.
وقد لا تبدو هذه من نقاط الضعف فالرجل اختار الانزواء لأسباب قد يراها منطقية.
هاني بن بريك
يملك هاني بن بريك صفة الرجل الثاني في المجلس الانتقالي الجنوبي لكنه يعد الأخطر على المستوى التنظيمي بسبب صلاته الوثيقة مع الإدارة الإماراتية التي تمول نشاطات المجلس.
ظهر "بن بريك" خلال مرحلة الحرب 2015 بصفته احد القيادات التي كانت تتسلم الدعم المالي الذي قدمه التحالف العربي للمقاتلين المحليين الذين قاتلوا ضد الحوثيين خلال اجتياحهم لمدينة عدن .
وعقب الحرب عُين وزيرا لشئون الدولة في الحكومة الشرعية، نجح بن بريك في مهام تشكيل الحزام الأمني إلى جانب قيادات أمنية وعسكرية أخرى.
ورغم تجربته البسيطة زمنيا إلا أن الرجل ربما في الدوائر المغلقة يعتبر الرجل الأقوى والدينمو المحرك لكل أنشطة المجلس والراسم الأول لسياسته.
Arabicpress / 
