الأمم المتحدة(شينخوا):في المداولات العامة للدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والمقرر اختتامها يوم الاثنين، ما سمعه المجتمع الدولي هو مجموعة من زعماء العالم يتحدثون عن التعددية، في حين تم تجاهل الحديث المنفرد عن الأحادية.
في منصة المناقشة العامة، تشاطر قادة العالم والممثلون الوطنيون رفيعو المستوى في المسرح العالمي مختلف الشواغل والمشاكل والتهديدات والتحديات، لكنهم رفضوا اللجوء إلى الخطة باء للحلول التي يعتقدون أنها تؤدي للهاوية.
ويواجه عالم اليوم تهديدات وتحديات غير مسبوقة، بدءا من حالات الطوارئ المناخية والنزاعات والحروب واسعة النطاق والفقر والصراعات الدينية والأمن الغذائي والمائي ونقص التعليم وقضايا السلامة والأمن ونقص الفرص والبطالة وعدم المساواة والإرهاب والتطرف. لا يمكن لأي دولة أو منطقة معالجة هذه المشكلات بمفردها. إن العمل الأحادي بما في ذلك العقوبات الأحادية يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وقال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، 94 عاما، يوم الجمعة، إن "العمل معا مفيد دائما".
وأضاف أنه "عندما يتم تطبيق العقوبات على بلد ما، فإن بلدانا أخرى تتم معاقبتها أيضا. إذ أن ماليزيا والعديد غيرها فقدت سوقا كبيرة عندما تم تطبيق العقوبات على إيران".
التعددية هي حجر الزاوية في النظام الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية، والأمم المتحدة أكبر ميدان دولي متعدد الأطراف.
وحث كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ74 تيجاني محمد باندي المجتمع الدولي على الدفاع بنشاط عن التعددية وتوحيد الجهود لمواجهة الصعوبات والتحديات التي تواجه البشرية.
وقال محمد باندي في افتتاح قمة أهداف التنمية المستدامة إن القمة هي نتيجة التعددية، وتعزيز التعددية هو الخيار الوحيد للبشرية لمواجهة التحديات العالمية المعقدة.
كما أعرب العديد من قادة العالم عن إرادتهم وعزمهم السياسي القوي على دعم التعددية في خطاباتهم في المناقشة العامة.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن "العالم يواجه تحديات هائلة ومتنوعة عبر الحدود بين الشعوب والدول، مما يضع ضغوطا على العمل متعدد الأطراف، وخاصة فيما يتعلق بالمخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين، والقضايا البيئية، والتنمية المستدامة، واللجوء، والمهاجرين".
تعتبر التعددية ديمقراطية وشاملة على نحو عميق. مع وجود عالم مترابط تسوده العولمة، فمن السذاجة الاعتقاد أنه يمكن للبلدان حل المشاكل بمعزل عن غيرها ودون دعم المجتمع الدولي. وأي صدام مفترض بين السيادة والتعددية هو معضلة زائفة. تستفيد جميع البلدان، بدرجات متفاوتة، من التعددية.
استغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم بيان وطني، شجبا "للعولمة"، قائلا إن "المستقبل ليس ملكا للعولميين. إن المستقبل ملك للوطنيين".
ودافع ترامب عن القومية والسيادة الفردية، وانتقد العولمة وحذر من القيام بالتنازلات من أجل التعددية، بما في ذلك التهليل للتفوق العسكري الأمريكي، حسبما أفادت ((بوليتيكو)) يوم الأحد.
ولدى استهدافه بشكل واضح خطاب ترامب، رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا "لا أعتقد أن الأزمة التي نشهدها يمكن حلها من خلال الانعزالية".
وقال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي في محادثاته مع غوتيريش على هامش الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس، إن الصين تقف بقوة إلى جانب التعددية، التي تمثل المستقبل في حين أن الأحادية غير مستدامة.
وقال وانغ يوم الجمعة إن الصين مستعدة للعمل مع الأطراف الأخرى للوفاء بمسؤولياتها الواجبة كدولة كبرى في الحفاظ على السلام والعدالة العالميين.
وذكر وانغ في خطابه في المناقشة العامة أن عالم اليوم ليس مكانا سلميا، حيث تشكل الأحادية والحمائية تهديدين كبيرين للنظام الدولي.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يتعرض فيه مستقبل العالم للخطر، لم ولن تقف الصين أبدا مكتوفة الأيدي.