نيويورك(الأمم المتحدة):- عقد مجلس الأمن الدولي يوم الخميس(10 تشرين الأول/أكتوبر)، مشاورات مغلقة حول سوريا. وبعد انتهائها تحدث مندوبو الدول الأعضاء، إلى الصحفيين في المقر الدائم حيث دعوا تركيا إلى وقف العمل العدائي "أحادي الجانب".
وصرحت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، بأن تركيا تتحمل "المسؤولية الكاملة عن حماية السكان الأكراد والأقليات الدينية بمن فيهم المسيحيون"، مضيفة أن الفشل في "اللعب وفق القواعد" سيكون له "عواقب".
وفي حديثها للصحفيين في المقر الدائم بنيويورك قالت كرافت إن الولايات المتحدة "لم تؤيد بأي شكل من الأشكال قرار حكومة تركيا القاضي بشن توغل عسكري في شمال شرق سوريا". وقالت إن تركيا مسؤولة الآن "عن ضمان أن يظل جميع مقاتلي داعش المحتجزين داخل السجن وألا يعيد عناصر داعش تشكيل أنفسهم بأي طريقة أو شكل أو صيغة". وأكدت أن "عدم اللعب وفقا لقواعد حماية الفئات السكانية الضعيفة والفشل في ضمان عدم تمكن داعش من استغلال هذه الإجراءات لإعادة بناء نفسه ستكون له عواقب" وخيمة.
*العمل العسكري أحادي الجانب لن يعالج "المخاوف الأمنية التركية"
وفي بيان قرأه نيابة عن الأعضاء الأوروبيين الخمسة الحاليين في مجلس الأمن بالإضافة إلى إستونيا العضو جديد، قال المندوب الألماني الدائم، يورغن شولز، إن أعضاء الاتحاد الأوروبي "يشعرون بقلق عميق من العملية العسكرية التركية في سوريا". ودعوا تركيا إلى "التوقف عن العمل العسكري أحادي الجانب"، مضيفين أنهم لا يعتقدون بأن هذا العمل سيعالج "المخاوف الأمنية التركية".
وقال شولتز إن "تجدد الأعمال القتالية المسلحة في الشمال الشرقي سيؤدي إلى تقويض استقرار المنطقة بأسرها على نحو أكبر، كما سيُفاقم من معاناة المدنيين وسيُحدث عمليات نزوح أكبر ستزيد من عدد اللاجئين والمشردين داخلياً في سوريا وفي المنطقة".
وأكد السفير الألماني أنه "من غير المرجح أن تلبي"المنطقة الآمنة "المزعومة في شمال شرق سوريا، وفقا لتصور تركيا، المعايير الدولية الخاصة بعودة اللاجئين وفقا لما حددته مفوضية شؤون اللاجئين. كما شدد على موقف الاتحاد الأوروبي المتمثل في أن "عودة اللاجئين والمشردين داخلياً إلى ديارهم يجب أن تكون آمنة وطوعية وكريمة وعندما تسمح الظروف". وأضاف أن أي محاولة "للتغيير الديموغرافي غير مقبولة". "نريد أن نكون واضحين أن الاتحاد الأوروبي لن يوفر الاستقرار أو المساعدة الإنمائية في المناطق التي يتم تجاهل حقوق السكان المحليين فيها."
*العملية التركية نتيجة "هندسة ديموغرافية قام بها التحالف"
أما المندوب الروسي الدائم، فاسيلي نيبينزيا، فدعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس أثناء العملية. ودعا تركيا وسوريا إلى الدخول في حوار مضيفا أن أفضل طريق للمضي قدما هو إجراء حوار مباشر بين جميع الأطراف الفاعلة.
وقال السفير الروسي إن العملية التركية كانت نتيجة "الهندسة الديموغرافية التي قام بها بعض شركاء التحالف في الشمال الشرقي من سوريا". وأضاف أن روسيا حذرت التحالف "من عدم التلاعب بذلك، وعدم محاولة خلق مواجهة بين القبائل العربية التي تعيش تقليديا في تلك المنطقة والقبائل الكردية. والآن في الواقع، فإن التحالف يحصد ثمرة سياسته الديموغرافية في ذلك الجزء من سوريا."
وردا على سؤال حول احتمال إصدار بيان من المجلس، قال نيبينزيا إن أي منتج لمجلس الأمن "يجب أن يأخذ في الاعتبار الجوانب الأخرى للأزمة السورية، وليس فقط العملية التركية" بما في ذلك "الوجود العسكري غير القانوني في ذلك البلد".
*من كوبنهاغن، الأمين يدعو بقوة إلى وضع حد للتوتر في شمال شرق سوريا
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كل الأطراف إلى العمل على وضع حد للتوتر في الأحداث التي تشهدها الأجزاء الشمالية الشرقية في سوريا.
وخلال حديثه للصحفيين في كوبنهاغن، أعرب الأمين العام عن قلقه العميق إزاء تصاعد الصراع، مشددا على ضرورة أن تحترم العمليات العسكرية دائما ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.
وأعرب غوتيريش عن قلقه بشكل خاص من المخاوف الإنسانية الحالية، ليس فقط فيما يتعلق بالخسائر المحتملة، ولكن فيما يتعلق بالنزوح الحقيقي الذي يحدث، مجددا عدم قناعته بالحلول العسكرية للمشكلة السورية وأي مشكلة أخرى في العالم، ومؤكدا إيمانه العميق بالحلول السياسية. وأضاف:
"واحدة من الأشياء الواضحة هي أن أي حل لسوريا سيحتاج إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها."