دبي (رويترز) - قالت إيران يوم الأحد إنها سترفع بعد وقت قليل نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من المستوى الذي يجيزه الاتفاق النووي الموقع في 2015، فيما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى توجيه تحذير لها في الوقت الذي يضغط فيه على إيران لحملها على إعادة التفاوض على الاتفاق.
وفي مؤشر على تزايد القلق، عبرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وكلها أطراف في الاتفاق، عن مخاوفها بشأن قرار إيران.
وقال مسؤولون إيرانيون كبار في مؤتمر صحفي إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها كل 60 يوما ما لم تتحرك الدول الموقعة الأخرى على الاتفاق لحمايته من العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس الأمريكي بعد انسحابه من الاتفاق العام الماضي.
وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ”نحن على استعداد تام لتخصيب اليورانيوم لأي مستوى وبأي كمية“.
وأضاف ”بعد ساعات قليلة ستنتهي العملية التقنية وسيبدأ التخصيب بما يتخطى 3.67 بالمئة“ في إشارة للحد الذي يسمح الاتفاق به لإيران.
ووجه ترامب تحذيرا لإيران في حديثه للصحفيين لدى مغادرته موريس تاون في نيوجيرزي متوجها إلى واشنطن. وقال ”من الأفضل لإيران توخي الحذر“.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن إيران ”تفعل الكثير من الأشياء السيئة“، لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال ”لن تمتلك إيران سلاحا نوويا أبدا“.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هذه الخطوة شديدة الخطورة ودعا أوروبا مجددا إلى فرض عقوبات على طهران.
وقال نتنياهو ”تخصيب اليورانيوم له سبب واحد ووحيد... صنع قنابل ذرية“.
وتنفي إيران وجود أي نية لديها لتطوير أسلحة نووية.
ولم تبد إيران أي مؤشر على الاستسلام للضغط الذي يفرضه عليها ترامب في مواجهة اتخذت بعدا عسكريا بعد أن ألقت واشنطن بالمسؤولية على طهران في هجمات على ناقلات نفط وإسقاط طهران لطائرة مسيرة أمريكية مما أدى لقرار بشن ضربات أمريكية تراجع عنه ترامب في اللحظات الأخيرة.
ورفض الأوروبيون انسحاب ترامب من الاتفاق العام الماضي لكنهم لم يفلحوا حتى الآن في إنقاذ الاتفاق بحماية اقتصاد إيران من العقوبات الأمريكية.
واستنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد قرار إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يتجاوز الحد المتفق عليه وقال إن الخطوة ”انتهاك“ للاتفاق.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن إيران خالفت بنود الاتفاق النووي الموقع في 2015 وعليها التوقف فورا والعدول عن أنشطتها.
وحث الاتحاد الأوروبي إيران على وقف التصرفات التي تقوض الاتفاق النووي قائلا إنه على اتصال بالأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق وقد يؤسس لجنة مشتركة لبحث القضية.
تركت إيران بعض المجال للمفاوضات.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر يوم الأحد إن كل الإجراءات التي اتخذتها بلاده لتقليص التزامها ببنود الاتفاق النووي ”يمكن التراجع عنها“ إذا أوفت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق بالتزاماتها.
وقال مصدر في مكتب الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه يوم الأحد إن آلية فض النزاع بشأن الاتفاق النووي الإيراني لن يتم تفعيلها الآن. وتمنح الحكومة الفرنسية نفسها فرصة حتى منتصف يوليو تموز الجاري لمحاولة الدعوة لمحادثات مجددا بين كل الأطراف.
وبموجب تلك الآلية سيعاد فرض كل العقوبات المنصوص عليها في قرارات صادرة عن الأمم المتحدة على إيران إذا أخفقت سلسلة من الخطوات المحددة لحل الخلافات بشأن الاتفاق في تحقيق هدفها.
وقصر الاتفاق النووي مستوى تخصيب إيران لليورانيوم عند 3.67 بالمئة بما يقل كثيرا عن مستوى 20 بالمئة الذي كانت تقوم به قبل الاتفاق وأقل بكثير من مستوى 90 بالمئة الذي يسمح بصنع أسلحة نووية.
* ضغوط على القوى الأوروبية
اتخذت العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بين واشنطن وطهران منحنى أسوأ في مايو أيار 2018 بعدما انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرم قبل توليه المنصب وأعاد فرض العقوبات على طهران، قائلا إن الاتفاق لا يكفي ولم يتناول برنامج إيران الصاروخي أو سياساتها في الشرق الأوسط