يعتبر المسلمون أن مدينة القدس مكان مقدس لهم، خاصة أن منها كان معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السماء، وفيها المسجد الاقصى أحد المساجد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا اليها، وأنها بمثابة الارض المباركة من الله؛ مما شكل حافزا لديهم للوصول إليها والسكن فيها لهذه المكانة الدينية.
والقدس ليست كأي مكان في العالم، فكل بقعة من أرض بيت المقدس الطاهرة، تنطق بالتاريخ المعبق برائحة الرسل والأنبياء، والصحابة والصالحين، ورجال جبلوا بدمهم وعرقهم وجهدهم كل بلاط وأحجار القدس.
ولقد عمرت بسكانها عبر التاريخ، فلم تخل لحظة منهم، منذ أن بناها اليبوسيون عام2600 ق م، ومنذ ذلك التاريخ شكل العرب السكان الأصليون لهذه المدينة، ثم وفد اليها بعد ذلك من وفد.
وشكل سكان القدس عصب وعصبية تاريخها، فالعصبية كما ذكر ابن خلدون في مقدمته، عامل أساس في بناء المجد السياسي، وفي إقامة الدول؛ ولهذا شكلت العصبية بين السكان الفلسطينيين مجال حماية على التراث والحضارة والتاريخ والمقدسات في القدس.
وكما ميز الله سبحانه وتعالى بيت المقدس عن غيرها من عواصم العالم في النواحي التاريخية والدينية والسياسية، وميزها بتراثها وفنونها المعمارية ومبانيها الشامخة بمقدساتها وبتاريخها العريق، مما ميز عائلاتها العريقة.
وقد حافظت الأسر العريقة على مجدها بالمحافظة عليه بالجهاد والعلم والمال، واقترنت بالزعامة القائمة على العمل الزاهر والكرم الباهر والأعمال الحميدة، كما كانت الأكثرية الساحقة دوما من سكان مدينة القدس، كانت تتألف من المسلمين العرب، حيث وفدوا إليها جهادا وحبا وتبركا بها من أقطار إسلامية وعربية مختلفة.
وفيما يتعلق بتأريخ العائلات المقدسية، فلقد تربع على الزعامة في القدس أسرة الحسيني التي تقف على رأس الأسر اليمنية، بينما تقابلها أسرة الخالدي التي تقف على رأس الأسر القيسية، حيث تقلدت عائلات الحسيني والخالدي اهم المناصب في القدس، واحتكروا الإفتاء ونقابة الأشراف ومشيخة الحرم ونيابة الشرع.
وأما بعض عائلات القدس العريقة أيضا في تاريخها وحسبها ونسبها مثل: آل الجاعوني، والقطب، والعفيفي وقطينة، وسموم، وشهوان، والنشاشيبي، وغيرها، فقد خسرت وظائفها العلمية والإدارية العالية، واكتفى أبناءها بوظائف متواضعة في الخدمة والتدريس في المساجد والمدارس والزوايا ونسخ الكتب والمؤسسات الخيرية، لكنهم تميزوا عن سابقيهم بأن بعضهم طرق أبواباً جديدة في سبيل الحراك الاجتماعي، إما عن طريق الخدمة العسكرية، وإما عن طريق التجارة.
والعائلات المقدسية تنقسم حسب الحقبة التاريخية التي قطنت فيها القدس إلى قسمين، العائلات المقدسية القديمة وهي التي دخلت القدس محررة في ركاب التحرير لصلاح الدين الأيوبي أو بعده وتتابعت في دخولها واستقرارها في بيت المقدس حتى عام 1100هـ، والعائلات المقدسية الجديدة وهي التي استقرت ونزلت في القدس الشريف إبان الحكم العثماني وبالتحديد في الفترة الواقعة بين عامي 1100 م و 1280 هـ.
وهناك عائلات الأشراف في القدس مثل آل الشريف، آل برهوم، آل الخالدي، آل البديري، آل الشهابي، آل العفيفي، آل الخطيب بني جماعة الكناني ، آل الدجاني وغيرها.
وأما العائلات التي تنسب الى قبيلة بني حسن في بيت المقدس هي: (آل الحسيني, أبو دية، آل درويش, ابو سبيت , العويسات , الأطرش , الأعرج , وهدان وغيرها"
ومن أشهر العائلات المقدسية عائلة غوشة.، عائلة الحسيني، عائلة الخالدي، عائلة الغوانمة، عائلة الدجاني، عائلة العلمي، عائلة جارالله أبو اللطف، عائلة البديري، عائلة النشاشيبي، عائلة أبو السعود، عائلة الإمام الحسيني، عائلة الخطيب، عائلة البشيتي، آل قطينة، عائلة العسلي، عائلة الطرزي، عائلة جودة، عائلة غوشة.