بيروت/عدن(خاص):-اعتبر الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق نايف حواتمة بأن الشعب الفلسطيني وقواه الحية يناضلون على ساحتين نضاليتين: ساحة المواجهة المباشرة لصفقة ترامب - نتنياهو سواء على أرض الوطن أو في مناطق اللجوء والشتات، وساحة النضال من أجل استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، وإن من شأن النجاح في استعادة الوحدة الوطنية إن يسرع من أمر افشال المشروع الأمريكي الذي لا يتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية فقط، بل ومع كل قيم العدالة والإنسانية والقانون الدولي..
جاء ذلك خلال لقاء حواتمة مع قيادة وكوادر الجبهة الديمقراطية في لبنان في المقر المركزي للجبهة في لبنان، وحضر جانب من اللقاء سفير فلسطين في لبنان"أشرف دبور"الذي عبر عن تقديره للرفيق نايف حواتمة ودوره في توحيد الموقف الفلسطيني في اطار المحافظة على ثوابت شعبنا الوطنية.
كما حضر اللقاء عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية ومسؤولي الجبهة في المخيمات اضافة إلى مسؤولات ومسؤولي القطاعات النسائية والشبابية والعمالية وقطاع المهنيين في الجبهة الديمقراطية. واضاف حواتمة بأن المشكلة التي نعيشها على المستوى الداخلي الفلسطيني تكمن في سياسة التفرد بالقرار الفلسطيني من جهة، وتعنت طرفي الإنقسام وعدم إستجابتهما للدعوات الصادقة للحوار الوطني كي نتمكن من اعادة تنظيم صفوفنا في معركتنا المشتركة ضد الإحتلال والإستيطان من جهة اخرى.
وقال: إن صفعة العصر الأمريكية هي ليست مشروعاً مطروحاً للحوار أو التفاوض، ولا إمكانية، كما يطرح البعض لتعديله أو تطويره لصالح حقوقنا الوطنية، بل هو مشروع مطروح للتطبيق المباشر وبالقوة وبطريقة الأمر الواقع. فهذا ما حدث بشأن القدس ورفض كل المجتمع الدولي للإجراء الأمريكي، وهذا ما حصل مع وكالة الغوث وسياسة الإبتزاز المالي والسياسي، والعبث بالمكانة القانونية للاجئين بهدف الغاء حق العودة، وهذا ما حصل ايضا بشأن تشريع الإستيطان بطول الضفة الفلسطينية وعرضها وسحب الاعتراف من مكتب منظمة التحرير في واشنطن وغير ذلك من العناوين التي تعمل الولايات المتحدة على فرضها بشكل تدريجي. وبالتالي فإن هذه السياسية لا يمكن مواجهتها إلآ في الميدان وبإستراتيجية فلسطينية وعربية قادرة على افشال مشروع الإدارة الأمريكية التي تعتمد على نقاط إرتكاز عربية تسعى للدخول منها لفرض مشروعها على شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية..
وتابع حواتمة قائلاً: إن شعبنا الفلسطيني لديه من الخبرات النضالية ما يجعله قادراً على التعامل مع تداعيات صفقة ترامب - نتنياهو وافشالها خاصة اذا ما توافرت مقومات الصمود والمواجهة سواء على المستوى الفلسطيني او العربي. فعلى المستوى الفلسطيني لا يمكن لحكومة من لون واحد وبالسياسة الراهنة التي تتبعها ان تحقق اية انجازات يمكن البناء عليها، إذ سبق لهم وان جربوا هذا النوع من السياسات التي عجزت عن النهوض بشعبنا وقضيتنا، نظرا للسياسة الإنفرادية للقيادة الرسمية الفلسطينية وطريقة ادارتها للعلاقات الداخلية، وايضا التدخلات الإقليمية والإسرائيلية، والحجم الكبير من القيود والإلتزامات التي فرضت على السلطة الفلسطينية حيث ما زالتا قيادتها مصرة على التمسك ببقايا اوسلو، لذلك نقول لا معنى لمعارضة صفقة ترامب، إذا لم نتقل الى سياسات تصادمية مع هذه الصفقة وتطبيقاتها في الميدان..
