هل يمكن أن نصنع امرأة ريادية في مجتمع قمعي؟،
12:57:45 PM 2019-03-26 منذ : 2071 يوم
هل يمكن أن نصنع امرأة ريادية في مجتمع قمعي؟،
نحن النساء نصف المجتمع واساس بنائه السليم.
في الوقت الراهن نرى جميع المؤشرات والوقائع تعطي صورة نمطية واحدة عن المرأة العربية كونها الشخص المهدور العاجز والمسير والمغلوب على امره في المجتمع، بالتأكيد لكل قاعدة استثناء، لكن السؤال الجوهري هو هل ان المرأة العربية مضطهدة ومغيبة بسبب طبيعة المجتمع والظروف المحيطة بها فقط؟ أم هناك أسباب أخرى جزء منها يقع على عاتق المرأة نفسها؟، الإجابة على السؤال تنهل من طرفي المشكلة قد يكون للمجتمع الذكوري المتسلط بصمات في قمع المرأة وكبح طموحاتها، إلا إنّ المرأة نفسها لو تحدت سدود الإحباط وشوائك طريق النجاح ومدت جسور الأمل والعمل لكانت الصورة الحقيقية لها هي المرأة الريادية الناجعة.
وهذا ما يدفعنا لتساؤل آخر هل يمكن إن نصنع امرأة ريادية في مجتمع قمعي؟، تؤكد دراسات التنمية البشرية إن دعم النساء في الحصول على العمل والتعاون معهن في تطوير ذاتهن من خلال مفاتيح النمو الفكري والاجتماعي، عوامل تساعد على تقليص فجوة التفاوت بين النساء والرجال في المجتمعات الذكورية كالمجتمع العربي بشكل عام، بل تساهم في الحد من مستويات البطالة وتفيد في زيادة الإنتاج القومي وبهذا يمكن إن تتحول المرأة في المجتمع من فرد خامل إلى فرد نشيط بل نموذج ورائد في المجتمع وأكبر دليل على هذا تجربتي الصين والبرازيل.
يرى خبراء في الاقتصاد أن دور المرأة في العمل يشكل عنصر أمان اقتصادي حقيقي في العالم، حيث يساعد على تنمية الاقتصاد وزيادة الدخل القومي السنوي، وإن مشاركة المرأة للرجل في العمل باتت من ضروريات الحياة الملحة من أجل تأمين حياة معيشية كريمة لأسرهم، لأن من الصعب جداً إن يحمل الرجل كل أمور الحياة بمفرده لكون الحياة أصبحت يوماً بعد الآخر شاقة بدرجة كبيرة.
لماذا يجب إن تكون المرأة ريادية، إن فكرة الريادة مبنية على الإبداع والابتكار وإنشاء مشروع جديد يكون الشخص الريادي هو المدير له وهو المتحكم الأول والأخير بكل نتائجه وبكل مخاطره، فالعالم المتأزم اليوم على الرغم من تطور بعض الدول فيه إلا إن واقع المرأة في مجتمعنا يتطلب منها أن تصبح ريادية، وبالرغم من ضعف مشاركة النساء في عالم الريادة بسبب النظرة السلبية للمرأة في المجتمع العربي وما اسهم به الإعلام الهابط والعادات والتقاليد غير الحضارية والقيود القسرية على حرية الإبداع لدى المرأة، إلا إن المرأة اذا تسلحت بعوامل الفكر والإيجابية والإرادة والطموح يمكنها أن تصبح ريادية، فالريادة ليست شيئا خارقا أو من وحي الخيال هي ببساط جهد إداعي يترجم الأفكار إلى واقع بالابتكار.
من منا لا يفخر بأمه أو اخته او زوجته أو ابنته عندما تكون رائدة أعمال ناجحة، فالريادة لا تحتاج إلى الكثير من الأموال وإنما تحتاج إلى الكثير من الأفكار ومن ثم ترجمة هذه الأفكار وتحولها إلى واقع ملموس بخطوة واحدة فقط جادة وحقيقية، فكل ماركة تجارية مسجلة معروفة لدى الجميع وابهرت العالم ما كانت الا مجرد فكرة وأصحابها كانوا أناس عاديين جداً والريادة ليست موهبة يمتلكها فرد دون آخر وإنما متاحة للجميع فقط تحتاج إلى مثابرة وجهد واتخاذ خطوة جادة باتجاه التحول من اللاشيء إلى الشيء.
لذا وجب أن تعمل المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني على مساعدة النساء بالشكل المناسب في تحقيق طموحاتهن كي تؤمن لهن مستوى معيشي جيد وإثبات قدرتهن على العمل والقيادة لتحقيق ذاتهن.
______
تقديم الإعلامي:بسام العريان -عمان الأردن