تشيلي(AFP ):- خضعت تشيلي لحظر تجول لليلة الثالثة تواليا الاثنين مع تزايد التظاهرات العنيفة وأعمال النهب التي أوقعت 12 قتيلاً في مختلف أنحاء البلاد فيما يجمع الرئيس سيباستيان بينيرا الاحزاب السياسية في محاولة لايجاد حل للازمة الاجتماعية.
واندلعت الاحتجاجات أساسا على رفع أسعار رسوم المترو قبل أن تتحول الى غضب ضد الجيش والرئيس بينيرا الذي اقترح مساء الاثنين "عقدا اجتماعياً" يلبي مطالب المتظاهرين.وقال الجنرال خافيير اتورياغا المكلف أمن العاصمة، إنّ حظر التجول الساري من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة السادسة صباحا "ضروري" مع اشتعال العنف مجددا في سانتياغو وعدد من مدن البلاد.لكنّ المتظاهرين تجاهلوا الأمر واشتبكوا مع قوات الأمن في عدد من من أحياء العاصمة.
واستهدفت محطات المترو والحافلات في التظاهرات العنيفة إضافة إلى عشرات السوبرماركت والسيارات ومحطات البنزين التي خربت أو أحرقت.وبدأ مترو سانتياغو، الذي تم تعليق عمله الجمعة، العودة للعمل تدريجيا الاثنين مع عودة بعض الموظفين للعمل.وفي العاصمة، ألغى عدد من الموظفين أعمالهم، فيما لا تزال الدراسة معلقة في معظم المدارس والجامعات.
وفي أحياء عديدة من سانتياغو حرص السكان على عدم وقوع أعمال تخريب جديدة. وبموافقة قوى الأمن باتوا يحرسون المتاجر ليلا مسلحين بقضبان ومرتدين سترات صفراء.ورغم تحقيق معدل نمو متوقع أن يصل إلى 2,5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، تظهر عدة مؤشرات اجتماعية، في قطاعات الصحة والتعليم والمعاشات، تفاوتا كبيرا بين المواطنين.وقتل شاب بعدما صدمته شاحنة عسكرية أثناء نهب شركة صيد في مدينة تالشوانو في جنوب البلاد، على ما أفاد مكتب النائب العام الاثنين.
وتجمع آلاف المتظاهرين في شكل سلميّ مساء الاثنين في ميدان إيطاليا الرئيسي في العاصمة مرددين هتافات "ارحل بينيرا" وأخرى مناهضة للجيش.وقالت المدرسة كاميليا روخاس (29 عاما) إنّ المحتجين لديهم الكثير من المطالب لكنّ "استقالة بينيرا أولها".
وفيما قام بعض المتظاهرين بإلقاء الحجارة وتحطيم محطات انتظار الحافلات ونهبوا متاجر وأقاموا متاريس واشعلوا النيران، كانت غالبية التظاهرات في العاصمة سلّمية واحتفالية وتتضمن غناء ورقصا وقرع طبول.
وقال بائع المأكولات المتجول كارلوس ليسيرو إنّ الحكومة بحاجة لاتخاذ إجراءات ملموسة "لتحسين الرواتب والصحة والمعاشات".
وحالة الطوارىء المطبقة أيضا منذ مساء الجمعة في العاصمة تطال 9 مناطق أخرى من ال16 في البلاد. ونشر 10 آلاف شرطي وجندي. وهي المرة الأولى التي ينزل فيها العسكريون إلى الشارع منذ سقوط ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوشيه (1973-1990).