صنعاء(اليمن العربي):-هدد رئيس مجلس حكم انقلاب الجماعة الحوثية (المجلس السياسي الأعلى) مهدي المشاط باستهداف ممرات الملاحة التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وبحر العرب.
وقال إن صواريخ جماعته تستطيع الوصول إلى مصر والسودان، مؤكداً استمرار الميليشيات"استهداف المدن والمطارات السعودية.
وفي حين لجأت الجماعة الحوثية إلى التراجع عن تصريحات المشاط التي بثتها النسخة الانقلابية من وكالة «سبأ»، تحت مزاعم تعرض الموقع للاختراق من «أطراف معادية»، أفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن الصراع بين أجنحة الميليشيات هو الباعث وراء نفي التصريحات التي تزامنت مع موعد إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي.
وأشارت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» إلى إن تصريحات المشاط جاءت في مقابلة مع قناة «المسيرة» المتحدثة بلسان الجماعة، وأنه سيجري بثها قريباً، قبل أن تقوم بحذفها بزعم الاختراق.
وعن كواليس ما حدث من تهديد حوثي ونفيه لاحقاً تحت مبرر الاختراق الإلكتروني، أفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن قناة «المسيرة» أجرت بالفعل مقابلة مع مهدي المشاط حملت كل التهديدات التي أطلقها، غير أن المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام فليتة الذي يترأس مجلس إدارة شبكة قناة «المسيرة» والمقيم في عُمان أمر بعدم بث المقابلة التي تضمنت أيضاً تلميحات بإطاحة قياديين حوثيين وآخرين من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية في صنعاء.
وأوضحت المصادر أن مهدي المشاط اغتاظ من عدم بث مقابلته في «المسيرة» وأمر الموالين له في وكالة «سبأ» الحوثية ببث ما ورد في المقابلة والإشارة إلى أنها ستبث لاحقاً عبر قناة «المسيرة» في مسعى منه لإرغام فليتة على بثها، وذلك قبل أن يتدخل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي شخصياً لإلغاء التصريحات من الموقع الإلكترونية للوكالة الحوثية.
وسخرت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» من مزاعم اختراق الموقع الحوثي، وأكدت أن مضامين ما جاء في المقابلة من تهديد ووعيد يتسق مع تصريحات الجماعة الرسمية السابقة على لسان المتحدث باسمها محمد فليتة والمتحدث باسم الميليشيات يحيى سريع.
ونقلت الوكالة الحوثية عن المشاط قوله إن زعيم الجماعة يتأهب لإطاحة كثير من قيادات جماعته والموالين لها؛ من بينهم وزراء في حكومة الانقلاب وأعضاء في المجلس السياسي الأعلى، كما نقلت عنه قوله إن «حزب (المؤتمر الشعبي) وعائلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح أصبحت من الماضي»، إلى جانب دعوته القيادي «المؤتمري» صادق أمين أبو راس إلى تأسيس حزب بديل لـ«المؤتمر».
وكانت مصادر مقربة من النائب في البرلمان اليمني عبده بشر، أفادت الأحد الماضي بقيام 8 عربات حوثية مسلحة بمحاصرة منزله واعتقال اثنين من أقاربه يعملان حارسين له، في حين كان غير موجود بمنزله.
في السياق نفسه، ذكرت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» إن القيادي أمين جمعان، أمين عام المجلس المحلي في العاصمة صنعاء، استقال احتجاجاً على تدخلات المشرفين الحوثيين في عمله وإرغامه على تمرير أجندة الجماعة الخاصة بنهب الموارد والاستيلاء على ممتلكات المؤسسات الحكومية. ورجّحت المصادر إن زعيم الجماعة الحوثية حاول تلافي التصريحات المتشددة لمهدي المشاط نظراً لتوقيتها غير المناسب مع انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، خصوصاً أنها تضمنت التهديد باستهداف ممرات التجارة البحرية ومضخات النفط في السعودية، إضافة إلى استهداف كل الدول المشاركة في التحالف الداعم للشرعية بما فيها مصر والسودان.
كما تضمنت تصريحات المشاط اعترافاً من الحوثيين بالدعم الإيراني، وتأكيداً على وقوف جماعتهم مع إيران في مواجهة الولايات المتحدة، في الوقت الذي زعم فيه استعداد جماعته لإقامة علاقات طبيعية مع الأخيرة شريطة إن تتخلى عن دعم إسرائيل.
ورفض القيادي الحوثي مهدي المشاط في تصريحاته الانسحاب من الحديدة وموانئها، وقال إن جماعته لن تقوم بتسليمها للشرعية ولا للأمم المتحدة، وهي تصريحات تتسق مع تصريحات سابقة لزعيم الجماعة قال فيها إن الحديدة ستبقى تابعة لحكم الجماعة في صنعاء مع وجود إشراف أممي.
ويعتقد كثير من المراقبين اليمنيين أن تهديدات المشاط ليست بالأمر الجديد، بالنظر إلى تكثيف الجماعة، خلال الأسبوع الماضي، هجماتها الإرهابية على المدن والمطارات السعودية، غير أن المختلف فيها هو اعتراف المشاط بأن هذه الهجمات تتزامن مع العمليات الإرهابية الإيرانية في مضيق هرمز وخليج عُمان ضد ناقلات النفط.