أحداث مديرية كشر بمحافظة حجّة اليمنية كشفت الكثير من التخاذل الرسمي والأداء السيئ لدى الشرعية اليمنية منذ خمسة سنوات وقت إسقاط الدولة بيدي الحوثة بتاريخ 21سبتمبر2014م والإلتفاف على المبادرة الخليجية والحوار الوطني اليمني المدعوم دولياً.
ظلّ طواقم"الشرعية اليمنية"والأغلبية منهم هاربون في الخارج وإدارة شؤون الشرعية عن بُعد ما شكّل حالة إرباكٍ في الإدارة وعدم وضع الأولويات نَصْبُ عينها،وكان توجهها من خلال دراسة أعّدت من قبل"مهتمون بالساحة وخاصة(الإعلام المهني)لأنّهم الأكثر مراقبة لساحة
حيث أشارت الدراسة إلى"إنّ الشرعية منذ البداية وضعها هشّاً وظلّت تبحث عن طواقع عملها وفق المحاصصة والولاءات"وليس الكفاءة وأيضاً وفق ثقافة شراء الولاءات دونما تُدرك إنّها في مرحلة حرب خطيرة بحاجة إلى قوةٍ فاعلة على الأرض ومخلصة في العمل وقادرة على تقديم(الأفعال)وليس مجرّد شعارات مسبوقة(الدَفوع).
أعراض" لدى الشرعية"
أولاً:كان الملفت في عمل طواقع الشرعية هيكلتها بحسب المزاج منذ بدء إعلان الصراع مع رئيس الوزراء الشرعي والتوافقي المهندس خالد بحاح وبسبب مواقفة الصلبة تجاه أداء الشرعية وطريقة الإدارة الخاطئة للحرب أدى إلى إزاحته من خلال السيطرة على القرار السياسي من قبل أطياف غير قادرة أصلاً على تقديم أولويات في عملها وهو كيفية مواجهة مشروع ملالية الحوثة المدعوم من قبل إيران عبر سنوات من تدريبه وتقويته ومدعوماً أيضاً من قبل الدولة الزيدية العميقة والهاشمية التي وجدت فرصة بالسيطرة على السلطة والعودة إلى عصور الظلام وتقديس الأفراد وفق ثقافة/طائفية مقيتة/وإقصاء/واستخدام القوة/من خلال السيطرة على مؤسسات الدولة بظلّ صراعات القوى التي أتيحت الفرصة لملالية الحوثة السيطرة التامة على كل منظومة الدولة في الداخل وبات هزيمتها بصعوبة.
ثانياً:إضافة إلى طواقع الشرعية شخصيات بشكلٍ واسعٍ وتَحمِلُ العدائية والإقصاء ولاتختلف عن ثقافة الحوثة في الأداء والخطاب السياسي واستطاعت السيطرة على منصات الإعلام والخطاب والقرار السياسي"بشكل كامل خاصة ما يخصّ"نوافذ الشرعية"وقدمّت أولوية الصراع مع(الساحة الجنوبية والاطراف الأخرى)ومحاولة الإقصاء.
دون مراعاة قدمه أبناء الجنوب(هوالنصر)في أول لحظات انطلاق عاصفة الحسم وأعادوا الشرعية إلى عدن إلا إنّ أطراف الشرعية لم يَروُع لها لعب دوراً من قبل أبناء الجنوب الفاعلون على الأرض وحاولت استخدام الشرعية بشكل ملفت خدم الأجندات الدولية القادمة إلى اليمن من الخارج وفق ثلاثة اتجاهات:
الأول:اتجاه حركة الإخوان المسلمين ممثل بحزب الإصلاح ويُعتبر المسيطر الفعلي على القرار السياسي لدى الشرعية وقادر على اللعب بالقرارات والاتجاهات سياسياً ما تؤثر على خصومه سلباً لدى الإقليم والمجتمع الدولي الذي اعتمد سياسة التعامل مع الشرعية بشكلٍ قانوني أدى إلى اضطرابات لدى(الشرعية).
الثاني:حزب المؤتمر والذي كان جزءاً من إسقاط منظومة الدولة من خلال إعلان تحالفه مع ملالية الحوثة وكان عمله وفق(سياسة الظنّيات)على اعتبار إنه يملك قوة كبيرة يستطيع إزاحة الحوثة متى ما شاء بعد تصفية الحسابات مع أطراف هادي وأحزب اللقاء المشترك التي يقودها حزب الإصلاح اليمني(الإخوان المسلمين)وأسفر خياره عن هزيمته أمام الحوثة ومقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتغيّرت المعادلة في أدوات المواجهة واضطرب مؤخراً إلى اخيارات جديدة إلا إنها أقل فاعلية بعد توّغل الفساد في أروقة الشرعية ما أدى إلى تَنآفر.
الثالث:وهو الأطراف الجديدة التي اقتحمت الشرعية وفق مصالحها الذاتية ما شكّل هذا الخيار حالة من الاضطراب لدي أداء الشرعية لأن هذا الطرف كشف عن انتهازية خطيرة في البحث عن مصالحه ومساعدة الأطراف التي تقاسمه(الاستثمارات وإدارة الصفقات)أسفر عن هذا الطرف إزاحة قوى أخرى فاعلة منها الأطراف الجنوبية القوية والقادرة على تغيير المعادلة.
الرابع:سوء أداء التحالف مع هيكلة الشرعية اليمنية وصمته حول مايحدث في أروقته رغم علمه بذلك من خلال التقارير المرفوعة وأيضاً التعاطي مع الساحة شكّل صمته وعدم تدخله حالة من الفشل في استخدام أدوات لايمكن تُقدم عملاً وانجازات حيث ساعد على إعادة إنتاج أدوات الفشل التي أدت إلى انهيار المنظومة في اليمن كاملةً ويتحدث بخطابه أنه لايتدخل في شؤون الشرعية رغم إن النصر لايمكن وجوده بظلّ عدم هيكلة الشرعية وفق متطلبات أدوات المعركة.
في الآونة الأخيرة وبعد مُضي خمس سنوات كشفت الأحداث كلّ الانتهازية وأدوات الفشل لدى كلّ الأطراف أسفرت عن هزيمة معنوية في مديرية كشر بمحافظة حجّة أدت إلى غضب شعبي شامل ولدى الرأي العام وبات الكلّ يستهدف الشرعية والتحالف العربي في إبدى الآراء من خلال حركة الساحة اليوم. وهذا أتى من خلال الأحداث وهناك اتهامات شاملة وتغيير مواقف تجاه الشرعية" وأصبحت ملاحظة بشكل واسع من خلال آراء الساحة... ورغم ما قدمه خبراء الساحة اليمنية من نصائح إلا إنه تجاهلها الجميع في أروقة إدارة المعركة في اليمن وبات النتائج اليوم ماثلة للعيان فشل وبدء تَوْطيد أركان دولة الحوثة في شمال اليمن.