أقامت سفارة المملكة لدى الأردن ورشة عمل بعنوان"جهود المملكة العربية السعودية في نبذ خطاب الكراهية والدعوة للتسامح والاعتدال اليوم الاثنين بمشاركة نخب إعلامية وسياسية أردنية.
وجاء عقد ورشة العمل(عملاً)بما جاء في تغريدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عبر حسابه في توتير والتي دعى فيها المجتمع الدولي بعد العمل الإرهابي في نيوزلندا لمواجهة خطابات الكراهية والإرهاب، والتي لا تقرها الأديان ولا قيم التعايش بين الشعوب.
وافتتح ورشة العمل نيابة عن سمو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الأمير خالد بن فيصل بن تركي، نائب رئيس البعثة الأستاذ محمد بن عبدالعزيز العتيق والذي أوضح ما تقوم به المملكة من نبذ لخطابات الكراهية ودعوتها للتسامح بجانب أشقائها من الدول العربية، والتي تعتبر فيه المملكة رائدة في نشر مبادئ الوسطية والاعتدال وتحارب فيه التطرف والعنف، وتساهم بتعزيز ثقافة الحوار ونبذ لخطاب الكراهية.
وقال وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة،إنّ التطرف فعل عقلي ناتج عن فهم مشوه وغير سوي لنصوص شرعيه أو أحداث، مشيرا الى ان سوء منتجات التطرف هو الإرهاب الذي يستهدف حق الانسان في حياه طبيعة امنه يمارس فيها حياته وعبادته.
وأشار في ورقة العمل التي قدمها، إلى إن التطرف مهما كان شكله ومصادره ومبرراته احتكار للحقيقة والدين، مبيناً إنّ التنظيمات الإرهابية التي أكتوت الأمّ’ بأفعالها ترى أنها الوحيدة التي تمثل الدين وان أفعالها من إجرام وقتل حتى داخل المساجد هي عبادات تتقرب بها إلى الله تعالى.
وأضاف"إنّ فكرة التسامح ليست ضمن مفاهيم أهل الإرهاب والتطرف، مستعرضاً معاناة المملكة والأردن من التطرف والإرهاب، الأمر الذي جعلهما من أكثر من تعامل مع هذا الوباء الفكري والعقلي بجدية، فكانت الحرب على التطرف حرب الانتصار للإسلام وحقه على المسلمين إن تكون صورته كريمة حقيقيه لاتشوهها أفعال البعض.
وشدد على إنّ المعركة ضد الإرهاب والتطرف أيضاً معركة حق الإنسان أنّ يعيش حياة طبيعية يأمن فيها على بيته وأطفاله وأعماله، الأمر الذي يتطلب أن تكون المعركة شاملة فكرية وأمنية وعسكرية.
وأكد على دور الإعلام الذي يحتاج إلى مضمون قوي وعميق قادر على مواجهه التضليل الذي تبثه هذه التنظيمات، بعيداً عن الاستغراق في شتم التطرف دون مواجهه مضمونه.
بدوره، تنقل عضو مجلس الأعيان الأردني العين صخر دودين في ورقه العمل التي قدمها، بين كلمات ومواقف لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-والعاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، من خلال تسليط الضوء على بعض تغريداتهما، وكذلك التعريج على اجزاء من خطابات كل منهما، والتركيز على تشابه منطق الخطابين وعقلانية في نبذ المملكتين لخطاب الكراهية ومحاربتهما للتطرف والعنف.
كما ركز على دور المثقفين في البلدين في التعرض لموضوع خطاب الكراهية وفلسفتها ونبذ التطرف والعنف.
واستشهد بكتاب فلسفة الكراهية للكاتب السعودي راشد المبارك، وخطاب الكراهية لرئيس وزراء الاْردن الأسبق سعد جمعة.
كما أشار دودين لجهود المملكتين في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف من خلال إقامة مراكز دولية ومحلية وإطلاق المبادرات التي تبين مبادئ الدين الإسلامي النبيلة والمتسامحة، والتي تسعى لبناء مسيرة الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المتنوعة وتعزيز ثقافة احترام قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب.
من جهته، استعرض رئيس تحرير صحيفة الدستور الأردنية اليومية مصطفى ريالات، دور المملكة العربية السعودية في مكافحة الفكر المتطرف، من خلال تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار كأول منظمة دولية تعمل على تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساعدة صانعي السياسات في بناء السلام والتعايش السلمي تحت مظلة المواطنة المشتركة في عام 2012م، ومناطق عمل المركز.
كما تطرق في ورقه العمل التي قدمها، إلى تأسيس مركز "اعتدال" في المملكة والذي يعني بالمشاركة في جهد موحدٍ لمحاربة التطرف عبر الإنترنت، ومحاور عمل المركز.
وتناول المبادرات التي تبنتها المملكة لتعزيز اعتدال الخطاب الديني في البلاد، وأنشأها لمعهدين حكوميين لمواجهة الفِكر المتطرف، واطلاق حملات توعية عامة، وتوسيعها لقانون مكافحة الإرهاب في عام 2014م وعام 2017م، وافتتاح مركزا للحرب الإيديولوجية داخل وزارة الدفاع، يعمل على مواجهة الروايات المقدمة من قبل المنظمات الإرهابية.
واستعرض"دور الصحف ووسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في مواجهه خطاب الكراهية ونبذ العنف.
ودعا"إلى ضرورة إيجاد قاموس لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز ثقافة الحوار والاختلاف وقبول الآخر بالتوازي مع الإصلاح على المستويات، بالإضافة الى تطوير الأدوات القانونية وتفعيل القانون للتصدي لخطاب الكراهية.
وفي نهاية الورشة دار نقاش موسع ومداخلات بين المشاركين، أكدت على ضرورة مواجهه خطاب الكراهية ونبذ العنف، وأهمية نشر مبادئ الوسطية والاعتدال، والمساهمة بتعزيز ثقافة الحوار ونبذ لخطاب الكراهية.