بكين(شينخوا):ذكرت وزارة التجارة الصينية اليوم (الجمعة)إنّ الصين ستنشئ قائمة بالكيانات غير الموثوق بها استنادا إلى القوانين واللوائح ذات الصلة.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، قاو فنغ، إن الشركات والمنظمات والأفراد الأجانب الذين لا يستجيبون لقواعد السوق وينتهكون روح العقد ويحظرون أو يخفضون لوازم الشركات الصينية لأغراض غير تجارية، ويضرون بالحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية سيضافون إلى قائمة الكيانات غير الموثوق بها...وأوضح إنّ تفاصيل هذه الإجراءات ستعلن قريباً.
وعلّقت وكالة(سينخوا)تحت عنوان(تعليق: فرض شعار "أمريكا أولا" على الآخرين سيتحول إلى شعار "أمريكا وحدها):
قال الحكيم الفيلسوف الصيني القديم منسيوس ذات مرة: "القضية العادلة تلقى دعما كثيرا بينما لا تحظى القضية الجائرة سوى بالقليل."
وتحقق القول الصيني القديم المأثور عندما صرخ الملك المعزول الشرير في مسرحية ريتشارد الثالث لـ ويليام شكسبير: "مملكتي مقابل حصان"، لينتهي الأمر بهلاكه .
يبدو أن الشرق والغرب، على الرغم من اختلافاتهما الثقافية، يشتركان في بعض القصص التحذيرية المماثلة من خطر العزلة.
ومع ذلك، يتخذ الصقور التجاريون في واشنطن خطوة متهورة لعزل أنفسهم من خلال شن حرب تجارية ضد العديد من شركائها التجاريين الرئيسيين ويسحقون روح التجارة الحرة المقبولة على نطاق واسع والنظام التجاري العالمي الحالي. ونتيجة لذلك، فإن الانتعاش الاقتصادي العالمي في خطر.
وللحفاظ على تفوقها التكنولوجي، تحاول واشنطن تكرار حرب أشباه الموصلات التي خاضتها ضد اليابان في الثمانينيات، على الصين. ومع ذلك، فإن الحظر الأمريكي على شركة الاتصالات الصينية ((هواوي)) لم يتلق حتى الآن سوى دعم محدود.
لا تتوافق بعض الدول الأوروبية الكبرى مع واشنطن على حظر هواوي، حيث أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تكنولوجيا هواوي لن تُستبعد من المنافسة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "فرنسا وأوروبا عمليتان وواقعيتان ... نحن نؤمن بالتعاون والتعددية. وفي الوقت نفسه، نحن حريصون للغاية على الوصول إلى التكنولوجيا الجيدة والحفاظ على أمننا القومي وجميع قواعد السلامة."
وفي آسيا، قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد يوم الخميس إن بلاده ستستفيد استفادة كاملة من التكنولوجيا التي توفرها هواوي على الرغم من الحظر الأمريكي المفروض على عملاق التكنولوجيا الصينية.
وقال مهاتير في مؤتمر في طوكيو "إن الولايات المتحدة كان لديها قدرات جيدة للقيام بالبحث والتطوير في الماضي. يجب أن يقبلوا أن هذه القدرة يمكن أن توجد أيضا في الشرق."
أصبحت واشنطن أكثر اعتيادا على إساءة استغلال وضعها كقوة عظمى وممارسة التنمر على الآخرين من أجل مصالحها الخاصة.
لقد هددت بمعاقبة تركيا اقتصاديا إذا لم تلغِ صفقة أنظمة الدفاع الروسية (إس-400). وبدلا من ذلك، تريد من تركيا شراء نظام باتريوت الأمريكي الصنع.
لكنّ تركيا رفضت التراجع عن اتفاقها مع روسيا، حيث قال مسؤولون أتراك إنهم يستعدون للعقوبات الأمريكية.
وبينما تحاول واشنطن التصرف بغير أمانة على جبهتي التجارة والتكنولوجيا، تتخلى واشنطن أيضا عن مسؤولياتها العالمية باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم.
وفي أقل من ثلاث سنوات، تركت الولايات المتحدة العديد من الاتفاقيات والمؤسسات الدولية الكبرى، بما في ذلك اتفاق باريس للمناخ، والاتفاقية النووية الإيرانية، ومعاهدة القوات النووية المتوسطة المدى، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.
وما لبث أن تحول مصطلح "أمريكا أولا "إلى "أمريكا وحدها".
إن العيش في عالم يتسم بالعولمة، يحتاج فيه كل بلد إلى التعاون مع الآخرين من أجل البقاء والازدهار. لكنّ أحدا لا يريد شريكا متعجرفا ومتسلطا ومتقلبا.
بينما على المسرح العالمي حيث يوجد عدد قليل من الشركاء والأتباع، فإن مآلها أن تصبح مثل الملك الوحيد في رواية (الأمير الصغير).