سَـيّــدَتي بَـغــداد
3:16:06 PM 2019-06-03 منذ : 2002 يوم
سَـيّــدَتي بَـغــداد
السويد(عرب برس):-يقول الشاعر"فاضل صَبّار البياتي إنّ قصيدته"إلى حُبي العراق ولكل من في العراق، الى بغداد المُتيّم حُباً فيها، والتي تَسكنني في حِلّـي وترحالي.... أُناجِـيها اليوم من مدينتي الرائعة ألجَميلة ستوكهولم.
سَـيّــدَتي بَـغــداد
تَهمسُ لي ...تَسألني
هل كُنتَ هناك ؟
هل عُدتَ أليها في ألأحلام؟
*
أصّحو غَفلة
مَفزوعاً مِن حُلُمي
مع أن الحلمَ جميل
أحلمُ أنيّ عُدتُ أليكَ ياوطني
ولكن في زمنِ التَقتيل
*
أَصّغي
وَيُصغي قَلبيَّ سَيدَتي
لصَوتكِ مَجُّروحاّ يأتيني ألآن
ياأنتَ...
عَجَّلتَ خُطاكَ الى المَنفى
فَخَسرتَ جُلَّ شُموعِ العمرِ
في تَيهِ الغربةِ والنِسيان..
يا كَهلاً
غادَرتَ فتىً عَنّي
ما أحسبُ أنكَ مازلتَ فتى ألان
*
رذاذُ الثلجِ يَهوي كَثيفاً كالقطن
يَتراقصُ ويَميل
نَورس فضيّ
يَحطُ قَربَ زجاجِ نافذتي..
يَنظرُ نَحوي وَيُطيل
ثُمَّ يَطير..
يَتحدى البَرد القارِس بِبهاء
يَتركُني أتسأل
- ما بال هذا النورسُ العاشقُ للدفءِ
يُغرم بِصقيعِ شتاء!
*
رذاذُ الثلجِ يُداعبُ زجاجَ الشباك
وستوكهولم تعويذة شقراء مفعمة بالحب
وملاك
لحنٌ روحاني
يُرتّلهُ آلهة أساطير الفايكينغ
وستوكهولم ُ فاتنةٌ تَغفوعلى صدري
أمنَحها..تَمنحني
ثقةً ووفاء
هياماً..دفئأ..وحنان.
تَهمسُ لي ....تَسألني وتَبتَسِمُ
هل عُدتَ هناك ؟
إلى بغداد...؟
*
ياهذا ألحائِر.. ياهذا الطائر
ياهذا المُنتَظِر الشَيخُّوخَة
ياهذا الباحِثُ عَن أمجاد
صارِحَني إذّ مازِلتَ جَريئأ
وأنتَ بَعيد عني
عَن بغداد
وَلو بِلحظَةَ ثمل
تَهُربُ فيها مِن عَلّقَمِ مَنفاك
إلى مَنفى السَخطِ والهَذيان
صَرّح ليّ عَن فَوزِكَ يا وَلَدي
عَن كُلِ فَداحَةِ خِسرانك
وأيّ مُراد
*
رَجلٌ يَتَمرّد...حَيٌّ يَتمرّد بِعناد
يَشتاقُ الى المهدِ أو اللحدِ
لا فَرق
أن يبقى أولايبقى
لا فَرق
أن يَختار
أولا يَختار
لا فَرق
لكن لايعرفُ خذلان
وبذا صارَ عليهِ أن يرحل دون متاع
فَتياً مازالتُ أنا..لا يُهزم
مُكابر..جَلِدٌ .. وشُجاع
و ماضاع ...
إن كُنتِ تظني ضاع
فألعشقُ أليكِ سَيدتي مازالَ هو العشق
يابغداد.
*
أعوام تتلوها أعوام ...
صَقر مَصْلوب عَلى لَوحِ ألغُربَة
صَقرٌ يَتَدفّقُ في دَمِهِ ألنَهرين أَنا
يَنتَحِرُ يَومِياً بالمَجّان...
أَستيقظُ من كابوسيَ مَحضُ جَسَدٍ
وَروحي هُناك ..
في كلِ زاوية
ومنعطفٍ عَزاءٌ وَحِداد.
أعوام تتلوها أعوام ... أصحو مِن حُلمي ...أتاملُ وَطني.
قشّة فوقَ جَمرِ رَماد.
*
طُوبى دار السلام، بل وأسفاه..لم تَنعَمي بسلام
أيا بغداد.. أيا مالكةً ذاكرتي بِرمتها
أيا بغداد مَولاتي
تُعاتبُني أُعتَابُها.. صَمتاً دونَ كلام.
يا ساكنةً بدمي، وانتِ دمي
أيا مَعبد إيماني، إذ صِرتُ أُصلّي فيهِ عَن بُعد
مِن المَنفى
لا في المِحراب..