البحث عن الحرية
2:41:41 AM 2019-03-29 منذ : 2068 يوم
البحث عن الحرية
الجنوب تحرر من قبضة عصابات آل الأحمر وأتباعهم وأصبح بين أيدي أبنائه الذين يبحثون عن الحرية ...الحرية التي يبحث عنها البعض ليست حرية وطن والسيطرة على الأرض والثروات والقرار .
ولكنهم مازالوا يبحثون عن الانعتاق الفكري والتخلص من التبعية فيخرجون من دهليز التبعية إلى دهليز تبعية أظلم .
محاولة الظهور بمظهر السيد الحر لا يستطيع إي شخص أن يبلغها مالم يكن بالأصل سيد نفسه وسيد قراره وفكرة .
مسألة إن أكون تحت الأضواء الكاشفة وفلاشات الكيمرات أمر بسيط بأمكان أي شخص إن يصبح نجم الأضواء ولكن هناك فرق بين أن تكون تمتلك الأهلية وبين أن تكون مسلوب مسير تابع حتى وإن كنت قد بلغت منصب السيادة العليا تقراء ما يملى عليك ومتقيد بنص سيناريو المسرحية وتتقمص دور الشخصية كما رسمها الكاتب والمخرج وبين أن تكون أنت الأمر والناهي مالئ منصبك إو مكانك بجدارة .
الفرق هو العقل والفكر والرؤية فأما إن تحرر قيود فكرك فتصبح بهذا العالم شيئ وأما إن تكون لا رأي ولا فكر لك فأنت لا شيئ.
هذا ما يجب إن نبحث عنه إستقلال الفكر والرأي والتخلص من التبعية والإملاء هو الشيئ الذي نتجادل عليه قد تمتلك المال والقوة ولكنك لا تمتلك حرية إتخاذ القرار وبتالي قد تصل إلى أبعد من بوابة المعاشيق ولربما إلى كرسي الرئاسة بسهولة وتضحي ولكن عندما يأتيك الأمر بالتراجع والعودة إلى المطرح الذي أنطلقت منه
قد تجد نفسك يوماً على مقربة من طاولة مستدير ينتظرك ترامب وبوتين وقد هميت أن تسحب كرسيك للجلوس والتحدث معهم ولكن حينما تجد ورقة مكتوب عليها تحدث بكذا وكذا فقط كم تشعر بمرارة وقزومية شخصيتك وتدرك أنك فقط تؤدي دور في مسرحية كمبارس وليس بطل .
مريرة جداً التراجع والأنسحاب وأنت قاب قوسين من النصر وقد أشهرت سيفك تقطع عنق عدوك فيقال لك أنسحب وأغمد سيفك .
مريرة جداً أن تقبض على مهرب مخدرات أو أرهابي كبير أو فاسد أو عدو فيأتيك أمر دعه وأعمل له تحية وسلام ورافقة إلى مطرح مبتقاه ووفر له الحراسة والحماية وهو الذي قتل أبيك وأفسد أبنك بالمخدرات وهدم بيتك نعم مريرة جدا أن تطلقه من قبضتك وتعتذر له وتحرسه تراه متبختر أمامك.
الحرية الذي ينشدها الأحرار ليست حرية التحرر من جدران السجون الحرية المنشودة هي حرية الفكر وتحرير العقل من السيطرة عليه والهيمنة الأملائية بحيث لا تستيطع أن تسأل لماذا؟ ..شاقة تلك الحرية