موسكو(شينخوا):اتفقت الصين وروسيا يوم (الأربعاء) على الارتقاء بعلاقاتهما إلى شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة في عصر جديد.
اتخذ هذا القرار خلال اجتماع بين الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وخلال الاجتماع، أشاد الزعيمان بشدة بتطور العلاقات الثنائية على مدار 70 عاما، واتفقا على التمسك بمفهوم حسن الجوار والتعاون المربح للطرفين، وتطوير شراكة إستراتيجية شاملة للتنسيق في عصر جديد، بغية رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى، ومن أجل تحقيق النفع على نحو أفضل لشعبي الدولتين وللعالم أيضا.
وأشار شي إلى أن هذه أول زيارة رسمية له إلى روسيا بعد إعادة انتخابه رئيسا للصين العام الماضي، وتعتبر المرة الثامنة التي يزور فيها هذا البلد منذ عام 2013، قائلا إن العلاقات الصينية - الروسية تشهد تطورا مطردا وقويا على مستوى عال، وتعتبر عند أفضل مستوياتها في التاريخ.
وقال شي إن الجانبين يدعم كلاهما الآخر بقوة في جهوده للدفاع عن المصالح الجوهرية ورعاية الثقة السياسية والإستراتيجية المتبادلة، مضيفا أنهما يدفعان كافة جوانب التعاون بفاعلية، بينما تظهر قوى محركة داخلية للعلاقات الثنائية، ويتعمق التقاء مصالح الدولتين.
وأضاف أن الصين وروسيا تلعبان دورا فعالا في الشئون الدولية والحوكمة العالمية، وحققتا إسهامات مهمة وبناءة في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، وكذلك العدالة والانصاف الدوليين.
وأشار الزعيم الصيني إلى أن هذا العام يمثل الذكرى الـ70 للعلاقات الدبلوماسية الصينية - الروسية، واصفا إياه بحجر زاوية ونقطة بداية جديدة.
وفي إطار تأكيده أن العالم يمر بتغيرات عميقة لم يشهدها عبر قرن من الزمان، قال شي إن الصين وروسيا تتحملان معا مسؤولية تحقيق طموحات أكبر لشعبي البلدين وللمجتمع الدولي بأسره.
وأضاف أن الجانب الصيني مستعد لمشاركة روسيا في تعظيم الأثر الإيجابي للشراكة السياسية رفيعة المستوى بين البلدين، وتحقيق مزيد من فوائد التعاون الثنائي للشعبين، وتقديم مزيد من الخيارات الصينية - الروسية للشؤون العالمية.
وفي معرض إشارته إلى أن عالم اليوم يشهد تزايدا في الشكوك وعدم الاستقرار، قال شي إن تعزيز العلاقات الصينية - الروسية يمثل نداء من التاريخ، وخيارا إستراتيجيا قويا يتبناه الجانبان.
وحث شي الجانبين على دعم التواصل والتنسيق الإستراتيجيين، ودعم كل طرف الآخر بشأن قضاياه الأساسية.
كما حث شي البلدين على تعزيز تعاونهما الاقتصادي والتجاري، والمضي قدما في التعاون بشأن المشروعات الإستراتيجية الرئيسية فضلا عن دفع التعاون في المجالات الناشئة في ذات الوقت. وحث شي على دعم التعاون على المستويات المحلية وفي قطاعات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا والفضاء الجوي والارتباط والزراعة والمال.
وأوضح شي أنه يتعين على الجانبين أن يمضيا بنشاط في التعاون الرامي إلى الربط بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، من أجل تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وفي سبيل تعزيز التبادلات الشعبية، قال شي إنه يجب وضع خطة جيدة لعام الابتكار العلمي والتكنولوجي الصيني - الروسي، المقرر في الفترة 2020-2021.
وأشار إلى أن الصين وروسيا، وكلاهما عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، تعتزمان مواصلة العمل مع المجتمع الدولي في حماية النظام الدولي القائم على القانون الدولي، والأمم المتحدة في القلب منه، والحفاظ على النظام التجاري التعددي، وضخ طاقة إيجابية في الوضع الدولي المعقد، وتقديم إسهامات جديدة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وبدوره، أبدى بوتين ترحيبا حارا بزيارة صديقه القديم، موضحا أن العلاقات الروسية - الصينية وصلت إلى مستوى رفيع غير مسبوق، وأن التبادلات والتعاون على نحو شامل بين البلدين حققوا ثمارا طيبة، وذلك بفضل الجهود المشتركة بين الجانبين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 70 عاما.
وأكد بوتين أن شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة الروسية - الصينية لم تقتصر على تحقيق النفع للشعبين فحسب، وإنما أصبحت أيضا قوة مهمة في تحقيق الأمن والاستقرار الإستراتيجي على الصعيد العالمي.