جنيف/دبي (رويترز) - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الثلاثاء إن إيران لن تشن حربا على أي دولة فيما طلبت روسيا من الولايات المتحدة التخلي عما وصفته بالخطط الاستفزازية لنشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط.
وتصاعدت المخاوف من مواجهة بين إيران والولايات المتحدة منذ الهجوم على ناقلتي نفط قرب مضيق هرمز الاستراتيجي يوم الخميس والذي ألقت واشنطن باللوم فيه على إيران.
وتدهورت العلاقات بالفعل عقب قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق دولي وافقت إيران بموجبه على كبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها.
ومنذ الانسحاب من الاتفاق في مايو أيار من العام الماضي أعاد ترامب العقوبات الأمريكية وتوسع فيها مجبرا الدول حول العالم على مقاطعة النفط الإيراني أو مواجهة عقوبات.
وحثت طهران التي نفت تورطها في الهجوم على ناقلات النفط الأسبوع الماضي وفي مايو أيار الدول الأخرى الموقعة بالتحرك لإنقاذ الاتفاق النووي وإلا ستتجاهل إيران الاتفاق.
وحذرت إيران يوم الاثنين من إنها ستتجاوز قريبا الحد الأقصى لكمية اليورانيوم المخصب المتاح لها تخزينها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يهدف إلى تقليص قدراتها النووية.
ومن شأن تجاوز حد تخزين اليورانيوم المخصب، الذي يعد جوهر الاتفاق النووي، أن يثير أزمة دبلوماسية تجبر الموقعين الآخرين على الاتفاق ومنهم الصين وروسيا وقوى أوروبية على مواجهة طهران.
ووصف مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بأنه ”إبتزاز نووي“.
ومع تصاعد الخلاف دعت كل من روسيا والصين وهما من الدول الموقعة على الاتفاق إلى ضبط النفس.
وحذر كبير الدبلوماسيين الصينيين العالم من ”فتح أبواب الجحيم“ في منطقة الشرق الأوسط وندد بالضغوط الأمريكية على إيران داعيا إياها لعدم الانسحاب من الاتفاق النووي.
ودعت روسيا الولايات المتحدة إلى وقف التصرفات التي تبدو كمحاولة واعية لاستفزاز إيران من أجل الحرب وحثت جميع الأطراف على ضبط النفس.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله ”ما نراه هي محاولات أمريكية متواصلة ومستمرة لتكثيف الضغط السياسي والنفسي والاقتصادي وأيضا العسكري على إيران بطريقة استفزازية تماما“.
وأضاف ”هذه (التصرفات) لا يمكن اعتبارها أي شيء سوى نهج واع للاستفزاز من أجل الحرب“.
* جراءة إيران
كان باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي قد أعلن يوم الاثنين عن نشر نحو ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط لأغراض وصفها بأنها دفاعية متعللا بمخاوف من تهديد إيراني.
وتأتي الزيادة الجديدة في عدد الجنود بعد إعلان زيادة قدرها 1500 جندي الشهر الماضي ردا على هجوم استهدف ناقلات في مايو أيار. وشددت واشنطن قبل ذلك العقوبات وأمرت جميع الدول والشركات بوقف وارداتها من النفط الإيراني وإلا سيجري إخراجها من النظام المالي العالمي.
وقال روحاني إن إيران لا تسعى للصراع وندد بالجهود الأمريكية لعزل إيران مرجحا أن إدارة ترامب غير متمرسة في الشؤون الدولية.
وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة ”إيران لن تشن حربا على أي دولة“ وتابع ”رغم كل جهود الأمريكيين في المنطقة ورغبتهم في قطع كل علاقاتنا مع العالم أجمع ورغبتهم في إبقاء إيران منعزلة.. لم ينجحوا“.
وأدلى مسؤولون إيرانيون بعدة تصريحات حازمة بشأن الأمن منها قول علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن طهران مسؤولة عن أمن الخليج وحثه القوات الأمريكية على مغادرة المنطقة.
وعززت التوترات الملتهبة بين إيران والولايات المتحدة من المخاوف بتزايد العنف في الدول الواقعة بمحيط إيران وخصوهما من دول الخليج.
وقالت وسائل إعلام سعودية يوم الثلاثاء إن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت طائرتين مسيرتين أطلقتهما جماعة الحوثي في اليمن الموالية لإيران كانت إحداهما تستهدف منطقة سكنية في مدينة أبها بجنوب السعودية. وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين إن الجماعة شنت هجمات بطائرات مسيرة على مطار أبها.
وقال بيان عسكري عراقي إن ثلاثة صواريخ سقطت على قاعدة عسكرية بها قوات أمريكية إلى الشمال من بغداد في وقت متأخر يوم الاثنين. ولم يذكر البيان المزيد من التفاصيل. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال مسؤولون أمريكيون الشهر الماضي إن هناك تهديدا متزايدا على المصالح الأمريكية في العراق من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران. وأجلت السفارة الأمريكية في بغداد المئات من الموظفين.
* تحذيرات
ويهدف الاتفاق النووي الموقع في 2015 إلى قطع أي طريق أمام إيران لصنع قنبلة نووية.
وتقول إدارة ترامب إن الاتفاق الذي أبرمته إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما به قصور لأنه غير دائم ولا يتطرق إلى برنامج إيران الصاروخي ولا يعاقبها على شن حروب بالوكالة في دول أخرى بالشرق الأوسط.
وقال روحاني يوم الاثنين إن انهيار الاتفاق لن يكون في مصلحة المنطقة أو العالم. وقال ريباكوف إن موسكو حذرت مرارا واشنطن وحلفاءها الإقليميين من ”زيادة التوترات برعونة وعدم تفكير في منطقة ملتهبة“.
وفي بكين، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي للصحفيين إنه ينبغي على الولايات المتحدة ألا تستخدم ”الضغط المبالغ فيه“ عند تسوية الأمور مع إيران.
وأضاف أن الصين ”قلقة جدا بالقطع“ إزاء الوضع في الخليج ومع إيران ودعا كل الأطراف إلى تهدئة التوتر.