عدن(جهاد الهاجري):حرف الأنظار عن معركة التحالف الحقيقة، هو ما تعمل عليه حكومة الإخوان، المتخفية بغطاء الشرعية اليمنية، وتتحدث باسمها ونيابة عنها.
الحضرمي المعيَّن حديثاً وزيراً للخارجية اليمنية من قبل الجنرال الأحمر، قد أدى المهمة بنجاح في بيانه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخفف عن كاهل إيران الكثير من تبعات تورطها في اليمن، بعد أن وضع دولة الإمارات العربية في خانة الاتهام، وجعل منها طرفاً معرقلاً لجهود استعادة الشرعية على حد زعمه.
تصريحات محمد عبدالله الحضرمي في مجلس الأمن، تثبت أن إيران اليوم هي من يتحكم في خطاب الشرعية الخارجي، والذي من أجله تم تعيين وزيراً موال لها في هذه الحقيبة الحساسة، التي من شأنها قلب الحقائق رأساً على عقب، وإظهار الجلاد في موقف الضحية.
وبحسب الشرعية ووزيرها الإخواني، فإن الوجود الإيراني في اليمن لا يشكل خطراً على اليمن، إلا بالقدر الذي تشكله الإمارات العربية المتحدة، رغم أن الأخيرة جاءت إلى اليمن لحمايتها، فيما تبذل الأولى جهوداً جبارة لجعل اليمن إمارة فارسية بحتة.
ذلك الدور المشبوه الذي رسمه الحضرمي للجمعية العامة للأمم المتحدة عن الدور الإماراتي، من شأنه أن يخلط الأوراق ، ويضفي لإيران شرعية رسمية في حديثها عن اليمن، بعد أن أصبحت طهران وأبوظبي مجرد لاعبين خارجيين في الشأن الداخلي، لشرعية ينبغي أن تكون صادقة، في بياناتها للمجتمع الدولي، وأن تكشف للعالم الواقع، بدلاً من التعتيم عليه.
وقد قوبلت تصريحات الحضرمي المعادية للإمارات ودورها الإنساني في اليمن، بموجة غضب عارمة في الشارع الجنوبي، الذي يدرك ويثمن جهود الاشقاء الإماراتيين، ودورهم الإنساني المحض لصالح الشعب الجنوبي.
ورداً على استفزازات الشرعية تلك، شن نشطاء وصحفيون جنوبيون حملة مناهضة لتوجه الإخوان التحريضي، وبادروا بكشف فضائح الشرعية التي لا ترى في الوضع سوى وسيلة للإثراء ولو على حساب الأزمات الإنسانية، ومعاناة البسطاء.
إلا أن ذلك الوفاء الجنوبي قابله جحود في الجانب الآخر المؤيد للشرعية، حيث استقبلت وسائل إعلام الإخوان تصريحات الحضرمي بالتهليل والتكبير، واعتبروها نصراً مؤزراً لهم على دولة الإمارات العربية المتحدة.
وذهب البعض منهم لتبرير ذلك التحريض المتطرف ضد الإمارات، باعتباره نوعاً من الإنصاف، مستدلين بمهاجمة الحضرمي لإيران أيضاً في كلمته أمام المجتمع الدولي.
وهذا التبرير في حاد ذاته عدوان آخر على الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة، الذين أتوا إلى اليمن بطلب من الشرعية نفسها، ولإنقاذها من الامتهان الذي تمارسه بحقها، ميليشيات إيران في اليمن.
ولولا ذلك الدور النبيل لقيادة وشعب الإمارات، لما وجد أولئك المرتزقة من ينقذ نسائهم وأطفالهم من قبضة الحوثي، ولكانت معتقلات إيران في اليمن متروسة بأمثال هؤلاء المنتفعين الرخاص.
فإيران لا تقبل هؤلاء المتلونين في صفوفها ، بل وتسومهم سوء العذاب، وهذا ما ينتظرهم فعلاً في حال توقفت عمليات التحالف العربي في اليمن ولو لشهر واحد فقط.
وعلى التحالف العربي أن يراجع موقفه من قيادة الشرعية التي تهيمن عليها جماعة الإخوان الإرهابية، فهم والحوثي وجهان لعملة واحدة، وليس هناك مستفيد من دورهم الخبيث، إلا إيران ومشاريعها التخريبية ضد المنطقة.
فقد سقطت كل الأقنعة، وبات واضحاً حجم الدعم الذي تقدمه ميليشيات الإخوان لإخوانهم الحوثيين من داخل صفوف التحالف العربي.
ولولا ذلك الدور المشبوه، لما كان الحوثي اليوم يهدد ويتوعد دول التحالف، ويشكر في كل بياناته من يصفهم بالشرفاء في صفوف ما يسميه بالعدوان.