سوريا(ا ب ف):- أعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأربعاء "النفير العام" على مدى ثلاثة أيام في مناطق سيطرتها في شمال وشمال شرق سوريا، بعد ساعات من تأكيد أنقرة أنها ستبدأ هجومها قريباً وارسالها تعزيزات عسكرية إلى الحدود.
وأوردت الإدارة الذاتية في بيان "مع تصاعد وتيرة التهديدات وتحشد الجيش التركي (...) نعلن حالة النفير العام لمدة ثلاثة أيام على مستوى شمال وشرق سوريا".
ودعت "كافة إداراتنا ومؤسساتنا وشعبنا بكل مكوناته للتوجه إلى المنطقة الحدودية المحاذية لتركيا للقيام بواجبهم الأخلاقي وإبداء المقاومة في هذه اللحظات التاريخية الحساسة".
وحثّت الإدارة الذاتية "كافة أبناء شعبنا" على "القيام بالاحتجاجات والاعتصامات في كافة أماكن تواجدهم" حول العالم، محملة "الأمم المتحدة.. وكافة الدول والمؤسسات صاحبة القرار والتأثير في الشأن السوري كامل المسؤولية الأخلاقية والوجدانية عن أي كارثة انسانية تلحق بشعبنا في شمال وشرق سوريا".
وأرسلت تركيا المزيد من الآليات المدرعة إلى الحدود مع سوريا، وفق مراسل وكالة فرانس برس، وشوهدت قافلة تضم عشرات المركبات في بلدة أقجة قلعة في محافظة شانلي أورفا التركية.
وكتب مدير الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون في صحيفة واشنطن بوست أن وحدات الجيش التركي "ستعبر الحدود التركية-السورية قريبا".
وقال إن بإمكان القوات الكردية إما "الانشقاق" أو "لن يكون أمام تركيا سوى خيار منعهم عن تعطيل جهودنا في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية".
وسحبت الولايات المتحدة بين 50 ومئة جنديّ من أفراد القوّات الخاصّة من نقاط على الحدود الشمالية الاثنين. وأثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ انتقادات واسعة من كبار الجمهوريين، إذ اعتُبر بمثابة تخلٍ عن القوات الكردية التي كانت حليفاً رئيسياً لواشنطن في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن بدا ترامب وكأنه عدل موقفه في وقت لاحق الإثنين، فهدد عبر تويتر بـ"القضاء" على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب.
لكنه أشاد بتركيا في تغريدات أخرى معلنا أن الرئيس رجب طيب إردوغان سيزور واشنطن في 13 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وقال "كثيرون يتناسون أن تركيا شريك تجاري كبير للولايات المتحدة".
وكانت أنقرة قد قللت من أهمية تحذيرات ترامب، إذ رد نائب الرئيس فؤاد أقطاي على تهديد ترامب الثلاثاء محذراً من أن "تركيا ليست دولة تتحرّك بناء على التهديدات".
وتسيطر تركيا مع فصائل سورية موالية لها على مدن حدودية عدة بعد هجوم شنته عام 2016. وتمكنت العام الماضي من طرد المقاتلين الأكراد من منطقة عفرين شمالاً، إثر هجوم واسع دفع بعشرات الآلاف من السكان الى النزوح.