وتابع حواتمة قائلاً: بغض النظر عن حجم الضغوط التي تمارس على قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وعلى النظام الرسمي العربي، إلآ إن العامل الفلسطيني يبقى هو العامل الأساسي وانه بوحدة الموقف الوطني الفلسطيني فإن صفقة ترامب - نتنياهو، سوف تصطدم بالطريق المسدود، وإن الحالة الفلسطينية الموحدة والمقاومة مازالت قادرة على ان تعرقل المشروع الأمريكي الإسرائيلي، بل وتسقطه. وهنا تكمن اهمية الإسراع في الذهاب الى حوار وطني شامل لإصلاح وتفعيل م.ت.ف وتشكيل حكومة إنتقالية، تتولى تنظيم إنتخابات شاملة تعيد بناء النظام السياسي بانتخابات شاملة لجميع المؤسسات الفلسطينية بالتمثيل النسبي الكامل، وتعيد عناصر القوة كافة للحركة الشعبية وقواها السياسية في مواجهة التحديات والإستحقاقات التي تواجه قضيتنا وحقوقنا الوطنية.
كما قال: نحن نناضل من أجل إستراتيجية نضالية جديدة تتصادم مع المشروع الأمريكي في الميدان ومع الممارسات والاجراءات الاسرائيلية على الارض، والبداية تبدأ بتصحيح وتصويب العلاقات داخل م.ت.ف على قاعدة الشراكة الوطنية وتطبيق قرارات المجلس الوطني لجهة إنهاء العمل بإتفاق أوسلو، وسحب الإعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني مع سلطات الإحتلال، وفك الإرتباط بالإقتصاد الإسرائيلي، وإستنهاض المقاومة الشعبية بكافة أشكالها، وتدويل القضية والحقوق الفلسطينية بما يضمن لشعبنا حقه في دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 حزيران 67، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194.
وعن الحالة العربية قال: لم تنجح إدارة ترامب في توليد موقف عربي يتجاوز حقوقنا الوطنية، وإن كان بعض العرب قد ابدى التجاوب تحت ذريعة مواجهة إيران. ونحن نعتقد ان هناك امكانية فعلية لافشال صفقة ترامب في شقيها الفلسطيني والعربي. فالصفقة تستهدف الشعوب العربية كما تستهدف الشعب الفلسطيني، وهذه حقيقة معروفة للاشقاء العرب الذين عبروا بردود فعل شعبية رافضة لكل أشكال التطبيع مع العدو الاسرائيلي، وهي حركة تتسع يوماً بعد يوم ما يطرح علينا، كحركة وطنية فلسطينية مجموعة من المهمات. لأنه بمقدار ما تتسع حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية، وتتعمق أساليب وآليات صمود شعبنا، بمقدار ما تستجيب الشعوب العربية الشقيقة ومختلف تياراتها السياسية والشعبية والنقابية أكثر فأكثر في مواقفها لصالح القضية الفلسطينية وفي مقاومة التحالف الأميركي – الإسرائيلي.
وختم قائلاً: نقدر عاليا الموقف اللبناني الرسمي والشعبي الرافض للمشاركة في جريمة العصر وندعو الى تعزيز اواصر الاخوة والتنسيق في مواجهة تداعيات المشروع الامريكي الإسرائيلي على الحقوق الفلسطينية واللبنانية وعلى قاعدة التفاهم والتساند الكفاحي ونبذ كل ما من شأنه إن يضر بمصلحة الشعبين الشقيقين. ونحن كلنا ثقة بتفهم الإخوة اللبنانيين للحاجات الانسانية والمعيشية للشعب الفلسطيني في لبنان الذي كان وسيبقى حريصاً على أمن واستقرار لبنان..