طوكيو(ARABICPRESS ):- أعلنت اليابان اليوم الثلاثاء عطلة وطنية،فقط هذا العام بمناسبة الاحتفال بتنصيب الإمبراطور الياباني ناروهيتو،والذي حضره ملوك وأمراء ورؤوسا من جميع أنحاء العالم.
حضر زعماء اليابان وكبار شخصيات دول العالم إلى طوكيو ليشهدوا فعاليات لم تتح رؤيتها منذ عقود وتقوم على تقاليد لها تاريخ يمتد قروناً وأقيمت مراسم إعلان الإمبراطور ناروهيتو رسمياً اعتلاءه العرش.ويذكر أن الإمبراطور تم تنصيبه في مايو/أيار، ولكن الاحتفال بخلافته العرش أقيم اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر.
*-العائلة الحاكمة في اليابان.
تتكون عائلة جلالة الإمبراطور الجديد الذي جلس على العرش من ثلاثة أفراد هم جلالة الإمبراطور، والأميرة ماساكو التي أصبحت جلالة الإمبراطورة، والابنة الكبرى الأميرة أيكو، وتسكن في قصر أكاساكا الإمبراطوري (قصر ولي العهد سابقا) الواقع في داخل حديقة أكاساكا الإمبراطورية.
*-جلالة الإمبراطور
ولد جلالة الإمبراطور في عام 1960، ويبلغ من العمر 59 عاما. يُدعى ناروهيتو، ولقبه هيرونوميا، و”ختمه“ الذي يعتبر علامة الرمز الإمبراطوري التي يملكها كل فرد من أفراد العائلة الإمبراطورية هو شجرة البتولا اليابانية (شجرة لها أوراق على شكل القلب).
مع تنصيب والده على العرش في عام 1991، أقيمت مراسم توليه ولاية العهد في عيد ميلاده الحادي والثلاثين. وهو أيضا باحث في التاريخ، ويستمر في منصبه كباحث زائر في متحف الأرشيف التاريخي في جامعة غاكوشوئين منذ عام 1992.
هوايته الأشهر هي تسلق الجبال، فهو محترف أمضى 50 عاما في هذا المجال. وهو عضو في جمعية الجبال اليابانية، ويقوم بكتابة مقالات لمجلة الجمعية، ويقيم معارض لصور الجبال التي يقوم بتصويرها. ويحب الموسيقا أيضا، حيث التحق بنادي الموسيقا في الجامعة، وكان يعزف على الفيولا (كمان متوسط الحجم). وفي الوقت الحالي أيضا يشارك بشكل منتظم في أوركسترا جامعة غاكوشوئين للطلاب السابقين.
وتبرز فرص إظهار تصرفاته التي تختلف عن تصرفات العائلة الإمبراطورية المألوفة، كحمل الكاميرا بيده أثناء مهامه الرسمية. وأثناء زيارته للدنمارك في عام 2017، طلب منه رجل من العامة التقاط صورة معه بهاتفه المحمول أثناء التنزه، فلبى طلبه مبتسما، الأمر الذي أثار اندهاش مسؤولي البلاط الإمبراطوري.
ولد كأول طفل في عائلة ولي العهد (الإمبراطور السابق)، ولكنه نشأ وترعرع في بيئة لم تتبع بالضرورة الأعراف الإمبراطورية. فعندما حملت به والدته الأميرة ميتشيكو (الإمبراطورة السابقة)، تم إعطاؤها دفتر حمل مثل الأمهات العاديات، ووضعت حملها في مستشفى وكالة البلاط الإمبراطوري. ولم يرغب الإمبراطور السابق وزوجته في الإقامة في مكان منفصل عن طفلهما حسب الأعراف الإمبراطورية المتبعة في ذلك الوقت، وكانا قادرين على تربية طفلهم في مكان إقامتهما بأنفسهم.
وفيما يتعلق بطفولة جلالته، فإن ما علق في ذاكرة الكثير من المواطنين هي ملاحظات التربية التي تُدعى ”دستور ناروتشان“. وهي ملاحظات قامت بكتابتها والدته الإمبراطورة السابقة ميتشيكو لمربية الأطفال عندما ذهبت في زيارة إلى أمريكا لمدة 14 يوما تاركة الأمير هيرونوميا ذو السبعة أشهر في اليابان، حيث كان هناك ملاحظة تقول ”احضنيه مرة واحدة على الأقل في اليوم“ وغيرها من الملاحظات الأخرى.
وعندما أصبح في السادسة من عمره في عام 1966، التحق بمدرسة غاكوشوئين الابتدائية، حيث تعلمت العائلات الإمبراطورية المتعاقبة، ثم درس في المدرسة المتوسطة والمدرسة الثانوية، وقسم الآداب في نفس الجامعة. وفي عام 1988 أنهى درجة الماجستير في قسم أبحاث العلوم الإنسانية في نفس الجامعة. وكان هناك العديد من الباحثين في العلوم الطبيعية في العائلة الإمبراطورية، لكن جلالته تخصص في العلوم الإنسانية، وقام بالأبحاث حول تاريخ النقل والتوزيع في العصور الوسطى.
وسافر للدراسة في كلية ميرتون التابعة لجامعة أوكسفورد في بريطانيا من عام 1983 وحتى عام 1985، وقام بالأبحاث حول تاريخ النقل المائي في نهر التايمز. حيث أصبحت الأبحاث المتعلقة بالماء عمله الرئيسي في الحياة.
