عدن(جهاد الهاجري):- ما يحدث اليوم في محافظة شبوة وغيرها من المحافظات المحتلة، من ظلم وقتل واضطهاد، ليس إلا صراعاً بين أبناء الجنوب أنفسهم، كما أن تواجد قوات أجنبية على أرضهم ليس إلا محض شائعات وحسب.
هكذا تصور الآلة الإعلامية لتنظيم الإخوان المسلمين وشرعيتهم الأوضاع في المحافظات الجنوبية، فقد ترعرع أنصار ذلك التنظيم الباس الحق بالباطل، والباس الباطل بالحق، واتهام خصومهم بما هو فيهم.
أنبوبة التضليل الإعلامي التي انفجرت اليوم، هي ردة فعل طبيعية على مطالب الشعب الجنوبي باسقاط شرعية هادي، التي أصبحت مطية بيد حزب الإصلاح، ويتخذونها شماعة لتمرير مشاريعهم وارتكاب الجرائم باسم غيرهم.
فبقاء الشرعية اليوم، عار على كل من يؤيدها، خاصة من أبناء الجنوب، فدماء الشهداء وآخرهم الشهيد القميشي ستظل تلاحق الخونة أينما وجدوا.
ومن يتابع الحملات التي يشنها نشطاء ذلك التنظيم الإرهابي، يدرك مدى خساسة ذلك التنظيم، وانعدام الأخلاق لديه في كل ما يقوم به أو يروج له عبر إعلامه.
وبالنسبة لنا فإن كل ذلك الهذيان الإخواني ليس إلا مؤشر ضعف، وبشرى بقرب سقوط حكومتهم، كما حدث من قبل في ثورة 30 يونيو المصرية، والتي انتصرت واسقطت حكم الإخوان، رغم ما روجوا له من كذب وتضليل لحرف مسار الشعب عن ثورته.
فالثورة الجنوبية مستمر منذ العام 2007، وسيسقط كل من يعترض طريقها من أفراد وأحزاب بل وأنظمة سياسية، وما شرعية هادي اليوم إلا عقبة أخرى ستنكسر وتزول، كما زالت قبلها شرعية سلفه عفاش، الذي مكن الإخوان من رقاب الجنوبيين، وانتهى به الحال محروقاً ومنزوعاً من سلطته على أيديهم.
فالإصلاح يدرك أن المجتمع الدولي، يعي اليوم أن تلك الشرعية المزعومة لا أساس لها في الواقع، فقد رفضتها صنعاء، فكيف تقبل بها عدن التي لفضتها من قبل، كما يلفض البحر الجيف.
وإن عادت فستلاقي مصيراً أسوأ من مصير غزوها الأخير، ومصير الحوثي وعفاش من قبل، حتى لو عادوا مجتمعين، كما يخططون هذه الأيام.
فواقع اليوم أقوى بكثير من واقع الأمس، وشعب الجنوب حاضر لتقديم الغالي والنفيس في سبيل تحرير كل شبر من أراضيه من ذلك الغزو البربري الإخواني.
ولن تحول رايات القاعدة وداعش، ولن تنتصر على أرضنا بعد اليوم، فمخطط عفاش في الاستقواء بالقاعدة على الجنوب قد انفضح، واستنساخ الإخوان لذات المشروع سيعجل من هزيمتهم لا أكثر.
ومن يتابع أحداث الجنوب منذ 1990، ويعتبر بما فيه من دروس، سيدرك أن كل من يراهن على غزو الجنوب واهم، حتى وإن طالت المعركة، ولو حق للجنوب أن يسقط، لسقط في 94، يوم احتشدت كل قوى الإرهاب ضده. فقدر الجنوب أن يعيش حراً مستقلاً موحداً، تحت رايته هو، لا رايات أخرى مستوردة، لا علاقة بها بتاريخ وحضارة شعب الجنوب.
فعجلة الحرية تمضي نحو الاستقلال، والجنوبيون مصرون على نيله، مهما تآمر الخونة والغزاة عليهم.