لندن (رويترز) - قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي يوم الجمعة إنه يأمل أن تسود ”النوايا الطيبة للحوثيين“ حتى يتسنى للبرنامج رفع تعليق جزئي للمساعدات في اليمن وتفادي انهيار النظام الإنساني بالكامل.
وقال البرنامج يوم الخميس إنه بدأ تعليقا جزئيا لتقديم المساعدات في اليمن بسبب عدم التوصل لاتفاق مع الحوثيين المتحالفين مع إيران بشأن ضوابط تمنع تحويل الغذاء لغرض غير المخصص له وهو إطعام الأشخاص الأشد احتياجا في البلاد.
ويؤثر القرار على 850 ألف شخص في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون من بين أكثر من عشرة ملايين شخص في أفقر دول شبه الجزيرة العربية يعتمدون على الغذاء الذي يوفره البرنامج.
وقال بيزلي في مقابلة مع رويترز ”نأمل أن تفكر السلطات في صنعاء بحكمة وتفعل ما في صالح الشعب“.
وقال إنه والفرق التابعة للبرنامج تتحاور مع قيادات جماعة الحوثي وعقدت اجتماعات معهم مثل عبد الملك الحوثي وشقيقه اللذين بذلا قصارى جهدهما للتوصل إلى حل.
وأضاف ”هناك متشددون داخل حركة أنصار الله لا يعبأون بالشعب ولا يعبأون بأي شيء سوى تحقيق المكاسب وزعزعة الاستقرار“.
إ
وقال بيزلي إن برنامج الأغذية يقدر أن عشرة في المئة على الأقل من المساعدات الغذائية التي قدمها شهريا وتبلغ قيمتها 175 مليون دولار جرى توجيهها في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين للمساعدة في تمويل الصراع.
وأضاف بيزلي ”نأمل أن تسود النوايا الطيبة للحوثيين وأن نتمكن من إعادة تفعيل نظامنا. إذا تمكنا من تحقيق ذلك، ونحن لا نرى سببا يحول دون التنفيذ، فسنعود إلى الشوارع خلال ساعات“.
ومضى قائلا ”في هذه المرحلة يمكن القول بوضوح إن النظام الإنساني يمول عمليات عسكرية وسياسية. نحن جهة مستقلة ومحايدة وغير منحازة وإذا لم نستطع ضمان ذلك فلا يجب أن نتواجد هناك“.
وأضاف ”النظام الإنساني بكامله معرض للخطر هنا“.
وجاءت الخطوة بسبب خلاف بين جماعة الحوثي وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بشأن التحكم في نظام بيانات القياسات الحيوية الذي يستخدمه برنامج الأغذية لضمان عدم توجيه الطعام لمن لا تستهدفهم المساعدات. وقال الحوثيون إن إصرار البرنامج على التحكم في البيانات يخالف القانون اليمني.
وقال بيزلي ”بيانات القياسات الحيوية تمكننا من ضمان عدم توجيه المساعدات“ لمن لا تستهدفهم مضيفا أن برنامج الأغذية يدرس كل الخيارات الأخرى منذ 18 شهرا لكنه لم يجد خيارا سوى تعليق توزيع المساعدات.
وأضاف أن الاختيار وقع على صنعاء لأن سكانها يتمتعون بأعلى درجة من التغذية على مستوى البلاد لكنها تشهد أغلب وقائع توجيه الأطعمة لأغراض أخرى. وستستمر برامج التغذية للأطفال الذين يعانون سوء التغذية والحوامل والأمهات المرضعات.
وقال بيزلي ”هذا واحد من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي على الإطلاق إن لم يكن الأصعب“.
وأضاف ”يمثل اليمن أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض اليوم ويتفاقم ذلك بسبب توجيه المساعدات الغذائية بعيدا عن مستحقيها. لنصلي ونأمل التوصل إلى حل“.