كتب(عبدالله الصاصي):عرفت الكثير من الناس خلال مشوار حياتي في صفات السماحة والأخلاق الرفيعة ولكني حظيت في يوم من الأيام بلقاء القائد المناضل اللواء ناصر منصور هادي فوجدته إنسانا حكيما قلما تجد من نوعه في هذا الزمن ومن الوهلة الأولى عند استماعي لكلماته الأولى في حديثه الجذاب عرفت ان هذا الرجل لا يقارن لان حديثه كان أشبه ببلسم يداوي الجروح فلا ينطق كلمة من فمه إلا ولفت انتباه الآخرين لما فيه من معان سامية وعبر ودروس .
له إسهامات في حل مشاكل الناس وكان مصلحاً اجتماعياً يحد أعقد المشاكل الاجتماعية في منازعات الناس وكان الجميع يقبل بأحكامه لأنهم يدركون أنه حيادي ولا يميل إلا لصاحب الحق ليعطيه إياه . .
ومنذ ذلك اليوم كم تمنيت أن أحظى بلقائه مرة أخرى بل مرات ومرات ومرت الأيام والشهور لعلي أجد فرصة للقائه وإذا بشخص أعرفه يعمل معه وكلمني أنه بحاجة لعامل لإصلاح أثاث بيت اللواء ناصر منصور هادي الكائن بمدينة خورمكسر بالعاصمة المؤقتة عدن وقلت له أنا من سيقوم بهذه المهمة ولدي خبرة عشرات السنين في هذا المجال وتوجهت برفقته لمنزل اللواء ناصر منصور وما ان وصلنا هناك حتى كان العم ناصر في استقبالنا وكان الإبتسامة تعلو محياه وكان ترحيبه لنا بحرارة كعادته مع كل يزوره وكان رجلا متزنا ومتواضعا تبدو عليه ملامح الوقار والهيبة والرصانة يمتاز بحسن الخلق والتعامل الراقي مع من يعرف ومن لا يعرف وفي تلك اللحظة قلت في نفسي إن تلك الهامة تستحق ان تنحني لها الرؤوس بعد الله لما فيه من خلق رفيع وقيم فاضلة احتراما وتقديراً واجلالاً وبينما أنا غارق في العمل ظل كظلي لا يفارقني دقيقة بأسلوبه الرائع في الحديث وكلامه العذب ومنذ ذلك اليوم عرفته عن قرب وعرفت الكثير من زملائه الذين عاشوا معه ورافقوه في حله وترحاله وأكتسبوا كثيراً من صفاته في الشهامة والوفاء والشموخ والتواضع . .
شخص متواضع أحب الناس فأحبوه كم كان العم مالكا للقلوب ومحبوباً لدى الناس وكان سموحاً ومتواضعاً في حياته المدنية وعلاقاته الشخصية إلا أنه كان عظيم الهمة وشديد المراس في تنفيذ المهام والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بمصالح الوطن والمواطنين وبأمن واستقرار الوطن او تخريب المنشآت والمرافق الحكومية أو تعطيل مصالح الناس أو ظلم الآخرين ولو كان أقرب المقربين له .
وخلال فترة توليه وكيل الأمن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع لمس الناس كثيراً من الإنجازات الأمنية واستتباب الأمن والاستقرار والسكينة العامة للناس وأثبت للجميع بأنه أهلاً لهذه المهمة وهذا المنصب الكبير ورسخ مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب وظل حريصاً على الأمن والأمان من خلال حث مرؤوسيه على عدم التهاون في إنجاز المهام ومعاملات الناس وكان هذا دافعاً قوياً لكل مدراء المرافق العامة ومؤسسات الدولة في زيادة الإنتاج والمواظبة على العمل والتعامل الأخلاقي في مهنهم وإداراتهم لخدمة المواطنين ورفع كاهل المعاناة عنهم في جميع المرافق الخدماتية والتنموية والانتاجية .
كان اللواء ناصر منصور هادي حريصاً خلال فترة توليه مهام وكيل الأمن السياسي بمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع على زيارة السجون ومتابعة وحل مشاكل السجناء ورفع الظلم عن كواهل المظلومين وعمل جاهدا على إعادة تأهيل السجون والسجناء ودمجهم في المجتمع لايمانه العميق والمطلق بان السجن مؤسسة تربية وإعادة تاهيل وإصلاح حتى يستطيع السجين ان يخرج من سجنه مؤهلا وإنسانا صالحا وكان للعم ناصر كثيرا من المناقب والصفات لا يتسع الحيز لذكرها في الوفاء والإخلاص والتفاني في العمل والإنسانية والكرم والشهامة والشجاعة وحب الخير والناس والصدق وتحمل المسؤولية وإنصاف المظلومين والمقهورين وغيرها .
وبعد كل هذه الصفحات المشرقة الناصعة البياض وأنا بحيرة من أمري فالعم ناصر منصور هادي رمز الوفاء والإخلاص لا يستحق ان يظل خلف القضبان منذ مطلع شهر مارس ٢٠١٥ م ولكن رغم طول الفترة ظل العم ناصر شامخا رافع الرأس واليوم على الجميع في الحكومة الشرعية والتحالف العربي والجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية محلية واجنبية العمل على فك اسره ورفاقه اللواءين الصبيحي ورجب وكل الأسرى في سجون الظلام الأمامية الكهنوتية والله ولي التوفيق .