نيويورك(واس):عقد مجلس الأمن الدولي الخميس جلسة برئاسة دولة الكويت تناول فيها التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لتعزيز السلام ومنع نشوب الصراعات، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته خلال الجلسة، إلى عدم قدرة أي منظمة أو دولة على معالجة التحديات المعقدة التي يواجهها العالم، بمفردها، مبينًا أن المشاكل الدولية تتطلب حلولًا دولية.
وأوضح أن الأمم المتحدة والجامعة العربية تتشاركان في مهمة واحدة وهي منع نشوب الصراع، وحل الخلافات، والعمل بروح التضامن والاتحاد، مفيدًا أن من بين التحديات التي تواجه المنطقة، توجد فرص للبناء على ميثاقي المنظمتين من أجل العمل الذي يحقق تغييرًا لشعوب العالم العربي والعالم بأسره.
وفيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أكد غوتيريش التمسك بالالتزام المشترك تجاه حل الدولتين القائم على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والاتفاقات السابقة والقانون الدولي.
وقال: "كما قلت سابقا، لا يوجد بديل لحل الدولتين، لا توجد خطة بديلة، إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وحل الدولتين المتفاوض عليه، هما السبيل الوحيد لوضع أسس السلام الدائم".
وفي الشأن السوري أفاد غوتيريش أن التصعيد المميت شمال غرب سوريا شرد مئات الآلاف، مؤكدًا أنه قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة لثلاثة ملايين شخص يقيمون في إدلب إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
وعن الوضع في ليبيا أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن آثار الاشتباكات المسلحة على ليبيا والمنطقة، مؤكدًا عدم وجود حل عسكري للنزاع هناك، وضرورة العمل لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.
ورحب بجهود العراق لتعزيز علاقاته مع الدول المجاورة، مؤكدًا حاجة العراق للدعم المستمر من المنطقة والمجتمع الدولي لمساعدته على إعادة البناء والتغلب على الآثار التي خلفها تنظيم داعش الإرهابي.
وأشار إلى أن للدول العربية المجاورة للعراق دورًا مهمًا، مفيداً أن الأمم المتحدة ستواصل مساعدة الحكومة العراقية عبر دعم الاستقرار وإعادة البناء وتيسير الحوار والتعاون الإقليميين بشأن أمن الحدود والطاقة والبيئة والمياه واللاجئين.
وفي الجانب اللبناني أكد أهمية عمل جامعة الدول العربية لدعم سيادة لبنان واستقلاله وسلامته الإقليمية، داعيًا إلى بذل مزيد من الجهود لمساعدة لبنان، الذي تأثر بشكل كبير بالتطورات الإقليمية.
وفي الملف اليمني أوضح غوتيريش مواصلة العمل لاستئناف المفاوضات التي تقود إلى الحل السياسي الدائم في اليمن، مشيرًا إلى أنه يتعين بذل كل جهد لمعالجة المعاناة على الأرض، لافتاً النظر إلى أن تطبيق اتـفاق ستوكهولم لن يؤدي فقط إلى تحسين الوصول الإنساني بشكل كبير، لكنه سيساعد أيضًا في التوصل إلى تسوية سياسية دائمة.
وفي الشأن السوداني أمد الأمين العام أن السودان يمر بمرحلة انتقال حساسة، مبينًا أن الأمم المتحدة تعمل مع الشركاء الإقليميين، وخاصة الاتحاد الأفريقي، لدعم هذه العملية بهدف تمكين الأطراف السودانية من التوصل إلى اتفاق بشأن السلطة الانتقالية الجامعة بقيادة مدنية.
وأعلن الأمين العام أن مكتب الأمم المتحدة للاتصال مع الجامعة العربية في القاهرة سيكون جاهزًا للعمل هذا الشهر، معبرًا عن امتنانه للحكومة المصرية لدعمها وحسن استضافتها.
وأكد عزمه على مواصلة الانخراط البناء وتعميق التعاون مع الجامعة العربية للنهوض بالرؤية التي يتضمنها ميثاق الأمم المتحدة من أجل مصلحة الشعوب التي تخدمها المنظمتان.