(وكالات):تظاهر آلاف المحتجين من حركة “السترات الصفراء” اليوم في شوارع العاصمة الفرنسية باريس وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الحكومة في حين اعتقلت الشرطة أكثر من 70 شخصا.
وذكرت وسائل إعلام أن الشرطة الفرنسية اعتقلت أكثر من 70 شخصا اليوم على خلفية الاحتجاجات في البلاد منهم 51 في باريس و 20 آخرون في مدينة نيس الساحلية جنوب البلاد.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة ماكرون وتحسين القدرة الشرائية في البلاد وضمان حرية التعبير وحقوق المتظاهرين الجرحى وتندد بعنف الشرطة.
وكانت الشرطة الفرنسية نشرت في وقت سابق اليوم تعزيزات وسط العاصمة باريس ومدن أخرى استعدادا لمواجهة التظاهرات التي ينظمها محتجو”السترات الصفراء” للأسبوع التاسع عشر على التوالي احتجاجا على السياسات الاجتماعية الاقتصادية لحكومة الرئيس الفرنسي.
المحتجون الذين منعوا من التجمع في جادة الشانزليزيه فى باريس بدؤوا بالتجمع فى مناطق أخرى من المدينة وغيرها من المدن الفرنسية في الوقت الذي استدعت فيه حكومة ماكرون وحدات من الجيش لمواجهة الاحتجاجات فيما أطلق عليها اسم “عملية سنتنيال” في حين أصدرت السلطات الفرنسية قرارات بمنع التظاهر في مدن أخرى فى البلاد مثل تولوز وبوردو ونيس.
ونددت رابطة حقوق الإنسان الفرنسية بتلك القرارات مؤكدة أنها تشكل تعديا خطيرا جديدا على حرية التظاهر وتقدمت بشكوى إلى مجلس الدولة أعلى سلطة قضائية إدارية في فرنسا.
وتوعد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير بعدم التسامح التام مع من وصفهم بـ المخربين ودعا محافظ باريس الجديد إلى تطبيق التعليمات بلا تردد وبصورة كاملة وقبل أيام هدد رئيس الوزراء الفرنسي أدوارد فيليب بحظر أي احتجاج شعبي مناهض للحكومة وللرئيس ماكرون تنظمه حركة “السترات الصفراء” وكان المحتجون تجمعوا السبت الماضي تحت شعار “سبت التعبئة للاحتجاج الكبير” وسط العاصمة الفرنسية باريس ومدن أخرى في رابع شهر من التحركات ومع الانتهاء المرتقب لـ النقاش الكبير الذي دعا إليه ماكرون منتصف كانون الثاني الماضي في محاولة منه لاحتواء الاحتجاجات والاستياء الشعبي لتلبية مطالب المحتجين الذين اعتبروا هذه الدعوات والنقاش مجرد مهزلة وأكدوا أن تعبئتهم مستمرة.
يذكر أن الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد الرئيس الفرنسي وسياساته والتي أطلق عليها اسم السترات الصفراء بدأت في الـ 17 من تشرين الثاني الماضي وسرعان ما انتشرت في كل أنحاء فرنسا كما انتقلت إلى دول أوروبية أخرى وواجهت السلطات الفرنسية هذه الاحتجاجات بقمع مفرط أدى إلى سقوط العديد من الضحايا واعتقال الآلاف.