عمان(خاص):- أقيم يوم الأربعاء بدعوة من منتدى بيت المقدس في عمان ،ندوة شارك فيها الباحث في الشؤون القدس الاقتصادية احمد الصفدي والكاتب الصحفي راسم عبيدات،وفي حديثه عرض الباحث الصفدي اهم الإحصائيات المرتبطة بسياسة هدم المنازل التي ينتهجها الاحتلال ضد المنشأت والمنازل في مدينة القدس واهم المؤشرات الاقتصادية المتعلقة بقطاعات التعليم والسياحة والإسكان،
وعرض أهم المعيقات التي تواجه عنقود الإسكان من إجراءات منع الترخيص لفرض الغرامات المالية وهدم المنازل ولاسيما الهدم الذاتية، وبين حجم الفجوة ما بين العرض والطلب على الوحدات السكنية بسبب ضعف القوة الشرائية لدى المقدسين،واكد على ان هذه السياسية الاحتلالية تساهم بتعميق مستوى الفقر لدى المقدسين ، وربط ما بين قطاعي الاسكان والتعليم واهمية الاستثمار بقطاع التعليم لأن مخرجاته : مدخلات لكافة القطاعات الاقتصادية ، ووضح ان الاحتلال يساهم بتطبيق سياسات الطرد الخشن تارة والطرد الناعم تارة أخرى.
وأوصى بأهمية ترابط القطاعات الإقتصادية مع بعضها البعض بتطبيق(الخطة العنقودية التنموية)
قطاعات إجتماعية واقتصادية وتعليمية وصحية،حيث قال بان أي تاثيرات إيجابية أو سلبية في واحدة من تلك القطاعات تلقي بتأثيراتها على القطاعات الأخرى.
وشدد الصفدي على ضرورة العمل على حماية المنهاج الفلسطيني في مدينة القدس من مخاطر الأسرلة، فهناك استهداف إسرائيلي.
واضح لعقول طلابنا بحيث تجرى عملية مسح ممنهجة لذكرتهم وعقولهم بهدف " تطويع" " صهر وعيهم،
ودعا"إلى وضع خطة شاملة للحفاظ على المنهاج الفلسطيني،عبر برنامج تثقيفي واسع للطلبة يشارك فيها مجموعة من المختصين والباحثين والتربويين.
وقال الصفدي،بأنه من الضروري توخي الدقة والمصداقية في عمليات ترميم منازل المقدسيين في البلدة القديمة في إطار تعزيز صمودهم،وهذا يتطلب توحيد الجهود وتوفر بنك معلومات تشترك فيه كل الجهات التي تقوم بعمليات الترميم في المدينة نمن أجل ضمان عدالة وشفافية في عمليات الترميم، بحيث لا يجري ترميم نفس البيت أكثر من مرة،وبيوت أخرى بحاجة للترميم لا يجري ترميمها..وعلى صعيد الإسكان.
نوه الصفدي"إلى إن تكلفة شقة سكنية في مدينة القدس تزيد تكلفتها عن 300 ألف دولار،وهذا الثمن الباهظ للشقة يضطر المقدسي للبحث عن شقة ونقل مركز حياته الى الضفة الغربية،وهو ما يسمى بالطرد الناعم للمقدسيين لتفريغ المدينة من سكانها العرب المقدسيين. وقدم العديد من التوصيات وأهمها أهمية مساهمة الصناديق العربية والإسلامية بدعم برنامج الإسكان في المدينة للمساهمة بتحقيق الهدف الاستراتيجي الهام ألا وهو تثبيت المقدسين في المدينة .
اما الكاتب الصحفي راسم عبيدات في حديثه عن الشق السياسي لتأثيرات سياسة هدم المنازل على المقدسيين،فقد اكد عبيدات بأن إسرائيل في سعيها للسيطرة على مدينة القدس وتهويدها عمدت إلى خطة تقوم على ثلاثة مراحل تنطلق من التطويق ببناء جدار الفصل العنصري حول مدينة القدس وإحاطة القدس في الأطراف بالمستوطنات إحاطة السوار بالمعصم،ومن ثم المرحلة الثانية عبر التفتيت،ببناء المستوطنات ما بين الأحياء المقدسية،بحيث تفصلها جغرافيا وديمغرافيا عن محيطها الفلسطينيً،وبما يجعل من كل قرية أو حي فلسطيني مقدسي،وحدة اجتماعية مستقلة ومعزولة عن الأخرى،أما المرحلة الثالثة فتقوم على الإختراق،أي إقامة أبنية ووحدات استيطانية في قلب الأحياء العربية،وبما يحول الوجود العربي المقدسي في المدينة الى جزر متناثرة في محيط اسرائيلي واسع،وقلب الواقع الديمغرافي المدينة لصالح المستوطنين 12% عرب و 88% مستوطنين،وبما يجعل من القدس عاصمة لدولة الإحتلال، ولتحقيق هذا الهدف سعت حكومة الإحتلال الى ضم المستوطنات المحيطة بالمدينة الى حدود بلدية القدس،وبما يشمل ضم مستوطنات "غوش عتصيون" جنوب غرب القدس مروراً بمجمع مستوطنات "افرات" جنوب بيت لحم والمستوطنات المقامة على أراضي الولجة ومن ثم مستوطنات القدس "بسجات زئيف" و"النفي يعقوب"،وليصل الأمر الى ضم مستوطنات شمال شرق القدس مستوطنات آدم ومجمع معاليه أدوميم،وهذا يعني توسيع مساحة القدس لكي تصبح 10% من مساحة الضفة الغربية،وبما يضمن ضم 150ألف مستوطن لحدود بلدية " القدس" واخراج أكثر من 100 ألف مقدسي،سكان القرى والبلدات المقدسية الواقعة خلف جدار الفصل العنصري.
وحول الإستراتيجيات التي تتبعها إسرائيل ،لكي تثبت روايتها التاريخية في العقل الغربي والعالمي ،نفذت إستراتيجية تقوم على السيطرة على القدس فوق الأرض عبر تكثيف الإستيطان والإستيلاء على المنازل والممتلكات المقدسية وتحت الأرض عبر الأنفاق والحفريات أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى وبلدة سلوان،واخيراً السيطرة على الفضاء المقدسي،عبر " التلفريك" القطار الطائر.
وختم عبيدات مداخلته بالقول بانه بعد قرار المتصهين ترامب بنقل سفارته من تل ابيب الى القدس والإعتراف بها عاصمة لدولة الإحتلال،إزداد الإحتلال " تغولا" و" توحشا" على حقوق شعبنا في مدينة القدس .
وفي ختام الندوة أكدا الصفدي وعبيدات"على ضرورة أن يكون هناك تنسيق وتعاون وتكامل في كل الجهود وما بين كل المرجعيات المشكلة باسم القدس،وهذا يكون من خلال رسم إستراتيجية شمولية،تربط القطاعات المختلفة مع بعضها البعض،فتعزيز صمود المقدسيين،عبر تخفيض تكاليف الشقق السكنية، يشغل القطاعات الأخرى في المدينة ،وكذلك جودة التعليم وإقامة أبنية مدرسية نموذجية والعمل على زيادة رواتب المعلمين في مدارس السلطة من شانه أن يجعل من تلك المدرسة بيئة جذابه للمعلمين والطلاب،وبما يجعلها تشكل منافس قوي للمدارس الحكومية التي تسيطر عليها بلدية الإحتلال.