في بلدة تقع في أقصى شرق نيوزلندة تسمى (مدينة المسيح) وبها أكبر الكنائس كان هناك مسجد يسمى مسجد النور، سموه بذلك لأنه أول مسجد تشرق عليه شمس كل يوم في الأرض، فهو يسبق جميع المساجد في الأذان والصلاة كل يوم. ولما جاءت موجة الابتعاث امتلأ المسجد بالطلبة السعوديين، وصار حضور الروافض في المسجد كثيفا، وتكتلوا مع بني ملتهم من اللبنانيين والهنود والباكستانيين وغيرهم، حتى غلبوا على المسجد بسبب كثرتهم وتنظيمهم،
فما درى أهل السنة إلا والروافض يسيطرون على المسجد، ويعينون له إماما منهم،واعترض أهل السنة ووقعت خصومة شديدة بينهم وصلت للمحاكم النيوزلندية، وحيث إنه لا يوجد مستندات ولا أوراق تثبت أحقية أحد الطرفين بإدارة المسجد والسيطرة عليه فإن المحكمة ستقضي برأي الأكثرية في المسجد، وكان الروافض هم الأكثرية.
أحد الزملاء من الدعاة كان في المدينة آنذاك وعاش أجواء الخصومة على المسجد، وحزن حزنا شديدا لما آل إليه حال المسجد، وقد كان طيلة السنوات السابقة بيد أهل السنة، والآن سيحكم للروافض بالسيطرة عليه، وحاول استنهاض الوزارة والرابطة وجميع المراكز الإسلامية للحصول على أي مستندات تدل على أن المسجد لأهل السنة لكنه لم يظفر بشيء.
حكم المحكمة في أمر المسجد سيكون بعد أسابيع لأن القاضي أمهل الطرفين هذه المدة قبل الحكم لإعطاء فرصة في البحث عن مستندات تثبت ملكية المسجد.
عاد صاحبنا للرياض ونسي موضوع المسجد، وكان مدعوا ذات ليلة في قاعة عرس، وصادف أن الشيخ الرحالة العبودي حاضرا العرس كما صادف أنه جلس بجوار صاحبنا، وبدأ حديث عن رحلات الشيخ وعجائب ما شاهد، فقال له صاحبنا: قد جئت قبل أيام من نيوزلندة، فصار الشيخ العبودي يسأله عن أحوالها والمسلمين فيها، فأخبره بقصة المسجد وما آل إليه أمره، قال له الشيخ العبودي: هذا المسجد أنا بنيته قبل ثلاثين سنة بتكليف من الملك فهد ومستنداته عندي، لم أجد أحدا ثقة أسلمه إياها آنذاك فأخذتها معي.
فرح صاحبنا فرحا شديدا بذلك، واتصل من فوره على الإخوة في نيوزلندة وأخبرهم بالأمر، وأرسل لهم المستندات، فقضت المحكمة بالمسجد لأهل السنة، وطرد منه الروافض شر طردة، حتى لم يسمحوا لهم بالصلاة معهم فيه.. والحمد لله
هو أحد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم الإرهابي وتم اغتييال رواد هذا المسجد اثناء صلاة الجمعة