الأنامل الرشيقة
9:58:21 AM 2019-05-01 منذ : 2035 يوم
الأنامل الرشيقة
تعودنا في كل عام بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم أو أعياد المسلمين أو عندما تحتدم الجبهات وتزئر الأسود تتسلل الأنامل الرشيقة لتقطع وسائل التواصل فنفقد التواصل وتتبع الأخبار وتلقي التهاني والتبريكات ويجد أهلي الخير صعوبة في تبليغ خيرات ربهم إلى أهلهم وذويهم .
أنها مواقيت مدروسة بلاشك وليست مرة أو مرتين بل تتكرر وتتناسق مع هذه المناسبات والأحداث .
العلم عند من عنده علم الغيب ويعلم بخائنة الأعين وما تكنه الصدور بالقصد والهدف من وراء تلك الأعمال إلا إنسانية وإلا وطنية وإلا إخلاقية .
لإن الفعل الذي يتم بالقطع لا تراه الأعين ويحتاج إلى أجهزة خاصة لمعرفة مكان القطع .
على قول القمندان
( قتلني والقضاء براه
لأن الفعل ذي أجراه
بلا قارح ولا دخان )
المشكلة أنك عندما تتعرف على الفاعل بطريقة إستخبارتية سريه تندل عليه ممن يحلفك يمين بأن لا تفصح باسمه خوفاً من إنتقام عنتر زمانه وتواجه الفاعل يشتط غضباً ويصيح بأعلى صوته ويرجع الخبر سياسي وقضية وطنية وأن أصحاب الإتصالات سرق وفسده .
طيب وهل الحل هو قطع وتخريب أسلاك الهواتف والنت لا تجد الجواب ولا يعتذر .
تبحث وتجد أن ذو الأنامل الرشيقة أشتط غضباً لأن النت ضعيف ولم يتمكن من تنزيل مقطع فيديوا أو فيلم يغذي شهوته بذلك المقطع .
الفاعل مجرم بحق تنطبق عليه صفة الأجرام كقاطع الطريق .
وإذا صدق قولنا فانه يفعلها بأمر وخصوصا عندما تكون الجبهات مشتعلة في بلد كله جبهات وهذا يدخل فينا الشك والريب في صحوة خلية تنام النهار وتسهر الليل
تراها في حالة فقدان الوعي والعقل .
على الأقل يا قاطع يا مخرب لا تبرر فعلك بقضية الوطن والجنوب وتقذف غيرك بالفساد والسرقة وأنت قاطع مخرب فجزاء الفاسد السجن والتعزير وجزاء السارق قطع اليد ولكن جزاء المخرب وقاطع الطريق الصلب وقطع يد ورجل من خلاف حداً وشرعاً .
محاربة الفساد بالصلاح
محاربة الجهل بالعلم
محاربة الفقر بالعمل
محاربة المرض بالطب
هناك طرق كثيرة حضارية وأخلاقية ودينية إذا تمسكنا بها لقضينا على الفاسد والسارق وما إلى ذلك .
وطن الغد الأفضل يبني من الأن بالمحافظة على الممتلكات العامة وصيانتها وعدم العبث فيها .
الأوطان تبنى بالأخلاق اولاً قبل المال وتتحرر الأوطان بالأخلاق والعلم قبل السلاح أفشوا السلام تأمنوا وتسلموا
وصف الرسول صل الله عليه وسلم المسلم بقوله
( المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ) إيجاز يكفي عن مائة مجلد وملايين والدروس والمحاضرات .
إيها الناس السكوت والتستر عن الفاعل كالفاعل بذاته .
والله الموفق