واشنطن/دبي (رويترز) - هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بمحو أجزاء من إيران إذا هاجمت الجمهورية الإسلامية ”أي شيء أمريكيا“، وذلك بعدما قالت إيران إن العقوبات الأمريكية الجديدة أجهضت كل الفرص الدبلوماسية ووصفت تصرفات البيت الأبيض بأنها ”متخلفة عقليا“.
ووقع ترامب أمرا تنفيذيا يوم الاثنين بفرض عقوبات على الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وعدد من كبار المسؤولين. ومن المتوقع فرض إجراءات عقابية على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في غضون الأيام المقبلة.
وتأتي هذه التحركات بعد إسقاط إيران لطائرة مسيرة أمريكية في 20 يونيو حزيران الجاري وإلغاء ترامب ضربة جوية ردا على ذلك قبل دقائق من تنفيذها، قائلا إنها كانت ستسقط عددا كبيرا من القتلى. وكان ذلك الهجوم سيمثل أول ضربة أمريكية لإيران على مدى عقود من العداء بين البلدين.
لكن ترامب كتب على تويتر يوم الثلاثاء ”أي هجوم من إيران على أي شيء أمريكي سيقابل بقوة كبيرة وكاسحة. في بعض المناطق كاسحة تعني المحو“.
وقبل ذلك بقليل قال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على تويتر ”فرض عقوبات غير مجدية على الزعيم الأعلى الإيراني خامنئي وزعيم الدبلوماسية الايرانية (ظريف) يمثل إغلاقا دائما لمسار الدبلوماسية“.
وأضاف ”إدارة ترامب اليائسة تدمر الآليات الدولية الراسخة للحفاظ على السلام والأمن العالميين“.
وفي كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة اليوم الثلاثاء قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العقوبات الجديدة على خامنئي لن يكون لها أي تأثير عملي لأنه لا يملك أصولا في الخارج.
ووصف روحاني الإجراءات الأمريكية بأنها مؤشر على يأس الولايات المتحدة ووصف تصرفات البيت الأبيض بأنها ”متخلفة عقليا“.
وقال روحاني ”تصرفات البيت الأبيض تدل على أنه متخلف عقليا... وصبر طهران الاستراتيجي لا يعني أننا نشعر بالخوف“.
* تصعيد العقوبات الأمريكية
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية معرقلة على إيران منذ العام الماضي حين انسحب ترامب من الاتفاق النووي بين إيران وقوى عالمية والذي هدف لكبح برنامج إيران النووي في مقابل رفع العقوبات.
وتصاعدت الأزمة بحدة منذ الشهر الماضي عندما شددت إدارة ترامب العقوبات وأمرت كل الدول بوقف شراء النفط الإيراني.
وكان لذلك عمليا أثر سلبي كبير على الاقتصاد الإيراني إذ أن النفط هو مصدر العائد الرئيسي الذي تستخدمه طهران لشراء الغذاء لسكانها البالغ عددهم 81 مليون نسمة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يوم الثلاثاء في القدس ”ترك الرئيس الباب مفتوحا أمام إجراء مفاوضات حقيقية للقضاء بشكل كامل يمكن التحقق منه على برنامج الأسلحة النووية الإيراني وأنظمة إطلاق صواريخها الباليستية ودعمها للإرهاب الدولي وتصرفاتها الخبيثة الأخرى في أنحاء العالم“.
وتابع قائلا ”كل ما على إيران فعله هو العبور من هذا الباب المفتوح“.
وأضاف ”إما أن يفهموا المغزى أو ... سنعزز ببساطة حملة الضغوط القصوى“.
* إيران: لا سبب لمواصلة الالتزام بالاتفاق النووي
وتقول إيران إنه لا مغزى من التفاوض مع واشنطن بعد انسحابها من اتفاق تم التوصل إليه بالفعل.
ومنحت إيران مهلة للدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق حتى الثامن من يوليو تموز لإيجاد سبيل لحماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية وإلا عملت على تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية يحظرها الاتفاق لضمان عدم وصول طهران إلى تطوير سلاح نووي.
لكن مع ضعف الإشارات الأوروبية بشأن الوفاء بمطلب إيران، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله يوم الثلاثاء إن بلاده لم يتبق لديها سبب لمواصلة التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 دون أن تبادلها الدول الأوروبية الموقعة عليها نفس الالتزام.
وقال عراقجي ”بالإشارة إلى الوعود التي لم تنفذ من الجانب الأوروبي، لا يوجد سبب لإيران لتنفيذ التزاماتها من جانب واحد“.
وأضاف ”إيران أبقت نافذة الدبلوماسية مفتوحة من خلال تقليص التزاماتها تدريجيا“.
وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إيران يوم الثلاثاء من أن انتهاك التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 سيكون خطأ جسيما وأن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تؤكد لطهران بكل وضوح أنه ليس من مصلحتها القيام بذلك.
وقال روبرت وود السفير الأمريكي لشؤون نزع السلاح خلال مؤتمر في جنيف يوم الثلاثاء إن ترامب ترك الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية مع إيران لكن عليها ألا تفسر ضبط النفس الذي تحلى به بعد إسقاط الطائرة المسيرة بأنه ضعف.
وأضاف وود ”لن نبدأ صراعا مع إيران ولا نعتزم حرمانها من الحق في الدفاع عن مجالها الجوي ولكن إذا واصلت إيران الهجوم علينا فسيكون ردنا حاسما“.