أكد المؤتمر العربي الإقليمي الثاني حول "كفاءة استخدام النفط والغاز والصناعات ذات الصلة في الدول العربية" على أهمية الشروع بدعم الطاقة الجديدة والمتجددة والنظيفة في الدول العربية النفطية وغير النفطية والشروع بدعم مشروعات مشتركة في استثمار الطاقة الشمسية وتوفير أفضل التقنيات في مجالاتها ،
مشيرا إلى أن تاريخ أسواق النفط العالمية يُظهر صعوبة التكهن بتقلباتها، وهذا ما جعل الاقتصادات المعتمدة عليه عُرضة للأزمات ومواجهة تداعيات انخفاض أسعاره على موازناتها تحديداً.
نبه المؤتمر في البيان الختامي الصادر عنه الدول العربية غير النفطية والتي تمكنت من خفض فاتورة استيراداتها النفطية، وخفض الدعم الذي تقدمه حكوماتها للطاقة، من إنها ستواجه ارتفاعاً في أسعار الوقود، حالما تبدأ سوق النفط بالتعافي من جديد، لذا عليها أن تستثمر من هذه الفرص في حقن اقتصاداتها بالمزيد من مشروعات الطاقة البديلة، وادخال تقنيات متقدمة في انتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية التي تعتمد بشكل مباشر على المنتجات البترولية.. مؤيدا توجه الدول النفطية لخفض حجم الانفاق العام غير الاستثماري بموازناتها، وتوجيه الاستثمارات نحو المشاريع الأساسية والبنية التحتية، وتعزيز مساعي إصلاح منظومة دعم أسعار الوقود، وكذلك تفعيل آليات ضريبية كفؤة على الأنشطة الاقتصادية الربحية، وتجنب إصدار قرارات، تُرتب أعباء مالية جديدة على الموازنات العامة دون توفير غطائها المالي المخطط له.
وأوصى المشاركون في المؤتمر على ضرورة دعم وتشجيع الصناعات التحويلية وبصفة خاصة صناعة البتروكيماويات ومنتجاتها النهائية لتحقيق أعلى معدلات للقيمة المُضافة للثروات البترولية الناضبة ، وكذا القيام بإصلاحات هيكلية اقتصادية جذرية من خلال ترشيد الدعوم لتصل إلى مستحقيها، وإيلاء إصلاحات حفز القطاع الخاص الأهمية والأسبقية من حزم اصلاح القطاعات الاقتصادية والتأكيد على ترشيد النفقات، وإصدار التشريعات اللازمة الهادفة لخفض العجز في الموازنات ، كما أوصوا بضرورة التنسيق وتبادل الخبرات والتجارب بين الدول العربية في مجالات منح التراخيص للشركات البترولية العالمية واختيار السياسات الناجعة في مجالات الاستكشافات البترولية وتوفير الخبرات التي تٌمكنها من اتمام مفاوضات نزيهة ضامنة لمصالحها.
ويذكر بأن المؤتمر العربي الإقليمي الثاني الذي انعقد خلال 6_7 مارس الحالي في القاهرة بالتعاون بين المنظمة العربية للتنمية الادارية والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، وتحت رعاية معالي السيد/ أحمد أبو الغيط – أمين عام جامعة الدول العربية، قد شارك فيه الدكتور رشيد بارباع وزير النفط والمعادن الأسبق ممثلا عن مؤتمر حضرموت الجامع وعدد من المتخصصين والمهتمين بشؤون النفط والغاز على المستويين العربي والدولي.