مصر والسعودية.. رؤية وطنية
2:21:32 PM 2019-11-05 منذ : 1846 يوم
مصر والسعودية.. رؤية وطنية
تاريخ مشترك، ولغة واحدة، وثقافة مترابطة، ومصير واحد، ومواجهة أخطار وإرساء دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة، هكذا رسمت معادلات كيمياء التوافق والمحبة تفاصيل العلاقة الأبدية بين المملكة العربية السعودية ومصر.. ولكن يرى خبراء الخيانة وأنصار أجندات التضليل، وتعكير صفو علاقات الود والتضامن هؤلاء السائرون في طريق شق الصف أن رصيد العلاقات الأخوية بين البلدين أوشك على النفاذ.. فهل هذا صحيح؟!
الإجابة: ببساطة تناسى عن عند وعمد هؤلاء الذين عقولهم مستباحة لكل من هب ودب أن تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية والتعاون العسكري والاقتصادي وتبادل الآراء والخبرات والمعلومات، مستمر.. ولم لا؟!.. فأمن المملكة من أمن المحروسة.. وحماية وحدة صف النسيج العربي والإسلامي بكامل مكوناته هدف مشترك في ضوء الرؤية الوطنية الواعية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والسيد رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي.. وهذا مكمن وسر القوة الحقيقة للعلاقات المصرية السعودية بحسب رؤيتي.
دعوني أقدم رصدًا وتفسيرًا لمدى الترابط فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فوفقا لتقرير نشره موقع الهيئة العامة للاستعلامات، بلغ حجم صادرات مصر للسعودية خلال عام 2017، بلغت 1.5 مليار دولار، تحتل السعودية المركز الرابع سنوياً من حيث ارتفاع قيمة الصادرات المصرية.
وتمثلت أهم صادرات مصر للسعودية خلال 2017، فى تصدير فواكه وأثمار وخضروات، علاوة على، تصدير آلات وأجهزة كهربائية، ومنتجات صيدلة، وأيضاً حديد وصلب.
كما يؤكد التقرير أن المملكة تستحوذ على 6% من إجمالى الصادرات المصرية سنوياً، أما إجمالى حجم التبادل التجارى بين البلدين، فبلغ 5.577 مليار دولار، منها 4.034 مليار دولار واردات.. وهنا تؤكد الأرقام أن كل من البلدين كان للآخر السند والصديق.
وفي تقرير حديث قال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري إن صافي الاستثمارات السعودية في مصر سجل 125.5 مليون دولار خلال الربع الثاني من عام 2018-2019، مقابل 87.1 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي.. وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 1.2 مليار دولار خلال أول شهرين من عام 2019 .
ويعد ملف العمالة المصرية في السعودية بحسب تقرير الهيئة العامة للاستعلامات من أهم الملفات المهمة على صعيد العلاقة بين الدولتين، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن أعداد المصريين العاملين بالمملكة يُقدر بحوالى 8.1 مليون مصرى، في حين تشير تقديرات أخرى غير رسمية إلى أن هذا العدد يزيد عن ثلاثة ملايين مصرى.
وبشكل عام تمثل العمالة المصرية رقمًا مهمًا على قائمة الأجانب العاملين في السعودية، وينتشر المصريون في كافة مناطق وأرجاء المملكة، كما يشغل العاملون المصريون قطاعات حيوية مهمة، منها على سبيل المثال الصيدلة والطب والمحاسبة والتعليم والإنشاءات والمقاولات.
والسؤال الآن.. هل نمنح سهام الشائعات والتشكيك وإعلام الفوضى وبث سموم الفتنة بين المملكة ومصر الشرعية أم نسير على نهج قادة البلدين في التعمير والبناء ليزيد سمك جدار الثقة والمصداقية بينهما متانة؟!