(ا ف ب):- أعلنت إيران الثلاثاء إن الولايات المتحدة أغلقت "نهائيا" مسار الدبلوماسية مع فرضها عقوبات جديدة على قادتها، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"محي" الجمهورية الإسلامية في حال اندلاع حرب.
وفي هذه الأثناء، انتقد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون صمت إيران "المطبق" حيال عرض واشنطن إجراء محادثات بينما اتّهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة بـ"الكذب" في هذا الصدد.
وأما الصين، فسارعت لدعوة الأطراف المعنية إلى "التهدئة" و"ضبط النفس".
وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين عقوبات على إيران استهدفت المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي وكبار المسؤولين العسكريين، ما زاد من المخاطر في ظل النزاع المتصاعد في المنطقة.
وأفادت وزارة الخزانة الأميركية أنها ستدرج كذلك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف -- الذي كان بين أبرز مهندسي اتفاق 2015 النووي -- وثمانية من كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس موسوي الثلاثاء إن "فرض عقوبات عقيمة على المرشد الأعلى لإيران (آية الله علي خامنئي) ووزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف) يغلق مسار الدبلوماسية بشكل نهائي مع حكومة ترامب اليائسة".
وأضاف أن "حكومة (ترامب) بصدد تدمير جميع الآليات الدولية المعتمد عليها للحفاظ على السلام والأمن العالميين".
وتأتي الخطوة الأميركية بعدما أسقطت إيران طائرة تجسس أميركية مسيّرة الأسبوع الماضي ما دفع ترامب لإصدار أمر بشن ضربة انتقامية قبل العدول عن ذلك في اللحظة الأخيرة.
وسبق ذلك سلسلة هجمات استهدفت سفنًا في مياه الخليج حمّلت الولايات المتحدة إيران مسؤوليتها، رغم إصرار الجمهورية الإسلامية على نفي أي علاقة لها بالعملية.
وذكرت وسائل إعلام أميركية كذلك أن ترامب أذن سراً بتنفيذ هجمات إلكترونية على أنظمة الدفاع الصاروخي الإيرانية وشبكة تجسس تابعة لها، لكن طهران أكدت أن ذلك لم يتسبب بأي أضرار.
ووصف ترامب عقوبات الاثنين بأنها "رد قوي ومتناسب على تحركات إيران الاستفزازية بشكل متزايد".
وقال "لا نسعى إلى النزاع"، مضيفًا أن رد فعل إيران سيحدد إن كانت العقوبات سترفع عنها غداً أو "بعد سنوات".
- صمت "مطبق" -
وقطعت طهران وواشنطن العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1980 على خلفية أزمة احتجاز رهائن في السفارة الأميركية في طهران في أعقاب الثورة الإسلامية.
وتأتي التوترات الأخيرة بعد عام من انسحاب ترامب أحادي الجانب من الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعت عليه دول كبرى.
وأعلنت إيران مذاك أنها ستتوقف عن الالتزام ببعض القيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية، لكنها أصرّت على أن جميع أهداف برنامجها الذرّي مدنية.
ولطالما ضغطت حليفتا الولايات المتحدة -- السعودية وإسرائيل -- على واشنطن للتحرّك بقوة ضد إيران.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتاينياهو من أن بلاده، التي يعتقد بشكل واسع أن لديها ترسانتها النووية الخاصة بها غير المعلنة، ستقوم "بكل شيء" لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون من القدس الثلاثاء إن إيران لم ترد على عرض واشنطن للتفاوض.
وقال بولتون إن ترامب "ترك الباب مفتوحًا لإجراء مفاوضات حقيقية"، مضيفًا "في المقابل، كان صمت إيران المطبق".
لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني أشار إلى أن العقوبات الجديدة تكشف أن واشنطن كانت "تكذب" بشأن هذا العرض.
وقال خلال اجتماع مع الوزراء تم بثه على الهواء مباشرة "في ذات الوقت الذي تدعون فيه للتفاوض، تسعون لفرض عقوبات على وزير الخارجية. من الواضح أنكم تكذبون".
بدوره، دعا مجلس الأمن الدولي إلى الحوار للتعامل مع المسألة.
وقال المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة إن بلاده، المنهكة أساسًا من العقوبات الأميركية التي تشمل فرض حظر على صادراتها النفطية التي تعد غاية في الأهمية بالنسبة إليها، تتعرض إلى "حرب اقتصادية".
وقال مجيد تخت روانجي للصحافيين في نيويورك "لا يمكنك البدء بحوار مع أحد يهددك ويعمل على تخويفك".
- مضيق استراتيجي -
وأعلن ترامب الاثنين كذلك أنه لا يمكن لبقية الدول الانتظار من القوات الأميركية حماية الخليج.
وقال ترامب في تغريدة على "تويتر" الاثنين "على كل هذه الدول أن تحمي سفنها في هذا الممر الذي كان دائما خطرا"، في إشارة إلى مضيق هرمز. وأضاف "نحن حتى لسنا بحاجة لأن نكون هناك".
ورحبت إيران بالتصريحات. وقال ظريف على "تويتر" إن ترامب "محق مئة في المئة بأن الجيش الأميركي لا شأن له في الخليج".
وأضاف أن "انسحاب قواته يتماشى تماما مع مصالح الولايات المتحدة والعالم".
وعلى صعيد متصل، التقى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الاثنين بقادة السعودية والإمارات، داعيًا إياهم لبذل مزيد من الجهود لضمان مراقبة الملاحة قبالة إيران.
وأشار بومبيو إلى أنه يعمل على تأسيس ما وصفه بـ"تحالف عالمي" ضد الجمهورية الإسلامية.
وقال ترامب الأحد في مقابلة أجرتها معه قناة "إن بي سي" التلفزيونية إنه سيتم "محو إيران بطريقة غير مسبوقة" إذا اندلعت الحرب.
لكنه أشار إلى أنه منفتح على التفاوض مع القادة الإيرانيين.
وقال "أعتقد أن لدى إيران في النهاية مستقبلاً استثنائيًا".