عدن(مركز عدن للإعلام):من وقت مبكر، لم يقف تحالف دعم الشرعية الذي تقوده المملكة العربية السعودية لإنهاء التمرد الحوثي في اليمن، على الصعيد العسكري فقط، بل ذهب إلى دعم التنمية بالمحافظات اليمنية المحررة، من باب إنساني وأخلاقي تجاه اشقائهم اليمنيين.
ومن بوابة اليمن الشرقية تحديداً وهي محافظة المهرة كان للمملكة العربية السعودية دوراً بارزاً في قطع أياد التهريب، إذ أفضى الدعم والتواجد السعودي بالمحافظة إلى إنحسار تهريب الأسلحة لجماعة الحوثيين الانقلابية، كما ساهم في تنمية المحافظة.
يؤكد سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر إن المهرة ممر رئيس لتهريب المخدرات والسلاح إلى اليمن، حيث تنتشر شبكات التهريب، في ظل وجود مساحات مفتوحة على بحر العرب، من دون وجود أي قوات لخفر السواحل أو جهة قادرة على ضبط هذه المساحات، ما مكّن إيران و«حزب الله» من استغلال ذلك في دعم الميليشيات الحوثية، مستعينة بشبكات تهريب محلية، ما تسبب في إطالة أمد الحرب.
وبين آل جابر أن حكومة الشرعية استعانت بالتحالف لمساعدتها في بناء وتدريب قدرات خفر السواحل، والمساعدة في مكافحة أعمال التهريب والإرهاب، مبدية خبرتها بأن من أسباب التهريب عدم وجود تنمية في المهرة، ولذلك بدأت المملكة عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، في دعم توجه الحكومة الشرعية لتنفيذ مشروعات مختلفة في البنية التحتية، التي افتتحها الرئيس عبدربه منصور هادي.
مشاريع بدعم سعودي
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي ومعه السفير السعودي المشرف على البرنامج السعودي لإعمار اليمن، محمد آل جابر، وضع حجر الأساس لحزمة من المشاريع التنموية بقيمة تفوق 133 مليون دولار، بتمويل سعودي، بمحافظة المهرة.
ومن بين المشاريع التنموية التي مولتها السعودية، مدينة الملك سلمان التعليمية والطبية، وجامعة ومستشفى المهرة، وإنشاء وتأهيل محطة كهرباء الغيضة، وإعادة تأهيل مطار الغيضة للطيران المدني، وكذا تحسين وتطوير وزيادة قدرات ميناء نشطون.
كما دعمت المملكة العربية السعودية محافظة المهرة بدفعة من الحراثات الزراعية دعماً للقطاع الزراعي، وكذا قدمت آليات عسكرية لقوات الأمن.
وأبان ضرب إعصار لبان محافظة المهرة العام الماضي كانت المملكة خير سند لأبناء المحافظة، حيث أنشأت جسرا جويا وبريا إغاثي دعمت من خلاله المنكوبين من الإعصار بالإيواء والغذاء، كما عمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على فتح الطرقات وإصلاح شبكات الكهرباء.
تأييد
يقول الصحفي كمال السلامي في تصريح خاص، إن السعودي كبلد جار لليمن، ودولة محورية في دعم الشرعية، لا شك أن جهودها لدعم التنمية ومواجهة الانقلاب بكل الأشكال مطلوب ومرحب به، على الأقل من قبل الحكومة اليمنية.
واضاف السلامي: في المهرة نسمع كثيرا عن مشاريع يجري دعمها وتمويلها من قبل السعودية، وهذا أمر طيب، ولا شك أن مسألة التهريب، من القضايا المؤرقة لليمنيين، حكومة وشعبا، كونها تمثل عقبة أمام حسم الصراع.
العيسائي: تدخل السعودية في اليمن هام لأنها تمثل قيادة الجزيرة العربية
إلى ذلك، رأى الصحفي فضل العيسائي في تصرح خاص، إن تدخل السعودية في اليمن بشكل عام، جاء وفقاً لحالة اضطراب شامل من جهة اليمن ووفق القانون الدولي، في إعادة الشرعية عقب الانقلاب الذي جرى من خلال رؤية إيرانية تجاه المنطقة برمتها ، مشيراً إلى أن السعودية تدخلت في البلاد بشكل شرعي وبطلب من الرئاسة والحكومة اليمنية وهذه صفة ترفع عن السعودية الشبهة.
ولفت العيسائي، أن السعودية تمثل قيادة الجزيرة العربية وعاصمة القرار في شبه الجزيرة العربية ومن حقها علينا حماية محيطها العربي في ظل الأطماع التي برزت تجاه المنطقة، معتبراً تدخلها في اليمن هاماً جداً لأنها تُعتبر الروح العربية وتعمل لصالح العام، قائلا: يفترض أن نعمل جميعاً نحو الدخول في عضوية مجلس التعاون الخليجي لأنه مكمن قوتنا.
وكان الشيخ راجح سعيد باكريت محافظ محافظة المهرة اكد في تصريحات سابقة إنّ السعودية مولت مشاريع تنموية بالمحافظة واشاد بجهود المملكة على ماتبذله في دعم البنية التحتية بشتئ الجوانب الخدمية.
موقف مشرف
بالتزامن مع ذلك يرى مراقبون بان التدخل السعودي في اليمن كان موقفا مشرفاً للمملكة العربية السعودية، مشيرين إلى إنّ المملكة لم تتأخر عن واجبها تجاه البلاد في حين طلب الرئيس هادي تدخلها لقطع التمدد الإيراني.
يذكر إنّ المملكة العربية السعودية قدمت - وماتزال - تقدم الدعم للشعب اليمني على الصعيد العسكري والتنموي، في سبيل إنهاء التمرد الحوثي وإعادة اليمن إلى الحضن العربي واستعادة أمنه واستقراره.