الضالع(ماجد الشعيبي):هناك صورة غائبة في محافظة الضالع تتعلق بالجانب الإنساني الذي يضاهي بمرراته وتدهوره حجم الانتصارات العسكرية الكبيرة.
للأسف الشديد ما تزال مناطق الصراع المشتعلة شمالي قعطبة بعيدة عن عدسات أو اهتمامات الإعلام ، وكذلك بعيدة عن نطاق عمل المنظمات الإنسانية والحقوقية، وما يخرج إلى العلن من إنتهاكات وجرائم حوثية بحق أهالينا العزل ، فإنه يتم بجهد فردي يتكفل به مجموعة من الناشطين المتطوعين.
لقد خلقت الحرب الدائرة مأساة انسانية حقيقة، واعربت السلطة المحلية في المحافظة مرارا عن عجزها في التعاطي مع تداعيات النزوح الجماعي وكذلك تدهور الوضع الصحي ما لم تتدخل الأذرع الإنسانية لدول التحالف العربي ممثلة بالهلال الاحمر الاماراتي ومركز الملك سلمان ، وكذلك المنظمات الإنسانية الدولية .
وتزداد فداحة الأوضاع الإنسانية على ضوء السلوك الحوثي الممنهج القائم على ترهيب الحواضن الإجتماعية الواقعة تحت سيطرته من خلال عمليات الاعتقال والتعذيب ونهب ممتلكات الناس و فرض اتوات بالقوة، وكذلك زرعهم العشوائي لحقول الألغام سواء على الطرق الفرعية أو العامة وتفخيخ البنية التحتية، إضافة إلى عمليات التجنيد القسري للأطفال واستخدام المدنين كدروع بشرية .
ومن جهة أخرى يمارس الحوثيون نهجاً انتقامياً ضد الحواضن الاجتماعية المقاومة ، فكلما تراجعت المليشيات ميدانيا في منطقة زادت من وحشية قصفها العشوائي على منازل المواطنين.
وعليه فاننا نطالب الحكومة الشرعية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والوطنية تجاه المواطنين في الضالع ، واحترام تضحيات المقاتلين من خلال تضميد جروح أهاليهم العزل.
كما نناشد المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والأجنبية سرعة التوافد إلى محافظة الضالع ، ونحن مستعدون في قيادة القوات الجنوبية المشتركة إلى التنسيق معهم لضمان امنهم وسلامتهم.
اخيرا نهيب بوسائل الإعلام المهنية إن تسلط الضوء على وجه الحرب الخفي ، وتحوّل الشان الانساني في الضالع الى قضية رأي عام .. فلا يجب إن تنسينا انتصارات الأبطال في المعركة جروح المواطنين العالقين ما بين مطرقة التوحش الحوثي وسندان الإهمال الحكومي.
---
المُرسل : بسام القاضي.