وبعد بلوغه سن الرشد، استمر أمر اختياره لشريكة حياته بجذب اهتمام المجتمع. حيث كان يسأله أحيانا صحفيو وكالة البلاط الإمبراطوري حول هذا الموضوع ويقولون ”إذا كان من الممكن تشبيه اختيار شريكة الحياة بتسلق جبل فوجي، فأين تكونون الآن في درجات الجبل؟“، فكان يجيب أحيانا ممازحا بالقول ”ربما بلغت الدرجة السابعة (قبل الأخيرة)“.
وفي عام 1993 تزوج بالأميرة ماساكو التي كانت دبلوماسية. حيث تقابل الاثنان في حفل الشاي الذي أقيم للترحيب بالملكة الإسبانية في قصر ولي العهد، وأثمرت علاقتهما بالزواج بعد مرور سبع سنوات من أول لقاء.
*-جلالة الإمبراطورة
ولدت الأميرة ماساكو التي أصبحت جلالة الإمبراطورة في عام 1963، وتبلغ من العمر 55 عاما. حيث كانت الابنة الكبرى للسيد أوادا هيساشي الذي كان دبلوماسيا. وختمها الإمبراطوري هو الورد الخشن. تخرجت من جامعة هارفارد الأمريكية، وعملت كدبلوماسية، وتتحدث اللغتين الألمانية والفرنسية بطلاقة بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية.
اعتادت لعب كرة سوفتبول (رياضة مشابهة للبيسبول) في المدرسة المتوسطة، وبعد الزواج، تم نشر صور لها مع عائلتها وهي تستمتع بهواية تسلق الجبال والتزلج على الثلج التي يحبها ولي العهد (في ذلك الوقت).
ولدت في اليابان، ولكن كانت تتنقل كثيرا بحكم عمل والدها، حيث ترعرعت في عدة دول وخصوصا في فترة الطفولة. فعاشت في موسكو عندما كانت في سن الواحدة، وفي جنيف في سن الثانية، وفي نيويورك في سن الرابعة.
عادت إلى اليابان في سن السابعة، والتحقت بمدرسة دينتشوفو فوتابا الابتدائية التابعة لأكاديمية دينتشوفو فوتابا، ودرست في نفس الأكاديمية حتى المدرسة الثانوية. عادت إلى أمريكا مرة أخرى عندما تم تعيين والدها في منصب القنصل الياباني في أمريكا في عام 1979. والتحقت في المدرسة الثانوية الوطنية في ولاية ماساتشوستس، ثم التحقت بكلية الاقتصاد في جامعة هارفارد، وتخرجت منها في عام 1985. وكان اختصاصها الاقتصاد الرياضي.
التحقت بكلية الحقوق في جامعة طوكيو بعد عودتها إلى اليابان، وفي عام 1987 التحقت بوزارة الخارجية. وبعد إنهاء دراستها في كلية باليول التابعة لجامعة أوكسفورد في بريطانيا بين عامي 1988 و1990، عملت في وزارة الخارجية. وبعد أن تقرر زواجها من ولي العهد، استقالت من العمل، وانتقلت للعيش في القصر الإمبراطوري.
في عام 2001 أنجبت ابنتها الكبرى الأميرة أيكو. وفي عام 2003 وقبل بلوغها سن الأربعين بقليل، دخلت إلى المستشفى لإصابتها بمرض الهربس النطاقي (مرض جلدي)، وخضعت لرعاية طويلة الأجل، وبالتالي ابتعدت عن تأدية مهامها الرسمية. كما نُشرت تقارير حول إصابتها باضطرابات التكيف.
وعلى الرغم من أنه ”لا يزال هناك عدم استقرار في حالتها الصحية“ (وفقا للفريق الطبي العامل في القسم الخاص بولي العهد في وكالة البلاط الإمبراطوري)، إلا أنها تقوم في السنوات الأخيرة بتوسيع نطاق نشاطاتها تدريجيا بما في ذلك المهام الرسمية. ومن بين تلك المهام قيامها بزيارة رسمية إلى الخارج في عام 2013 لحضور حفل تنصيب ملك هولندا، كما حضرت مأدبة العشاء التي أقيمت في القصر الإمبراطوري عند زيارة الملك الهولندي وزوجته إلى اليابان في عام 2014. وكلاهما كان لأول مرة منذ 11 عاما. واستمرت العائلة الملكية الهولندية في التواصل مع عائلة الإمبراطور الجديد، بما في ذلك تقديم قصر منعزل للأميرة ماساكو من أجل الاستشفاء فيه في عام 2006.
وفي عام 2018، شاركت لأول مرة منذ 15 عاما في الاجتماع الوطني للصليب الأحمر وحفلة الحديقة الإمبراطورية الخريفية (كامل البرنامج). كما تولت تربية دودة القز بدلا من الإمبراطورة التي تقوم بذلك كما هو متعارف عليه مر التاريخ، وفي ”كلمة“ عيد ميلادها الأخير كزوجة لولي العهد، والتي تم نشرها في شهر ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، قالت حول المستقبل ”أريد أن أقوم بمهامي الرسمية مع القيام بتعميق معرفتي“.
*-الأميرة أيكو
ولدت الأميرة أيكو في عام 2001، وتبلغ من العمر 17 عاما. وولدت كابنة كبرى لولي العهد وزوجته. ولقبها توشينوميا، وختمها الإمبراطوري هو الرودودندرون (شجيرة وردية). وتدرس حاليا في السنة الثالثة في مدرسة غاكوشوئين الثانوية للبنات.
التحقت بمدرسة غاكوشوئين الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وعندما أصبحت في السنة الثانية من المدرسة الثانوية في عام 2018، سافرت إلى بريطانيا للدراسة لمدة قصيرة.
__
النص الأصلي باللغة اليابانية"من إعداد ماسودا ميكي"حول العائلة الحاكمة في اليابان".