المعنى السياسي لمظاهرات الإيرانيين في واشنطن
9:08:08 PM 2019-06-28 منذ : 1977 يوم
المعنى السياسي لمظاهرات الإيرانيين في واشنطن
في أعقاب عقد الإيرانيين للمظاهرات الضخمة والعظيمة في تاريخ ١٥ يونيو في بروكسل، تم عقد مظاهرة منظمة وواسعة بتاريخ 21 يونيو في واشنطن أمام مبنى وزارة الخارجية الأمريكية.
لقد كان لمظاهرات الإيرانيين في واشنطن انعكاسات كبيرة على وسائل الإعلام. الأبعاد الكمية للمظاهرات من جهة ونوعية وجودة المتحدثين من جهة أخرى، عكست وعي الإيرانيين وردهم على دعوات بديلهم الديمقراطي ذو الشعبية الواسعة لديهم أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وقد تحدث في هذه المظاهرات عدد من الشخصيات والممثلين البرلمانيين الأمريكيين ومن بينهم براد شيرمن وماك كلينتاك والسيناتور روبرت توريسلي والعمدة بيل ريتشاردسون سفير أمريكا سابقا في الأمم المتحدة والجنرال جاك كين نائب رئيس هيئة الجيش الأمريكي.
وقد أدان الإيرانيون الذين قدموا من مختلف الولايات الأمريكية الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان وسياسة نشر الحروب والإرهاب التي يتبعها نظام الملالي وأعلنوا دعمهم للمقاومة الإيرانية ومريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة وأيضا لمعاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة.
إن أهمية مظاهرات بروكسل والمظاهرات التي تلتها في واشنطن هي بسبب الموقف الحالي الخطير وميزان القوى الحالي الموجود بين المقاومة الإيرانية والنظام الحاكم في إيران.
وإذا أردنا أن نبحث في مظاهرات واشنطن وخطب ومطالب الإيرانيين المتجمعين هنا، يجب الإشارة لعدة نقاط مهمة:
أولا: بعد مظاهرات الإيرانيين في بروكسل والاستعداد وعقد المظاهرات في مدة قصيرة هو علامة على المقدرة والقوة وانسجام المقاومة الوطنية مع التنظيم.
قوة تظهر أصالة هذا البديل بشكل واضح.
ثانيا: سواء كانت مظاهرات بروكسل أو مظاهرات واشنطن أو أي مظاهرة تعقد من قبل الإيرانيين خارج إيران بتنظيم من المقاومة الإيرانية، فإنها بلا شك تمثل المطلب المشترك لملايين الإيرانيين في داخل إيران. ذاك المطلب الذي تتمحور كلمته الأساسية على التغيير الكبير أي نفي نظام ولاية الفقيه بشكل كامل.
ثالثا: إن هذه المظاهرات تظهر علامات الدبلوماسية البراقة للمقاومة الإيرانية في خلق تغيير في ميزان القوى العالمي لصالح الشعب الإيراني. إن دبلوماسية المقاومة الإيرانية هي بالاعتماد على ذاتها في خضم معادلات عالم السياسة الغامضة. هذه الدبلوماسية سعت من خلال مؤشرين هما الاستقلال وحرية إيران إلى هداية وتوجيه ضمير ووعي البشرية في جميع أنحاء العالم إلى جانب المصالح الوطنية والتاريخية لإيران. إن النجاحات التي لا يمكن كتمانها لهذه المقاومة يمكن اعتبارها في تشكيل جبهة عالمية ضد نظام ولاية الفقيه ولوبياته المتماشية معه. مظاهرات بروكسل وواشنطن هي من بين النجاحات البراقة لذات الدبلوماسية.
رابعا: لقد أظهرت مظاهرات واشنطن مدى قوة البديل الديمقراطي المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة ومجاهدي خلق. والاستجابة الشاملة والواسعة للإيرانيين لهذه الدعوة السياسية من بروكسل حتى واشنطن تثبت هذه الحقيقة بأن هناك بديلا حقيقا ومتواجدا حاليا في المشهد السياسي ويتمتع بجميع المواصفات الضرورية لأي بديل لائق وهو متاح للإيرانيين جميعا.
الإيرانيون أينما كانوا في العالم مع حضورهم الفعال ودعمهم لموقف المقاومة الإيرانية ومشاريعها وبرامجها ومن بينها برنامج المواد العشر الخاص بالسيدة مريم رجوي، جميعهم يمثلون المطلب المحق المتمثل في إسقاط نظام الملالي.
هؤلاء عقدوا عزمهم بقوة حتى الإسقاط التام والكامل لنظام ولاية الفقيه السفاح الحاكم من خلال الاتحاد والتضامن وتحمل جميع الضغوطات والآلام الناجمة عن التغرب وألم اللجوء. ولذلك لا تجهدهم يهتمون بالتعب أو الانزعاج والبرد والحر وبكل طاقة وعنفوان يقتحمون المآزق مشتاقين لتحرير وحرية وطنهم.
هكذا تدق طبول الحرية في جميع أنحاء العالم بالأيادي المقتدرة للشعب والمقاومة الإيرانية وتدعو كل الضمائر الحية للتضامن والدعم.
وفي رد على هذه الدعوة جاءت كل الخطب من بروكسل وحتى واشنطن بصوت واحد بأننا مع الشعب والمقاومة الإيرانية من أجل إسقاط الفاشية الحاكمة في إيران.
وفي هذا الصدد كان موقف نائب الرئيس الأمريكي في تاريخ ٢٣ يونيو لافتا للانتباه حيث قال:
إنما نريد تنفيذه هو الوقوف لجانب الشعب الإيراني الذي تجمع الآلاف منهم يوم الجمعة ٢١ يونيو أمام البيت الأبيض وتدفق عشرات الآلاف منهم للشوارع في العام الماضي. نحن نريد أن نقف لجانبهم لرؤية إيران لها مستقبل باهر. (تلفزيون سي بي اس ٢٣ يونيو ٢٠١٩)
الحقيقة هي أنه طوال الأربعين عاما الماضية كان نظام ولاية الفقيه الفاشي في حرب وأزمة مستمرة مع الشعب الإيراني والعالم.
إن تجربة الأربعين عاما الماضية تثبت أن نظام ولاية الفقيه فاقد لأي قدرة على الإصلاح وتغيير السلوك وخامنئي أكد مرات عدة بأن تغيير سلوك النظام يوافق سقوط وتغيير هذا النظام.